مع حلول الساعة 9:00 مساء من اليوم الاحد (7 اغسطس/ آب 2016)، اختتم مهرجان صيف البحرين الثامن فعالياته رسميا. وبذلك تسدل هيئة البحرين للثقافة والآثار الستار على موسم صيف مليء بالفعاليات والأنشطة الثقافية حمل عنوان "صيف البحرين وجهتك". جمهور الثقافة في مملكة البحرين يتطلع الآن إلى ما ستحمله المواسم الثقافية القادمة ومن بينها مهرجان البحرين الدولي للموسيقى خلال شهر أكتوبر ويعقبه مهرجان تاء الشباب، بالإضافة إلى احتفاليات هيئة الثقافة بالأعياد الوطنية. كما وتستعد هيئة البحرين للثقافة والآثار وضمن فعاليات عام كامل يتمحور حول الآثار بعنوان "آثارنا إن حكت" للتحضير لمهرجان صيف تاسع يحاكي الآثار في موقعه ومضمونه.
وكان مهرجان صيف البحرين لهذا العام جاء بالتزامن مع احتفاء هيئة الثقافة بالمقومات الثقافية والحضارية البحرينية بشعار "وجهتك البحرين" وعملت على إقامته ليكون وجهة جديدة ملائمة لكل زوار، مقيمي ومواطني المملكة، حيث تنوعت فعاليات المهرجان ما بين عروض وحفلات في الصالة الثقافية وأنشطة متنوعة ضمّتها خيمة نخول الواقعة إلى جانب متحف البحرين الوطني
فعلى مدى أيام المهرجان شهدت الصالة الثقافية العديد من العروض المتميزة التي انطلقت مع والآثار حفل غنائي أحياه المتأهلون للمرحلة النهائية من برنامج ذا ڤويس كيدز النسخة العربية بمشاركة الفائزة بلقب "أحلى صوت" لين حايك، زين عبيد، جويريّة حمدي، أمير عمّوري، غدي وجوان جبور. ومن بعدها استقبلت الصالة خمسة عروض متتالية للسنافر، حيث استمتع الأطفال بمشاهدة شخصيات السنافر المحبوبة بشكل مباشر بعد أن كانت مجرد شخصيات تطل عليهم من خلال شاشة التلفزيون والسينما. وامتلأت الصالة الثقافية بضحكات الأطفال ودهشتهم من الحكايات التي سردها العرض.
وبدعم من السفارة المصرية لدى مملكة البحرين استضافت الصالة الثقافية حفلا أحيا أجمل إبداعات الفنانة المصرية المشهورة "نجاة الصغيرة"، حيث أدت الأغاني الفنانة إيمان عبد الغني برفقة معزوفات فردية وجماعية لفرقة الموسيقى العربية التابعة لأكاديمية الفنون المصرية بقيادة المايسترو عماد عاشور وإشراف الدكتور أشرف هيكل عميد المعهد العالي للموسيقى العربية. وعلى وقع الأنغام الأندلسية الأصيلة، اختتم مهرجان صيف البحرين عروضه في الصالة الثقافية، حيث أحيت فرقة الفنان العالمي لويس دي لاكارسكا أجمل رقصات الفلاميكو القادمة من قلب إسبانيا. وخلال العرض الذي أقيم بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين، سافر الجمهور في رحلة فنيّة رائعة وممتعة إلى قلب إقليم الأندلس في إسبانيا برفقة مغني الفلامنكو العالمي المبدع ومصمّم الرقصات لويس دي لا لويس دي لاكاراسكا وفرقته "فلامنكو فيفو" التي أسّسها في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وبموقعها مقابل مسرح البحرين الوطني ووقوفها إلى جانب متحف البحرين الوطني، لتكون بذلك ما بين اثنين من أعرق الصروح الثقافية لمملكة البحرين، عملت خيمة نخول على استدراج أجمل الاشتغالات الثقافية وتقديمها للعائلات والأطفال من خلال تجارب اتخذت أشكالا مختلفة، منها: ورش العمل، العروض المسرحية، الحكايات واللقاءات الثقافيّة والتفاعلية، حفلات استعراضية وموسيقى وغيرها.
كما وقدمت خيمة نخول برنامجا مميزا لأول مرة هذا العام حمل عنوان "رحلات نخول لاكتشاف البحرين"، حيث شكلت الرحلات تجربة فريدة تعرف المشاركون من خلالها على أبرز المواقع الثقافية، المنازل التراثية، والمعارض الفنيّة، وغيرها، بمشاركة فاعلة لثمانية من الكفاءات الوطنية المتميزة كمرشدين متطوعين من جامعة البحرين، وذلك في مواقع جغرافية ذات قيمة تاريخية ابتداء من مدينة المحرق، مرورا بالعاصمة المنامة، لتصل الرحلات جنوبا لمدينة الرفاع، ولتحظى كل من هذه المناطق بأسبوع استقلت خلاله المشاركين في رحلات نخّول.
إضافة إلى ذلك فإن خيمة نخول استقبلت في وسطها جناحاً خاصاً بمبادرة "منابر السلام" ضمن جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام، والذي يحتوي على مكتبة إلكترونية متنوعة وشاملة. وكان جناح "منابر السلام" قد أهدي لهيئة البحرين للثقافة والآثار خلال اجتماع معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة بوفد مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام، ليكون حاضرا في فعاليات الهيئة الخاصة بالكتاب والقراءة.
ولخمسة أيام متتالية، تنافس عشرات الأطفال للحصول على لقب "نجم نخول"، وذلك في مسابقة المواهب التي استطاعت الطفلة المصرية إلينا شكري خطف أنظار لجنة التحكيم فيها يوم الجمعة الموافق 5 أغسطس الجاري والحصول على اللقب. وحلت في المركز الثاني الطفلة نور يعقوب، ومن بعدها في المركز الثالث الطفلة نور سعود. وأقيمت مسابقة "نجم نخول" هذا العام بالتعاون مع كل من معهد البحرين للموسيقى شركة AVANT GARDE. وتنافس خلالها الأطفال ما بين سن 5 و15 لتقديم مهاراتهم مجالات عديدة كالغناء، العزف الموسيقي، المسرح والفنون الاستعراضية.
وشهدت المسابقة ثلاث مراحل أولها أقيمت في خيمة نخول ودخل خلالها المتقدمون إلى المسابقة في منافسة للحصول على مكان في عروض المسرح المباشرة أمام الجمهور. أما المرحلة الثانية فأقيمت على مدى ثلاثة أيام متتالية على مسرح نخول بحضور لجنة تحكيم تضم ممثلين عن إدارة الخيمة، فنانين ومسرحيين، قاموا بتصفية المشتركين ليصل العدد النهائي للأطفال إلى 9، والذين دخلوا في تصفية ليصل عددهم إلى 3.