قال زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وما أعقبها من عملية تطهير قادها الرئيس رجب طيب إردوغان لمؤسسات الدولة تعيد إلى الأذهان حريق الرايخستاج في ألمانيا النازية واستغلال هتلر لها لتعزيز سلطاته.
وصور النازيون الحريق في مبنى البرلمان الألماني عام 1933 على أنه مخطط شيوعي ضد الحكومة واستغلوا الحدث لتبرير التضييق على الحريات المدنية وتعزيز قبضة أدولف هتلر على السلطة في ألمانيا.
وقال زعيم حزب الحرية النمساوي هاينز كريستيان شتراخه إنه يرى أوجه تشابه بين ما حدث في ألمانيا واستغلال إردوغان لانقلاب 15 يوليو تموز في شن حملة على معارضيه في الجيش والحكومة والمؤسسات الأكاديمية والإعلام.
وقال شتراخه لصحيفة دي بريسه في مقابلة نشرت السبت (6 أغسطس/ آب 2016) "أخذ المرء انطباعا بأنه انقلاب موجه يهدف في النهاية إلى تحويل فكرة الديكتاتورية الرئاسية لإردوغان إلى أمر ممكن".
وتابع قوله "سبق وشاهدنا هذه الآليات في مناطق أخرى مثل حريق الرايخستاج والذي جرى بعده إطباق تام على السلطة".
وأضاف "والآن أيضا لدى المرء انطباع بأنه كان هناك توجيه بشكل ما".
ورفض إردوغان بغضب التلميحات بأنه أو حكومته ربما كانا وراء الانقلاب الذي ألقى إردوغان مسؤوليته على أنصار فتح الله كولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة.
ووصف وزير خارجية تركيا النمسا بأنها "عاصمة العنصرية المتطرفة" أمس الجمعة بعد أن اقترح المستشار النمساوي كريستيان كيرن بأن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي فكرة إنهاء محادثات تركيا للانضمام إلى الاتحاد متعللا بأن لديها أوجه قصور ديمقراطي واقتصادي.
وتواجه حكومة كيرن التي تنتمي لتيار الوسط ضغوطا من حزب الحرية اليميني الذي يقود نتائج استطلاعات الرأي في الوقت الراهن. وخسر مرشح الحزب الانتخابات الرئاسية في مايو أيار بفارق ضئيل لكنه قد يفوز في جولة إعادة مقررة في الثاني من أكتوبر تشرين الأول بعد حدوث مخالفات في فرز الأصوات.
ورفضت ألمانيا اقتراح كيرن بشأن تركيا لكن المستشارة أنجيلا ميركل وساسة آخرين عبروا عن قلقهم من نطاق وسرعة عمليات التطهير الجماعية في تركيا.
ويتهم إردوغان والعديد من الأتراك الغرب بالتركيز بشكل مكثف على حقوق مدبري الانقلاب ومن يشتبه في أنهم ساندوهم أكثر من اهتمامهم بمحاولة الانقلاب ذاتها التي قتل فيها أكثر من 230 شخصا مع قصف جنود لمبنى البرلمان وسيطرتهم على جسور بالدبابات وطائرات الهليكوبتر وقتها.
وفي رد على تصريحات كيرن كتب برهان كوزو وهو نائب برلماني مخضرم ينتمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم تغريدة على تويتر اليوم السبت تتضمن اختصارا باللغة التركية ينطوي على سب بألفاظ نابية. وأضاف كوزو "الاتحاد الأوروبي ينهار. وحلف شمال الأطلسي لا قيمة له بدون تركيا".
وانتشرت التغريدة عبر مشاركة المستخدمين لها مئات المرات خلال عدة ساعات. وقال كوزو في تغريدة لاحقة إنه لم يقصد أي بذاءة.
وتلقي السلطات التركية بمسؤولية الانقلاب على رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن وأتباعه في تركيا. وطلبت أنقرة من الولايات المتحدة تسليم كولن الذي يعيش فيها في منفى اختياري منذ عام 1999.