الشباب هم البداية التي ترتكز عليها الأوطان والمجتمعات، إذ هم الشريحة الأكبر والأكثر أهمية، لا يمكن لأحد أن يبخس وجودهم ودورهم البارز في تكوين الحاضر وصناعة المستقبل، فضلاً عن أنهم عماد المستقبل والوسيلة التي ترتقي من خلالها المجتمعات وتزدهر بها.
وفي الـ 17 من ديسمبر/ كانون الأول 1999، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها (120/54) أن 12 من أغسطس/ آب سيكون يوماً دولياً للشباب عملاً بالتوصيات التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسئولين عن الشباب.
هذا اليوم يعتبر فرصة تنتهزها منظمات الأمم المتحدة وشركاؤها، لتأكيد أهمية دور الشباب، وضرورة استثمار طاقاتهم وحماسهم وإبداعاتهم، ولإيجاد حلول لحاجاتهم، وإبعاد المعوقات والتحديات التي تصادفهم، وذلك من خلال دعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم والتطوير من قدراتهم.
يأتي الغرض من هذا اليوم هو لفت الانتباه إلى مجموعة معينة، تحتاج إلى الدعم والتشجيع المستمر من قبل الجهات المختصة في تشجيع الشباب.
طموح بلا حدود
حرصت «الوسط» على استطلاع آراء بعض الشباب بمناسبة هذا اليوم الدولي، إذ يؤكد علي سامي (21 عاماً) أن يوم الشباب الدولي هو يوم ذو طابع خاص ومميز، مغاير عن بقية المناسبات، لأنه مرتبط بدينمو التنمية والإبداع في المجتمع البشري، ألا وهم الشباب وتسليط الضوء عليهم وعلى الحواجز التي تعيقهم.
ويعلق علي حول طموحهم كشباب: «طموح الشباب دائماً وأبداً وجود الجهات التي تحتضنهم، ترعاهم وتوفر لهم البيئة المناسبة لتنمية المواهب واكتشافها، إضافةً لإعطائهم الفرص الممكنة ليعبروا عن آرائهم ويحاولوا تطبيق مشاريعهم -وإن كانت بسيطة».
ويواصل: «المجتمع هو البيئة المفضلة للشباب؛ لأنهم يشعرون فيها بأنهم يحققون وينجزون، وإن ما تحولت بفعل تركيبة المجتمع: عاداته وتقاليده أو حتى نمطه إلى حاجز يعيق الشباب ويضيق الخناق عليهم لن يحظى المجتمع بخدمات الشباب، ولن تكون هناك مساحة استفادة من طاقاتهم».
أما علياء الموسوي (24 عاماً) تقول: «اليوم الدولي للشباب هو يوم مهم لتبيان أهمية هذه الفئة، وطاقاتهم الإبداعية التي تساهم في تطوير المجتمعات والارتقاء بها بشكل جيد وفعال، وخصوصاً فيما يمر به العالم الآن من أزمات ثقافية واقتصادية وسياسية وغيرها».
وتؤكد: «وعن طموحنا كشابات هو أن نساهم في انتشار ثقافة التعايش، وأن نثبت أن الاختلاف ليس إلا رحمة وثقافة وضرورة حياتية ومعيشية».
وكما وجهت كلمة إلى الحكومات بكل أنواعها العربية والعالمية: «نحن نحتاج إلى دعم بدلاً عن هذه النزاعات والحروب، نحتاج إلى توظيف هذه الأموال في دعمنا كشباب من أجل أن نساهم في تطوير المجتمع وترقيته في كل المجالات».
وتقول زينب ترابي (23 عاماً): «لدي طموحات عديدة، ولعل أقربها لقلبي وأبعدها عن الواقع هو دخول مجال صناعة الأفلام العالمية، كذلك خوض تجربة التمثيل».
وتتابع: «أجد صعوبة في تحقيق ما أرنو إليه، حيث لم أجد حتى الآن الأرضية الخصبة التي تدفعني للسير باتجاه أحلامي. ففيما يتعلق بالتمثيل لا أرى أفلاماً محلية ذات مضامين هادفة وقوية، كما لا أجد دعماً للمرأة المحجبة أو المحافظة من قبل صناع الأفلام في المنطقة. حيث يغلب اهتمامهم بجانب التحرر والمرونة في المظهر الخارجي، أكثر من اهتمامهم بمهارات الأداء نفسها، على عكس بعض الدول المتقدمة في مجال صناعة الأفلام (إيران على سبيل المثال) التي تشجع المرأة على الظهور في الساحة الفنية وهي بكامل احتشامها».
وتواصل: «أما العقبة الأخرى، فهي تقع في النظرة الهابطة للمجتمع نحو الممثلة (سواء في مجال السينما، التلفزيون، المسرح) والذي قد يعود في أحد أسبابه لطبيعة الأدوار التي تم استغلال الممثلة من خلالها والتي شوهت صورتها لدى مجتمعنا المحافظ، مما يدفعني للتفكير في الانطلاق من الخارج في دولة أكثر تقديراً للمرأة المحافظة ومجتمع أكثر انفتاحاً نحو فكرة التمثيل».
أنتم أمل الغد
بالعودة إلى الشاب علي سامي، وجه كلمة للشباب بهذه المناسبة: «أنتم أمل منشود، وعماد المستقبل، لا تنسوا هذا، واصلوا مهما عصفت الظروف المحيطة بكم وحالت بينكم وبين تحقيق أهدافكم التنموية، لأن رادار الإبداع يظل يرصدكم أنتم فقط يا عقل المجتمع المشع».
أما علياء الموسوي فقد قالت: «أقول للشباب في هذا اليوم، اسعوا لتحقيق أحلامكم، ولا تسمحوا لأي جملة سلبية أن تقف في عرض طريقكم، ثابروا من أجل تحقيق ذاتكم، وانظروا للشباب الذين سبقوكم في تحقيق ذواتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، اجعلوهم قدوة لكم».
العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ
جميعنا نبحث عن أحلامنا ،،لكن أين الأرض الخصبة لزراعة تلك الأحلام؟!
طموحنا حزينة ..
لم يبقى شي حتى نحلم به ولكن لاتتوقعو عن الحلم فالحلم لايموت
وهل بقى حلم حتى نبحث عنه !