كثير من المهن انتهت مع قدرة التجار على استيراد المنتجات من الدول الصناعية وتوفيرها في السوق المحلي بأسعار تنافسية، إلا أن مهنة الحدادة ظلت صامدة في «حرب وجودية» متدرعة بسلاح الجودة والتراث.
ونجح التجار في استيراد منتجات بأسعار أقل مما تنتجه سوق الحدادة داخل البحرين، إلا أنهم فشلوا في معركتهم داخل السوق؛ بسبب سلاح الجودة الذي استخدمه الحدادة في مواجهتهم غزو المنتجات الأجنبية الذي يقوده التجار المحليون.
وحاول الحدادة مراراً تفعيل سلاح التراث الذي سيقلب المعادلات رأساً على عقب، في ظل توجه البحرين إلى تنشيط القطاع السياحي والثقافي، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك؛ بسبب عدم قدرة الجهات المعنية على تحويل نوايها إلى واقع فيما يتعلق بإحياء المهن الشعبية الجاذبة للسياح، والتي تعطي حيوية للسوق.
وبعد إغلاق سوق الحدادة نتيجة وقوعه في منطقة أصبحت أمنية بعد ما شهدته البحرين من أحداث سياسية في 2011، تقلص عدد الحدادة وتفرقوا في عدة مناطق، منهم 3 في النعيم، و2 في السهلة الجنوبية، وواحد في طشان، وواحد في الزنج.
وعلى الرغم من التشتت إلا أنهم استمروا في منافسة المنتجات المستوردة، من حيث الجودة التي فشل التجار في توفيرها في منتجاتهم التي يستوردونها من الخارج إلى السوق.
وقد حاول تجار استيراد منتج يسمى «ملازم» يستخدمه مقاولو الإنشاءات في عمليات البناء، بأسعار منخفضة، ولكنهم فشلوا، لعدم اقتناع المقاولين بجودة المنتج المستورد.
وقال الحداد كامل مهدي: «المقاولون والشركات المهمة العاملة في قطاع الإنشاءات، تفضل استخدام «الملازم» التي تنتجها سوق الحدادة؛ بسبب الجودة، وتلبية الغرض بأفضل صورة».
وأضاف «كما أن المقاولين وشركات الإنشاءات تفضل ما يصنعه الحدادة البحرينيون فيما يتعلق بمنتج «الهوك»؛ وهو الذي تعلق عليه المراوح الهوائية داخل المباني».
وذكر أن تجارا قاموا باستيراد منتجات «ملازم» و«هوك»، ولكن لم يتقبلها السوق، رغم انخفاض سعرها، وفضل الناس استخدام ما ينتجه الحدادة بفضل الجودة.
وأشار مهدي «إن الحدادة ينتجون منتجات إلى شركات كبرى تعمل في البحرين، منها شركة تعمل في إصلاح السفن، تطلب كميات كبيرة من بعض المنتجات التي تستخدم في ربط الألواح الخشبية الكبيرة».
وذكر مهدي أن الحدادة في البحرين يصنعون منتجات للقطاع البحري، منها «مرساة السفن» وعليها طلب من قبل البحارة، وهناك طلب من دول الخليج من السعودية وقطر وسلطنة عمان على مراسي السفن الكبيرة.
وأوضح أن صناع السفن التراثية الصغيرة، دائماً ما يطلبون «مرساة صغيرة» من الحدادة، وهذه المرساة لا يستطيع التجار استيرادها، وحتى لو استوردوها فلن تكون مرغوبة من قبل صناع السفن الذين يركزون على الجودة.
وبين أن سوق الحدادة تصنع منتجا يسمى «الأبواب» وهو منتج أساسي يستخدمه البحارة لصيد الروبيان، وبدونه لا يمكن للسفن أن تلقي الشباك لصيد الروبيان.
وذكر مهدي العديد من المنتجات التي تصنعها سوق الحدادة والتي مازال الطلب عليها مستمر منها: «العمود»، «المحش»، «المنجل»، «فلاقة محار الؤلؤ»، «المسامير الكبيرة»، «المطرقة»، والكثير من المنتجات التراثية.
العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ
حافظوا على التراث
ارجوا ممن يهمهم الأمر في مملكتنا الحبيبة أن يعيدوا فتح سوق الحدادة لأنها معلم من معالم البحرين ....والتراث لابد أن يصان و يحفظ ..
مافي على المنتج اليدوي ! أقوى و اجود
الله يعطيك العافية يا بومحمود. ويرحم. أبوك. حجي مهدي. ابومحمد..
الونيس
الله يرزقكم كل خير
التجار المحليون هم لايخلون من نزعة حب النفس والانانيه