قد تكون أنظار العالم شاخصة إلى ريو التي تحتضن اولمبياد 2016، لكن الروس قرروا تنظيم حدثهم الخاص الألعاب "غير الاولمبية" وذلك بهدف مساندة رياضييهم الذي سافروا إلى البرازيل دون 110 من زملائهم الذين استبعدوا بسبب فضيحة التنشط المنظم.
وكان من المفترض أن تسافر روسيا إلى ألعاب ريو 2016 بـ387 رياضيا بحسب اللائحة التي أرسلتها اللجنة الاولمبية المحلية لكن فضيحة التنشط المنظم الذي كشفت عنها النقاب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وتقرير المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين قلصت العدد إلى 277 مع استبعاد جميع رياضيي العاب القوى بشكل خاص.
وعلى بعد أكثر من 11 ألف كلم من ريو، قرر الروس التعبير عن مساندتهم لرياضييهم بتنظيم الألعاب "غير الاولمبية" التي تشمل سباقات من 100 إلى 400م مفتوحة أمام جميع من يريد "مساندة الفريق الروسي في ريو".
وعلى رغم حالة الشك التي رافقت الروس إلى ريو والمطالبات الكثيرة باستبعادهم الكامل من الألعاب "سيواصلون حصد الميداليات وسيعزف النشيد الروسي وسيرفع العلم الروسي فوق الملعب الاولمبي" بحسب ما تؤكد لوكالة فرانس برس اناستازيا كاباشينسكايا، صاحبة الميدالية الفضية في سباق التتابع 4 مرات 400م في ألعاب بكين 2008.
وقررت كاباشينساكايا المشاركة في الألعاب "غير الاولمبية" إلى جانب بطلة العالم ثماني مرات في سباقي 400م والتتابع 4 مرات 400م داخل قاعة وخارجة وصاحبة فضية العاب أثينا 2004 ولندن 2012 في 4 مرات 400م وبرونزية السباق ذاته في ألعاب سيدني 2000.
وكما حال كاباشينسكايا ونازاروفا، قرر اندري يورافليوف (30 عاما) المشاركة في "العاب موسكو" من أجل التعبير عن دعمه للرياضيين الروس وهو يؤكد لفرانس برس: "المشجعون سيساندونهم مهما حصل لكن لا يمكننا توقع الكثير من رياضيينا لان الوضع النفسي سلبي منذ البداية. ما حصل كان محبطا للعزيمة".
ولن تمثل روسيا في العاب القوى التي تعتبر أم الألعاب في الاولمبياد سوى بداريا كليتشينا (وثب طويل) التي سمح لها بالمشاركة، خلافا لمواطنيها الـ67 وعلى رأسهم أسطورة القفز بالزانة يلينا ايسينباييفا، وذلك لأنها تعيش في الولايات المتحدة وتخضع لفحوص المنشطات هناك.
وانتظر الكثيرون من رياضيي روسيا حتى الدقائق التي سبقت حفل افتتاح ريو 2016 من اجل معرفة مصيرهم بعدما أسندت مهمة السماح لهم بالمشاركة من عدمها إلى الاتحادات الدولية ثم إلى لجنة ثلاثية، ومن بينهم المصارع فيكتور ليبيديف الذي انتظر حتى السبت للحصول على تصريح المشاركة في الألعاب التي افتتحت الجمعة.
"اغتصاب معنوي"
وعلى رغم قرار اللجنة الاولمبية الدولية بمخالفة توصيات الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات وعدم معاقبة الرياضيين الروس بأكملهم واستبعادهم جميعا عن الألعاب، فان السلطة الاولمبية العليا فرضت بعض المعايير المحددة التي يجب أن تتوفر عند الرياضيين من أجل السماح لهم بالمشاركة.
والشروط الثلاثة التي طبقت للسماح لهم بالمشاركة هي عدم سقوطهم سابقا في فحص للمنشطات حتى وان عوقبوا على المخالفة، عدم ورود أسمائهم في تقرير ماكلارين، إلى جانب تقديم اختبارات كشف منشطات سلبية وذات مصداقية.
وقارنت السباحة ناتاليا لوفتسوفا التي منعت أولا من المشاركة في العاب ريو ثم حصلت في اللحظات الأخيرة على الضوء الأخضر للدفاع عن ألوان بلادها، الأجواء المتوترة التي تحيط بمشاركتها في اولمبياد ريو بـ"الاغتصاب المعنوي".
وقالت في هذا الصدد لمحطة التلفزة الروسية "ماتش-تي في" بعد إن حلت خرج من تصفيات سباق 100م فراشة: "الوضع كان صعبا للغاية لأنه وعوضا عن التحضير للمنافسة، أهدرت طاقتي وأنا أحاول تهدئة نفسي، تهدئة المقربين مني".
وبحسب الوكالة الرياضية "ار-سبورت"، يتوقع الروس أن ينالوا في ريو 68 ميدالية، بينها 18 ذهبية علما بأنهم حصلوا في العاب لندن 2012 وبمشاركة 436 رياضيا 82 ميدالية، بينها 24 ذهبية.
ونالت روسيا ذهبيتها الأولى السبت عبر لاعب الجودو بيسلان مودرانوف روسيا الذي فاز في وزن تحت 60 كلغ.
وعلق رئيس اللجنة الاولمبية الروسية الكسندر جوكوف على تتويج مودرانوف في بيان اصدر السبت، قائلا: "إن ننال ميدالية ذهبية في اليوم الأول من الألعاب الاولمبية، فهذا أمر مذهل! أنها بداية رائعة... ستعطي دفعا للجميع".