دخل ليستر سيتي الانجليزي تاريخ عالم الكرة المستديرة من بابه الواسع عقب تتويجه بطلا للدوري الانجليزي الممتاز الموسم المنصرم لكن مهمته لن تكون سهلة في الدفاع عنه في الموسم الجديد الذي ينطلق يوم السبت المقبل.
وخالف رجال المدرب الايطالي كلاوديو رانييري التوقعات والمنطق الموسم الماضي، إذ منحتهم الترشيحات نسبة 1 إلى 5000 لمعانقة اللقب العتيد، لكن جايمي فادري، نغولو كانتي ورياض محرز وزملاءهم ارسوا نجاحا مبينا قل نظيره في عالم كرة القدم، علما بان أولوية الذئاب وهو لقب ليستر كان البقاء بين مصاف أندية النخبة في بلاد الضباب.
وسقط ليستر في ثلاث مناسبات الموسم الماضي فقط، ما أكد أحقيته برفع لقب الدوري الانجليزي عاليا، علما بان لاعبيه كانوا يفتقدون للخبرة، لكنه أنهى حملته المظفرة في صدارة الترتيب بفارق عشر نقاط كاملة عن ملاحقه ارسنال.
ويرى كثيرون أن نجاح ليستر اللافت مرده إلى تخبط الأندية الأخرى، إذ عانى تشلسي حامل لقب الموسم الماضي مصاعب جمة آلت إلى إقالة البرتغالي جوزيه مورينهو واستبداله بالهولندي غوس هيدينك على نحو مؤقت، فيما ترنح أداء ارسنال ومانشستر يونايتد وليفربول على التوالي.
ومن غير المرجح أن يعرف رجال رانييري حملة سهلة في الموسم الجديد، وسط ضخ الأندية الكبيرة أموالا طائلة بغية تعزيز صفوفها.
وسعى ليستر بدوره لتدعيم صفوفه، إذ تعاقد مع الفرنسي مندي نامباليس والنيجيري احمد موسى مندي مقابل 13 و16 مليون جنيه إسترليني على التوالي، وحارس المرمى الألماني رون روبرت تسيلر والمدافع الاسباني لويس هرنانديس واليافع البولندي بارتوش كابوستكا.
وفي المقلب الآخر، تعاقد يونايتد مع النجم الفرنسي بول بوغبا مقابل 89 مليون جنيه إسترليني، في صفقة لم يشهد لها عالم المستديرة مثيلا، بينما ظفر مانشستر سيتي بخدمات الانجليزي جون ستونز مقابل 47.5 مليون جنيه إسترليني، فيما أغدق تشلسي 30 مليون جنيه لاستقدام لاعب الوسط الفرنسي نغولو كانتي، ما دفع رانييري للسعي لاستقدام لاعب مؤثر في منطقة المناورات بإمكانه تعويض رحيل كانتي إلى ستامفورد بريدج.
أكثر دهاءً
يؤمن رانييري بقدرة مندي والويلزي الدولي اندي كينغ على سد الفراغ الذي خلفه رحيل كانتي.
ويبدو مندي مرشحا للحلول مكان كانتي في تشكيلة ليستر، لكن كينغ يبدو الأقرب للمشاركة في افتتاحية الموسم الجديد للدوري الانكليزي أمام هال سيتي يوم السبت المقبل.
وذكر رانييري غداة رحيل كانتي قائلا: "سعى تشلسي لشراء كانتي كونه تألق بشكل لافت الموسم الماضي. على الجميع أن يفهموا أن كانتي لم يعد موجودا. لذا علينا التفكير بشكل مختلف وان نعمد على إقفال المساحات، وان نتحلى بسرعة ودهاء اكبر".
وتوقع كينغ بدوره تنافسا شرسا على اللقب هذا الموسم، وقال "ندرك إننا خالفنا التوقعات في الموسم الماضي، لذا نتوقع ردة فعل من قبل الأندية الكبيرة، لا من مانشستر يونايتد لوحده، وإنما من مانشستر سيتي، تشلسي وأيضا ارسنال".
وتمكن ليستر من الاحتفاظ بخدمات مهاجمه الدولي الانجليزي جيمي فادري صاحب 24 هدفا في الدوري الموسم المنصرم، وسط شائعات ربطت الأخير بالانتقال إلى صفوف ارسنال خلال الصيف.
واعتمد رانييري المقاربة عينها أسوة بالموسم الفائت إزاء حظوظ الذئاب في الدوري الانجليزي قائلا: "سأواظب على العمل بالفسلفة والتواضع عينهما. حصد ليستر نجاحا لافتا، لكن تحقيقنا 40 نقطة يبقى مطلبا حيويا". بمعنى آخر الرقم الذي يجعل صاحبه يتحاشى الهبوط إلى الدرجة الأولى، لكن ليستر أقوى من ذلك بكثير وان كانت مشاركته في دوري أبطال أوروبا ستتطلب بذل جهود مضاعفة على أكثر من جبهة.