فشل مجلس الأمن مجدداً أمس الأول الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2016) في الاتفاق على بيان يدين إطلاق كوريا الشمالية صاروخين سقط أحدهما قبالة السواحل اليابانية، وذلك بسبب إصرار بكين على تضمينه رفضاً لنشر الدرع الأميركية الصاروخية في كوريا الجنوبية.
وكانت واشنطن أعدت مشروع بيان يدين بشدة التجربة الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ في 2 أغسطس الجاري، ويعرب عن قلق مجلس الأمن البالغ بسبب بلوغ الصاروخ المياه اليابانية. وبحسب وثيقة حصلت عليها وكالة «فرانس برس» فقد اقترحت الصين تضمين البيان الفقرة التالية «يجب على كل الأطراف المعنية أن تتجنب الشروع في أي عمل من شأنه أن يستفز الآخرين ويزيد التوترات، وأن تمتنع عن نشر درع مضادة للصواريخ البالستية في شمال شرق آسيا بذريعة التصدي لأخطار البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية».
وكانت سيئول وواشنطن أعلنتا في مطلع يوليو/ تموز الماضي، أنهما اتفقتا على نشر منظومة «ثاد» الأميركية المضادة للصواريخ، الدرع الصاروخية التي تعتبر من الأكثر تطوراً في العالم، لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ المتزايدة.
وتطلق منظومة «ثاد» (ترمينال هاي التيتيود ايريا ديفنس) صواريخ معدة لاعتراض وتدمير الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي أو لدى دخولها إياه أثناء مرحلة التحليق الأخيرة.
وبحسب دبلوماسيين فإن المفاوضات بين أعضاء مجلس الأمن بهدف التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن بلغت طريقاً مسدوداً.
وهذه هي المرة الثانية التي يفشل فيها المجلس في إصدار إدانة رسمية لكوريا الشمالية بعد إطلاقها صاروخين سقط أحدهما للمرة الأولى في المياه اليابانية، إذ إن محاولة أميركية أولى بهذا الاتجاه اصطدمت أيضاً بتحفظات الصين.
ومطلع مارس/ آذار، شدَّد مجلس الأمن إلى حد كبير العقوبات الدولية على كوريا الشمالية على إثر تجربتها النووية في السادس من يناير/ كانون الثاني وإطلاق صاروخ في السابع من فبراير/ شباط. وفرض آنذاك مراقبة منتظمة لجميع سفن الشحن لدى وصولها أو مغادرتها الشواطئ الكورية الشمالية.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً متزايداً منذ التجربة النووية الرابعة التي أجرتها كوريا الشمالية في السادس من يناير ثم إطلاقها صاروخاً بالستيّاً في السابع من فبراير في خطوة اعتبرت تجربة على صاروخ بعيد المدى.
العدد 5087 - الأربعاء 10 أغسطس 2016م الموافق 07 ذي القعدة 1437هـ