تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً أمس الأحد (7 أغسطس/ آب 2016) إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا «إذا أراد الشعب ذلك»، وذلك أمام مئات آلاف الأتراك الذين تظاهروا «دفاعاً عن الديمقراطية» بعد محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي.
وقال أردوغان، أمام مناصرين كانوا يهتفون «إعدام»: «إذا أراد الشعب عقوبة الإعدام فعلى الأحزاب أن تنصاع لإرادته»، وذلك خلال تظاهرة ضخمة في اسطنبول في حضور المعارضة. وأضاف «على ما يبدو، ليس هناك عقوبة إعدام في أوروبا، لكنهم يطبقونها في الولايات المتحدة واليابان والصين. غالبية البلدان تطبقها».
وقبل أردوغان، قاطع الحشد بهتافات «إعدام»، رئيس أركان الجيش الجنرال خلوصي اكار الذي احتجزه الانقلابيون لوقت قصير، خلال إلقاء خطابه.
وأضاف أنه يجب تدمير شبكة الداعية التركي فتح الله غولن في إطار القانون. ويقول أردوغان إن غولن المقيم في الولايات المتحدة هو الذي دبّر محاولة الانقلاب.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمام الحشد إن غولن ستتم إعادته إلى تركيا ليدفع ثمن المحاولة الانقلابية التي تتهمه الحكومة بتدبيرها.
وقال يلدريم: «ولتعلموا جميعاً أن زعيم الجماعة الإرهابية سيعود إلى تركيا ويدفع ثمن ما اقترفه». لكنه أضاف أن السلطات لن تتحرك بدافع الانتقام، بل ستتخذ إجراءات في إطار القانون كما فعلت لدى تعقب المسئولين عن تنفيذ المحاولة الانقلابية في (منتصف يوليو/ تموز الماضي).
كذلك قال آكار، خلال كلمته أمام الحشد: إن «الخونة» الذين كانوا وراء المحاولة الانقلابية سيتلقون أشد العقوبات. ووجه آكار الشكر إلى المدنيين لدورهم في دحر الانقلاب.
وأضاف أن «القوات المسلحة التركية بكل أركانها تحت إمرة شعبنا العظيم».
في المقابل، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كيليجدار أوغلو، أمس، إن المحاولة الانقلابية الفاشلة فتحت «باباً جديداً لحلول الوسط» السياسية. وأضاف كيليجدار، زعيم حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، أن السياسة ينبغي أن تظل بعيدة عن المساجد والمحاكم والثكنات. وقال: «هناك تركيا جديدة بعد 15 يوليو/ تموز».
وتجمع مئات آلاف الأتراك أمس في اسطنبول في تظاهرة ضخمة «دفاعاً عن الديمقراطية» بمشاركة كل القادة السياسيين تقريباً، في ختام ثلاثة أسابيع من التعبئة الشعبية بعد محاولة الانقلاب التي حصلت منتصف الشهر الماضي.
واجتاح مئات آلاف الأشخاص حي ينيكابي في اسطنبول، وهم يلوحون بالأعلام التركية الحمراء، بحسب ما افاد مراسلو وكالة «فرانس برس». وأفادت وسائل الإعلام التركية أنه تم توزيع نحو مليونين ونصف مليون علم إضافة إلى ثلاثة ملايين زجاجة ماء لمساعدة المشاركين على تحمل الحرارة المرتفعة. كما أن كل وسائل النقل كانت مجانية أمس لنقل الراغبين في المشاركة في التجمع.
في إطار آخر، هدد وزير الخارجية النمساوي بتعطيل توسيع نطاق المحادثات مع تركيا بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي الأمر الذي قد يخرب اتفاقاً مهمّاً بشأن المهاجرين بين بروكسل وأنقرة.
وتهدد تصريحات وزير الخارجية سيباستيان كورتس، التي نشرت أمس، بتصعيد خلاف بين النمسا وتركيا بدأ الأسبوع الماضي عندما اقترح المستشار النمساوي كريستيان كيرن إنهاء محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد تماماً بسبب مشاكلها الديمقراطية والاقتصادية.
وقال كورتس في حديث مع صحيفة «كورير» اليومية النمساوية: «لدي مقعد وصوت في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. هناك سيكون السؤال عما إذا كان يتعين فتح فصول جديدة للمفاوضات مع تركيا وأنا أعارض ذلك»، مهدداً بتعطيل الموافقة بالإجماع المطلوبة لذلك.
وكانت حملة الحكومة التركية على أنصار رجل دين مقيم بالولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب الشهر الماضي وترت العلاقات مع الاتحاد الذي يعتمد على تركيا في الحد من تدفق المهاجرين على أراضيه.
العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ