شنت حركة «طالبان» منذ عشرة أيام هجوماً عنيفاً في جنوب أفغانستان وباتت تهدد باحتلال عاصمة ولاية هلمند (لشقرقاه)؛ المعروفة بإنتاجها للقنب، بعد أن سيطرت على مناطق واسعة من هذه الولاية.
ويثير تقدم مقاتلي الحركة بعد عشرة أيام من بدء هجومهم تخوف المسئولين المحليين والسكان من إمكانية سقوط مدينة لشقرقاه في أيديهم كما سبق وفعلوا مع قندوز في أكتوبر/ تشرين الأول 2015. وكانت «طالبان» نجحت في السيطرة على تلك العاصمة الكبرى في الشمال خلال أسبوعين، فيما اعتبر سابقة منذ 14 عاماً من الحرب ما أشاع الذعر وسط السكان.
وأقر الجنرال محمد حبيب هيساري الذي يقود العمليات الميدانية للجيش الأفغاني، أمس الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2016)، أمام الصحافيين، بأن «الوضع خطير فعلاً في هلمند، وتدور معارك في عدد كبير من الأقاليم».
وقال رئيس السلطة التنفيذية في الولاية، كريم اتال: «إن عناصر طالبان باتوا عند أبواب» لشقرقاه حيث يعيش نحو مئتي ألف شخص.
وأكد أمام الصحافيين «نبهنا الحكومة أن أمامها ست ساعات للتحرك»، مضيفاً أن «الوضع سيئ فعلاً ويجب وقف طالبان»، مشيراً إلى أنه «يخشى عمليات نهب في حال سقطت المدينة».
وقال متحدث عسكري أميركي أمس مؤكداً كثافة المعارك الجارية، أن الجيش الأفغاني يحصل على دعم من الغارات الجوية المنتظمة للقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان، مشيراً إلى أن «الغارة الأخيرة شنت مساء أمس (أمس الأول)».
وقال المواطن حجي قيوم، الذي اتصلت به وكالة «فرانس برس»: «إن حركة طالبان تسيطر على كل الطرق المؤدية إلى لشقرقاه. حواجز الشرطة تسقط الواحد تلو الآخر ويتخوف الجميع من أن تسقط العاصمة بدورها بأيدي طالبان».
وكان متشددو الحركة يبعدون أمس الأول ستة كيلومترات عن وسط المدينة، وقال مسئول محلي طلب التكتم على هويته: «إن الوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة في أي وقت». وأكد مصدر إنساني أن «تكثيف النزاع يجعل التنقل صعباً»، مشيراً إلى أن السكان لقوا صعوبة في الوصول إلى مستشفى لشقرقاه الوحيد الذي يقدم خدمات للمليون شخص الذين يعيشون حوله. وقال هذا المصدر: «إن قسم الطوارئ في المستشفى المكتظ عادة أيام السبت، بقي شبه خاوٍ السبت الماضي».
وهذا الوضع يقلق العاملين في المجال الصحي لأن المستشفى الذي تديره منظمة «أطباء بلا حدود» يعد أساسياً لتقديم العناية الصحية للأطفال والأمهات.
إلى ذلك، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس إنها حرصت على «إبلاغ القوات المتنازعة كل المعلومات المتعلقة بموقع مستشفى لشقرقاه». وكانت ضربة أميركية دمرت المستشفى الذي كانت تتولى المنظمة إدارته في قندوز في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ما أدى إلى وقوع 42 قتيلاً في صفوف الطاقم والمرضى.
العدد 5086 - الثلثاء 09 أغسطس 2016م الموافق 06 ذي القعدة 1437هـ