كانت البرازيل المضيفة تعول على نجم برشلونة الاسباني نيمار ليكون "وجه" الألعاب الاولمبية التي تستضيفها حتى 21 أغسطس/ آب، ووضعت فيه آمالها من اجل قيادتها إلى المجد الكروي الاولمبي الذي طال انتظاره.
ومن أجل تحقيق هذا الحلم الذي افلت منها ثلاث مرات، آخرها العام 2012 حين خسرت النهائي أمام المكسيك في لندن، قررت البرازيل إعفاء نيمار من أجل المشاركة في النسخة المئوية لبطولة كوبا أميركا التي أقيمت مؤخرا وذلك بهدف السماح له بالتحضير للحدث الاولمبي.
لكن وبعد عامين على الهزيمتين المذلتين في كأس العالم التي استضافتها صيف 2014 حين خسرت أمام ألمانيا في نصف النهائي 1-7 ثم أمام هولندا على المركز الثالث صفر-3، تجد البرازيل نفسها أمام إمكانية توديع الألعاب الاولمبية من الدور الأول بعد تعادلها في المباراتين الأوليين مع جنوب إفريقيا والعراق دون أهداف.
وخلافا لنيمار ورفاقه في منتخب الرجال، يقدم منتخب السيدات أداء مذهلا وقد حجز بطاقته إلى الدور ربع النهائي بعد تحقيقه فوزين كاسحين على الصين (3-صفر) والسويد (5-1) في الجولتين الأوليين.
ولم يقدم نيمار أي شيء يذكر في المباراتين الأوليين لأصحاب الضيافة ما دفع الجمهور الى الغناء في الملعب خلال المباراتين أمام جنوب إفريقيا والعراق: "مرتا أفضل من نيمار".
ويمكن القول إن الجمهور محق، اقله في بداية المسابقة، لان مرتا الحائزة جائزة أفضل لاعبة في العالم خمس مرات متتالية بين 2006 و2010 قدمت أداء مذهلا توجته بهدفين ضد السويد كما حال كريستيان التي سجلت بدورها هدفين حتى الآن لتدخل التاريخ كأفضل هدافه في الألعاب الاولمبية.
ورفعت مهاجمة باريس سان جيرمان الفرنسي رصيدها إلى 14 هدفا في أربع مشاركات لها في الألعاب الاولمبية، لتكون أول من يحقق هذا الانجاز أن كان عند الرجال أو السيدات، متفوقة على الأهداف الـ13 التي سجلها كل من الدنماركي سوفوس نييسلن (بينها 10 أهداف في مباراة واحدة فقط خلال اولمبياد 1908 ضد فرنسا التي خسرت 1-17) والمجري انتال دواني (قاد بلاده لذهبية 1968 وفضية 1972).
ومن المؤكد أن اهتمام الجمهور المحلي سيتحول تدريجيا إلى فريق السيدات وذلك لان نيمار ورفاقه "خسروا مصداقيتهم تجاه الجمهور" بحسب ما خلصت إليه صحيفة "او غلوبو" الاثنين، مضيفة: "لقد فقدوا تركيزهم وتوازنهم. صفر-صفر ضد العراقيين ثم خرجوا وسط صيحات (أولي) لمرتا".
ورفض نيمار الحديث إلى الصحافيين بعد مباراة العراق، ما دفع الإعلام البرازيلي إلى تجديد التشكيك بقدراته القيادية والانضباطية وكتبت "اي اس بي ان" البرازيل في هذا الصدد: "لا طائلة من انتظار تصريح لقائد البرازيل، نيمار، بشأن النتيجة (أمام العراق)".
وواصلت: "كان ذلك كافيا لكي ينطلق الجدل مجددا بشأن الشارة التي يرتديها"، أي شارة القائد.
وتوجه نيمار مباشرة من ملعب "مانيه غارينشا" في العاصمة برازيليا إلى حافلة المنتخب وهو يضع سماعاته مطأطأ الرأس، وذلك خلافا لما حصل السبت في ريو دي جانيرو إذ انتظر الجمهور حتى الواحدة صباحا خارج ملعب "جواو هافيلانج" الاولمبي لمشاهدة مرتا ورفيقاتها من اجل تحيتهن.
ومن المؤكد أن وضع رجال البرازيل سيزداد سوءا في حال فشلهم في التأهل إلى الدور ربع النهائي لان الهدف هو التتويج بالذهب الاولمبي الذي ينقص خزائنهم، وبالتالي فان تحقيق نتيجة غير ذلك سيكون مرادفا لبطولة ثالثة كارثية على ارض البلد الذي يعشق كرة القدم كونه خسر نهائي كأس العالم عام 1950 بين جماهيره على يد الجارة الاوروغواي ثم ودع نهائيات 2014 من نصف النهائي.
وفي حال انتهاء مشوار البرازيل عند الدور الأول في مجموعة تضم الدنمارك والعراق وجنوب افريقيا، فالعواقب "الشعبية" ستكون أقسى بكثير من خسارة نهائي 1950 ونصف نهائي 2014.
ويحتاج نيمار ورفاقه إلى الفوز على الدنمارك الأربعاء من اجل كسب بطاقة ربع النهائي بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين العراق وجنوب إفريقيا، لكن نجم برشلونة يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير ليكسب مجددا محبة الجمهور البرازيلي.