حدَّدت خطة التنمية المستدامة للعام 2030 واتفاق باريس بشأن المناخ المعتمدان في العام 2015 إطاراً جديداً وطموحاً من أجل بناء عالم ينعم فيه كل إنسان بالكرامة ويحترم كوكب الأرض.
ويعترف هذا الإطار، ولأول مرة على هذا النطاق، بأن الشعوب الأصلية تمثل فئة متميزة وتؤدي دوراً في الجهود العالمية الرامية إلى بناء مستقبل أفضل للجميع.
وفي هذه المناسبة، نود أن نعرب عن تقديرنا للسكان الأصليين الذين يبلغ عددهم 370 مليون نسمة، وأن نؤكد مجدداً على عزم وتصميم «اليونسكو» على صون وتعزيز هوية الشعوب الأصلية ولغاتها ونظم معارفها. فالشعوب الأصلية تقوم مقام الحارس الأمين لثراء التنوع الثقافي، وتملك معارف وخبرات فريدة بشأن أنماط العيش المستدام واحترام التنوع البيولوجي. ولكن حفظ هذه الطاقة واستغلالها يقتضيان أن نعمل على ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع. فلايزال الكثير من السكان الأصليين لا يتمتعون بحقوقهم الكاملة في الانتفاع بالتعليم الجيد. ولايزال أطفال الشعوب الأصلية أقل حظاً من أطفال الشعوب غير الأصلية في الالتحاق بالمدرسة، وأكثر عرضة منهم، لأن يكون مستوى أدائهم الدراسي منخفضاً. وغالباً ما يولد هذا التهميش الذي يقترن بحواجز اجتماعية - اقتصادية وثقافية حلقة مفرغة من الضعف والحرمان. وتؤدي هذه الفجوات ذات الأبعاد الأخلاقية والتنموية إلى تقويض دعائم الإنسانية بأسرها.
إن الحق في التعليم حق أساسي، كما هو منصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (للعام 2007)، واتفاقية اليونسكو بشأن مكافحة التمييز في مجال التعليم (للعام 1960). وتنطوي نظم معارف السكان الأصليين على العديد من الحلول التي تساعد على التخفيف من عواقب تغير المناخ، وستستمر اليونسكو في الاستعانة بهذه المعارف لتعزيز التعاون العلمي في مجال صون التنوع البيولوجي ودعم التعليم من أجل التنمية المستدامة. ويكمن التحدي الرئيسي الماثل أمامنا في قدرتنا على جمع هذه الثروة من المعارف والثقافات وتسخيرها لمنفعة الجميع، في ظل الاحترام الكامل لحقوق الإنسان. هذه هي ولاية اليونسكو، وهذا هو العهد الذي نقطعه على أنفسنا من جديد في هذا اليوم الدولي.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5085 - الإثنين 08 أغسطس 2016م الموافق 05 ذي القعدة 1437هـ
شعوب اصلية؟
ماذا تعني كلمة شعوب اصلية؟
وماذا تعني الاصالة وهل لها ادنى اهميّة؟