أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس الخميس (11 أغسطس/ آب 2016) أن وزير الخارجية الإيراني يصل اليوم (الجمعة) إلى أنقرة، بعد أقل من شهر على الانقلاب الفاشل في تركيا، والذي سارعت إيران على إثره إلى الإعراب عن دعمها للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وسيلتقي محمد جواد ظريف في العاصمة التركية نظيره مولود تشاوش أوغلو، الذي من المقرر أن يعقد معه مؤتمراً صحافياً، ثم يستقبله الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكانت طهران من أوائل البلدان التي أعربت بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز عن دعمها الرئيس التركي الذي اشتكى من تقاعس حلفائه الغربيين وفي مقدمهم الولايات المتحدة، عن الإعلان عن تضامنهم معه. لكن أنقرة التي تدعم المتمردين السوريين، تتخذ مواقف مختلفة بشأن الأزمة السورية عن مواقف إيران، الحليف الإقليمي الرئيسي لنظام بشار الأسد الذي تقدم له الدعم المالي والعسكري.
كذلك تتهم الجمهورية الإسلامية تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بالسماح بمرور الأسلحة والمقاتلين المتمردين عبر حدودها مع سورية.
وقام الرئيس التركي لتوه بزيارة إلى روسيا، الحليف الآخر لدمشق، وأعاد وضع العلاقات في مسارها الصحيح بعد أزمة سياسية استمرت 9 أشهر، نجمت عن إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية فوق الحدود السورية.
وروسيا هي الداعم العسكري الأول لدمشق، وتشكل الأزمة السورية موضوع خلاف كبير بين موسكو وأنقرة.
من جانب آخر، قال مسئول تركي بارز لـ «رويترز» أمس (الخميس) إن ملحقين عسكريين اثنين في السفارة التركية باليونان اختفيا بعدما استدعتهما أنقرة في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الشهر الماضي.
وسرحت تركيا التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي آلاف العسكريين من بينهم نحو 40 في المئة من جنرالاته بعد وقوع المحاولة الانقلابية التي قاد خلالها جنود متمردون طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وقال المسئول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: «نحن نعلم أن الملحقين العسكريين في اليونان حاولا السفر للخارج. معلومات المخابرات التي تلقيناها تشير إلى أنهما ربما ذهبا إلى إيطاليا... وإذا تأكد ذلك سنبلغ السلطات الإيطالية».
وقال المسئول إن مكان الملحق العسكري في البوسنة غير معلوم لكن السفارة هناك نفت ذلك قائلة إنه لم يتم استدعاؤه.
وعلى صعيد متصل، قال مسئول تركي كبير أمس إن السلطات التركية احتجزت 35022 شخصاً إجمالاً فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة في الشهر الماضي.
وأضاف أن 17740 من هؤلاء اعتقلوا رسمياً بينما أفرج عن 11597 شخصاً ولا يزال 5685 رهن الاحتجاز.
إلى ذلك، ألقت الشرطة التركية القبض أمس، على أعضاء في أكبر حزب موال للأكراد في البلاد؛ بسبب مزاعم تنظيم «احتجاجات غير قانونية»، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وكان السياسيون الأكراد المعتقلون، ضمن مجموعة تضم أكثر من 17 شخصاً، تم إلقاء القبض عليهم في اسطنبول في إطار سلسلة مداهمات نفذتها الشرطة المسلحة. وزعم التقرير أن العديد من الاشخاص على صلة بحزب العمال الكردستاني.
وصادرت الشرطة -أثناء مداهمة مكاتب «حزب الشعوب الديمقراطي» في اسطنبول- جهاز اتصال لاسلكيا ووثائق تنظيمية. ويقوم الحزب حالياً باحتجاجات بالقرب من مكتبه.
ويشار إلى أن «حزب الشعوب الديمقراطي» هو ثالث أكبر حزب في البرلمان، إلا أن الحكومة تتجاهله باستمرار. ويتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحزب بتورطه في الارهاب.
العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ