أحياناً تصنع النهاية بدايةً جديدة، لتشق طريقها إلى طريق أوسع، يكون عنوانه الإبداع والتميز.
في نهاية سنوات الخدمة في العمل، يتجه البعض للراحة، لكن الآخرين يكتشفون موهبة يمتلكونها كانت مدفونة تحت أسوار سنواتهم التي قضوها في عملهم.
أنهى جعفر عبدالرضا آل طوق سنوات عمله في إحدى الشركات الخاصة بالمعادن، إذ وجد نفسه يعيش الفراغ في الأيام الأولى، قبل أن يكتشف أنه يمتلك موهبة صناعة الحرف التراثية.
كانت البداية حين اقترح عليه صديق له، الذهاب إلى مركز سترة الاجتماعي، وحتى ذلك الحين لم تكن البداية واضحة بالنسبة له، إلا أنه حصل على الدعم والتشجيع لبزوغ موهبته، ومن هنا ولد الإبداع.
انطلق آل طوق بالرسم، ثم طور من موهبته إلى الأعمال الحرفية، أمر كهذا جعل منه يتنقل بفنه من مكان إلى آخر، وخصوصاً في ظل الدعوات التي يتلقاها للمشاركة في المهرجانات التراثية والمعارض وغيرها، حتى بات أحد الأركان الرئيسية في مثل هذه الفعاليات.
وحصل آل طوق على العديد من الشهادات التقديرية من قبل مدارس عدة، من أبرزها مدرسة سترة الإعدادية للبنات ومدرسة ابن النفيس الابتدائية للبنين وغيرهما الكثير.
«الوسط» كانت لها زيارة إلى سترة، ومن منزله الكائن بمنطقة واديان، انطلق الحاج جعفر متحدثاً إلى «الوسط»، إذ قال إنه يصنع الكثير من الحرف اليدوية على حسب الطلب مثل النوافذ التراثية التي كانت موجودة قبل عقد من الزمن، والأبواب الخشبية القديمة، والسفن، والقوارب، والمساجد التراثية التي يصنعها من الفلين، إضافة إلى «العريش»، ولكن هذه المهنة يستخدم من خلالها «السعف» والخشب والفلين، والاسفنج وغيرها.
وبعد ثماني سنوات من الإبداع، يؤكد آل طوق أن البداية بدأت بدعم من كل من زينب طوق ونورية العالي، واللتين ساهمتا بشكل كبير بدعم موهبته وتطويرها، على حد تعبيره، إذ استلهم فكرة مشروعه بعد نقاش مستمر معهما.
لكل عمل متميز جهد ووقت طويل يأخذ فيه صانعه، وعن ذلك يقول آل طوق: «تستغرق مني أعمالي أوقاتاً متفاوتة في إنجازها، فعلى سبيل المثال، أستغرق قرابة الثلاثة أيام في صنع مجسم لمسجد مكون من الفلين والخشب، بينما تستغرق مني صناعة مجسم البانوش قرابة الثلاثة شهور».
ويضيف: «أقوم بعمل مجسمات السفن مثل: (الجالبوت) وهي عبارة عن سفينة من سفن الغوص، تكون مقدمتها زاوية قائمة ونهايتها شبه مربع، و(الشوعي) والتي يتم استخدامها في صيد الأسماك على الشاطئ، وغيرهما كـ(السنبوك) و(البتيل)، وهذه المصطلحات ليست بالغريبة على البحارة».
أدوات قد لا تخطر على بال أحد يقوم باستغلالها من أجل أن ينجز الإبداع، إذ يقول آل طوق: «صنعت مجسماً للرطب من النشا، وهي عبارة عن مسحوق ناعم جداً يتفتت بين الأصابع عند الضغط عليه، والصمغ العربي، ثم أقوم بتلوينه لأحصل على الشكل المطلوب».
وختم حديثه إلى «الوسط» بالقول: «أعتمد في صناعة النوافذ على أعواد الأخشاب وأقوم بتلوينها وتزيينها بـ (الفولك)، أما في صناعة (العروش) فاستخدم الخشب وسعف النخيل وأضع القماش كلمسات أخيرة حتى يبدو أجمل».
العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ
الله يقويك يا أبو عباس وتستاهل كل خير .. مبدع من زمان
ع الرومي
يعطيك العافية ابو عباس انت مبدع
بارك الله فيك يا بن طوق الستراوي.
في هذا الوطن إبداع كبير محتاج لاستظهار واستكشاف ومن بن طوق يمكن القول الصبر والإرادة تصنعان المستحيل والإبداع موجود عند كل إنسان محتاج منه لتوظيف صحيح ومتقن.
شكرًا للوسط التي تبحث عن إظهار هذه المواهب للعلن