تشهد البلاد نشاطاً صيفياً مميزاً في مختلف المجالات. أنشطة تستهدف مختلف الأعمار، بعضها يكون مدفوع الأجر، وهو أمرٌ بديهيٌّ ومتعارفٌ عليه، خصوصاً لتلك الجهات الربحية التي أقيمت لهذا الغرض. فيما تقوم جهات أهلية بتقديم الكثير من البرامج غير الربحية، التي من شأنها أن تسهم في تثقيف أبنائنا، وإشغال وقت فراغهم ببرامج وفعاليات مفيدة. بعضها تقدّم مجانية بالكامل، فيما يكون بعضها الآخر بأسعار رمزية لا تغطي الكلفة التشغيلية للمكان.
هذه البرامج المنوّعة، المقدمة من الجهات الأهلية والرسمية أيضاً – إذ لا يمكن إغفال ما تقدمه وزارة شؤون الشباب والرياضة، وتمكين، وهيئة البحرين للثقافة والآثار- تسهم في بلورة رؤية الفئات المستهدفة وخصوصاً الأطفال والشباب؛ فهم يلتقون بمن هم في مثل سنهم، يستمعون للعديد من التجارب من أقرانهم في أمور الحياة والتعليم. يهيئون أنفسهم لاستقبال مختلف وجهات النظر من خلال الحلقات النقاشية التي تضم مختلف العقول والخلفيات الإجتماعية والأيدلوجية، ويكوّنون صداقات جديدة من شأنها أن تستمر معهم طوال العمر حين يشعرون بتوافق ما مع أحدهم.
البرنامج تخدم الفئات المختلفة بشكل جميل، برامج تتنوع بين الديني والرياضي والثقافي والأدبي والعام. يطرح كثير منها ما تعجز المدارس اليوم عن طرحه؛ إذ تهتم بصقل مهارات الطفل عن طريق تعيين أساتذة ومتخصصين في الأدب والفن والشعر والإعلام والدين والرياضة، وبعضها يهتم بجانب تطوير الذات عن طريق تقديم مجموعة من الورش والدورات التدريبية في الثقة بالنفس والإلقاء والخطابة وإدارة الوقت وطرق التعامل مع الآخرين وغيرها من الورش التدريبية التي عادةً ما يكون الانضمام إليها يتطلب صرف مبالغ قد لا تستطيع كثير من الأسر توفيره. لكنها هنا تقدّم بالمجان أو بأسعار رمزية جداً لا تتجاوز الثلاثة دنانير في كثير من المراكز والمساجد والجمعيات الأهلية.
هذه الدورات والورش والبرامج أتاحت لكثيرٍ من الأسر توفير أوقات مفيدة لأطفالها في العطلة الصيفية خصوصاً تلك الأسر التي لم تكن، قبل انتشار هذه البرامج، قادرة على دفع رسوم اشتراك المعاهد والمراكز التدريبية لأبنائها؛ لارتفاع أسعارها، وصار بإمكانها اليوم إلحاقهم ببرامج مفيدة بعد أن فقدوا الأمل في السفر أو التسجيل في المعاهد الأخرى للإستفادة من وقتهم والترويح عن أنفسهم بعد عام دراسي طويل.
يرعى هذه البرامج رجال ونساء هم من خيرة أفراد المجتمع، ممن عرفوا بسيرتهم الحسنة واستقامتهم وثقافتهم، كلٌ في مجاله. يقدمون ما لديهم من معلومات ومواهب للمشتركين في البرامج بشكل مجاني في الغالب؛ لأنهم لا يرجون عائداً في الدنيا، بل كل هدفهم أن يقدموا الثقافة والمهارة للنشء ممن وثق بهم أهاليهم وأسلموهم عقول أبنائهم.
نقول لكل هؤلاء الذين تطوّعوا لخدمة وتعليم أبنائنا: شكراً لكم من القلب وجزاكم الله خيراً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ
شُكراً .. للفاعلين في البرامج الصيفية ، و جهودهم مشكورة .. و بالتوفيق لأبنائنا و لأجيالنا الناشئة .. و الشكر أيضاً للكاتبة/الأستاذة سوسن دهنيم.