اعلن السفير الاميركي في تركيا مجددا ان بلاده لم تلعب اي دور في محاولة الانقلاب التي جرت في منتصف يوليو/ تموز، مبديا استياءه حيال الاتهامات المتكررة الموجهة الى واشنطن، على ما ذكرت وسائل الاعلام التركية اليوم السبت (6 أغسطس/ آب 2016).
وقال جون باس في تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت ديلي نيوز" الناطقة بالانكليزية "اود فقط ان اقول ذلك مرة جديدة كما سبق وقلته من قبل وكما قلناه من واشنطن، ان حكومة الولايات المتحدة لم تخطط او توجه او تدعم ايا من الانشطة غير المشروعة التي جرت ليل 15 الى 16 تموز/يوليو ولم يكن لها اي علم مسبق بها، نقطة على السطر".
واعرب عن "استيائه الكبير واحساسه بالاهانة جراء هذه الاتهامات" الموجهة الى بلاده.
واعلن وزير تركي ان "الولايات المتحدة تقف خلف محاولة الانقلاب" فيما اتهم قائد سابق لهيئة الاركان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بتدبير العملية.
وشهدت العلاقات التركية الاميركية توترا اثر محاولة الانقلاب التي تتهم انقرة الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة بالوقوف خلفها.
وتتهم مذكرة الاعتقال غولن، البالغ 75 عاما ويقيم في بنسلفانيا منذ العام 1999، بأنه " أصدر الأمر بتنفيذ محاولة الانقلاب"، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
ودعت انقرة الولايات المتحدة مرارا الى تسليمها غولن، واعلنت ارسال ملفات مرتين الى واشنطن منذ الانقلاب كدليل على تورطه فيه. وطلبت الولايات المتحدة من أنقرة إثباتات على تورط الداعية في المحاولة الانقلابية.
والمح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى ان رفض تسليم غولن ستكون له عواقب على العلاقات مع الولايات المتحدة، متهما واشنطن بـ"حماية" خصمه.
وقال احد محامي غولن الاميركيين الجمعة انه لن يتم تسليم موكله لانه ليس هناك "ذرة دليل" ضده.
وقال السفير الذي سبق ان نفى في 18 يوليو/ تموز اي دور لبلاده في محاولة الانقلاب "بصراحة، لو علمنا (بمحاولة الانقلاب) مسبقا، لكنا ابلغنا الامر فورا الى الحكومة التركية".
وتابع ان الولايات المتحدة تريد قيام "تركيا قوية ومزدهرة وديموقراطية" مضيفا ان "من يعتقد ان الولايات المتحدة يمكن ان تجني باي طريقة كانت مكاسب من رؤية تركيا مقسمة واستقرارها مزعزع، يقوم برأيي بقراءة خاطئة تماما للتاريخ".
من جهة اخرى اوقف اميركي من اصل تركي في محافظة هاتاي الجنوبية، على ما نقلت وكالة الاناضول شبه الحكومية عن الحاكم اركان توباكا، في سياق التحقيق المتشعب بحق مؤيدي غولن.
ووضع سركان غولجي (36 عاما) في الحبس الاحترازي فيما كان يزور اقرباء له، بعدما تم الابلاغ به على انه ينتمي الى شبكة غولن.
وقال الحاكم ان غولجي درس في احدى مدارس شبكة غولن ثم تخرج من جامعة فاتح المرتبطة بحركة غولن في اسطنبول، قبل ان يغادر الى الولايات المتحدة ليعمل مع وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) فيما بقي على اتصال بشبكة غولن.
وتحتجز السلطات التركية المانية منذ عدة ايام للاشتباه بارتباطها بحركة فتح الله غولن، بحسب ما اعلنت برلين.
وفي انقرة ترأس رئيس الوزراء بن علي يلديريم صباح (السبت) اجتماعا امنيا مع وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية وقادة الشرطة والدرك والاستخبارات، ولم ترد اي معلومات عن المناقشات التي جرت.
ومن المقرر تنظيم تظاهرة ضخمة الاحد في اسطنبول ومدن اخرى من تركيا في ختام ثلاثة اسابيع من التظاهرات الحاشدة المؤيدة للنظام اثر دعوة اردوغان الى تجمعات "دعما للديموقراطية".