أودى مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) يوم أمس الأول الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2016) بحياة الشاب علي مكي يوسف مرهون من منطقة المالكية، بعد مضاعفات المرض، ليكون بذلك الضحية العشرين من ضحايا هذا المرض خلال العام 2016.

وكان مرض السكلر حصد ضحيته التاسعة عشرة أواخر (يوليو/ تموز 2016) الماضي، حيث توفيت شابة من مدينة عيسى جراء مضاعفات المرض المذكور.

وكان عدد وفيات مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) بلغ في العام 2015، 31 حالة وفاة، ليصل العدد الإجمالي خلال 16 عاماً إلى 376 حالة وفاة، وكان العام 2012 هو أكثر الأعوام التي شهد فيها سقوط وفيات مرضى السكلر وذلك بعد وفاة 47 مريضاً، في حين سجلت جمعية البحرين لمرضى السكلر وقوع 249 حالة خلال سبع سنوات وذلك من 2009 حتى 2015.

ويأتي تتابع وفيات مرضى السكلر، في الوقت الذي يشتكي المصابون بالسكلر منذ أشهر وبشكلٍ متواصل من نقص أدويتهم خلال عطل نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى أن معالجتهم في مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي باتت تمتد إلى قرابة ثماني ساعات يقضونها في تطبيق برتوكول علاجي.

كما يشار أيضاً إلى أنه كثرت على مدى الشهرين الماضيين شكاوى مرضى السكلر ضد وزارة الصحة، وتنوعت الأسباب في ذلك، حيث شكا المرضى من وقف دواء المورفين عنهم واستبداله بدواء آخر، ثم جاءت قضية عدم وجود طبيب مناوب في مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، وثم نقص أدويتهم المستمر خلال أيام العطل، هذا بالإضافة إلى الشكوى المستمرة بشأن ما يقوله مرضى السكلر من إساءة معاملة الطاقم الطبي لهم بشكلٍ متكرر.

وكان آخر الشكاوى ما أفاد به مرضى سكلر من أن الوزارة طبقت بروتوكولاً كانت سبق وألغته، يقضي بأن يبقى المريض مدة تتراوح بين 8 و10 ساعات، حيث يتم في البداية تركيب مغذٍّ له مع دواء برفلقان (بندول سائل)، ثم ينتظر لساعتين، وبعدها يتم إعطاؤه مسكناً للألم (فولترين)، ثم بعد ساعتين يتم إعطاؤه دواء اسمه (ترامال)، ثم ينتظر لساعتين لكي يقوم الطبيب بوصف الدواء الذي يحتاج إليه سواء أكان مورفين أم الاوكسيكودون».

وأوضحوا أن «جميع الخطوات التي يستند إليها البرتوكول المذكور تستلزم أن تتم والمريض على السرير، في حين أن المركز يضم 21 سريراً فقط، بينما المرضى الذين جاؤوا للعلاج مساء أمس مثلا هم بالعشرات، وهذا الأمر يعني أن المركز لن يكون قادرًا على استيعاب أكثر من عدد الأسرة الذي يحتويه، وخاصة أن فترة الانتظار لتلقي العلاج لا تقل عن 8 ساعات، فضلاً عن إجراءات التسجيل والانتظار قبل بدء هذه الإجراءات».

واتهم المرضى وزارة الصحة بأنها أعادت البروتوكول القديم من أجل تقليل أعداد المرضى الذين يراجعون مركز أمراض الدم الوراثية، من دون أن يكون هناك بديل عملي لهم؛ لأنهم لو وجدوا العلاج المناسب في المراكز الصحية لما تجشموا عناء الذهاب إلى السلمانية من أجل تلقي العلاج، الذي هو جزء من حقهم الوطني والإنساني».

ويشار كذلك إلى أن وزارة الصحة كانت ألغت هذا البروتوكول قبل عامين (أغسطس/ آب 2014)، بعد تزايد شكوى المرضى منه، بعد أن أقرته منذ العام 2009، فيما يُلقي مرضى بالسكلر كثيرون باللائمة على هذا البروتوكول في زيادة مشاكلهم الصحية.