لا يزال مفهوم السينما والفيلم السينمائي مُلتبساً لدى الكثيرين، من حيث وظيفتهما والهدف منهما على أقل تقدير. حتى وإن اتضحت الرؤية، فإن الموقف من السينما ونتاجاتها يختلف باختلاف زاوية الدخول إليها، ما بين صنّاع أفلام ومنتجين وأصحاب دور عرض، و... مشاهدين. المشاهدون هم من يعنيهم الأمر في هذا المقال.
حقيقة فإنه ما دعاني للكتابة، هو موقف لمسته بعد آخر تقريرين كتبتهما حول فيلمين مختلفين، الفيلم البحريني «سوالف طفاش»، وفيلم المخرج الراحل محمد خان «قبل زحمة الصيف».
في المرتين، عارضني قراء أعتز برأيهم كثيراً، وحقيقة أعتز برأي جميع من يقرأ مقالاتي وتهمّني معرفته. القراء الأعزاء وجدوا في مقالي حول «طفاش» تمجيداً مبالغاً به، بل واتهمت بالتحيز للفيلم الذي تضمن ما لا يتناسب مع المشاهدين الصغار من ألفاظ «بذيئة» وغير ذلك.
ومع تقرير الفيلم الثاني، اتهمت بالتغاضي عن المشاهد غير اللائقة التي تضمنها الفيلم، وبالتحيز لمحمد خان والتعاطف مع فيلمه الذي وصفه أحد القراء بأنه فيلم ذو أهداف غير أخلاقية، وربما، والكلام للقارئ، جاء تقريري متحيزاً لحزني على فقدان خان. بقدر ما أضحكني هذا الاتهام الأخير، بقدر ما جعلني ألمس ضرورة توضيح موقفي أو ربما قناعة حول الأفلام السينمائية، قد يشاركني البعض بها.
أما فيما يتعلق بفيلم «طفاش» وهو فيلم كوميدي تجاري بالدرجة الأولى والثانية والأخيرة، فأود الإشارة أولا إلى أنني كنت قد وضعت عنواناً أولياً لمقالي وصفت الفيلم فيه بأنه ناجح تجارياً وغير مدَّعٍ. منتجو «سوالف طفاش» أوضحوا أكثر من مرة أنهم لا يدّعون تقديم فيلم نخبوي لكنهم أرادوا صناعة فيلم تجاري. بالفعل أجدهم تمكنوا من تحقيق معادلة الفيلم التجاري، المتمثلة في مواقع تصوير جميلة وصورة سينمائية أخاذة بفضل فريق تصوير محترف تمكن من تصوير مواقع رائعة في الهند، وكذلك بفضل إمكانيات عالية، مادية على الأقل، سُخّرت لأجل الفيلم.
أما مضمون الفيلم واعتراض البعض عليه من حيث تضمّنه كلمات وجدها كثيرون غير لائقة، فهو ما وجدت فيه أمراً لا علاقة له بما أكتبه من مقال تحليلي، وخصوصاً مع محدودية مساحة الكتابة، ومع اضطراري للتركيز على أولويات الفيلم السينمائي.
السينما هي صورة أولاً، والفيلم الكوميدي هو تسليه وترفيه وإضحاك اعتماداً على مبالغة في القول والفعل والانفعال وغير ذلك. السينما ليست مُجبرة على تقديم مواعظ وإرشادات. التلفزيون هو المطالب بذلك لأنه يدخل بيوتنا من دون استئذان أما السينما التي نذهب إليها بأنفسنا فهي غير مطالبة بأن تراعي ما يراعيه التلفزيون. الفيلم السينمائي في نهاية المطاف، هو رؤية المخرج حول قضية ما، وتفاعله معها، لذلك لا نتوقع من السينما أن تقدم رؤى ناضجة أو فلسفية عالية، وخصوصاً حين تكون سينما جماهيرية تجارية، سينما تسعى إلى تحقيق أرباح في شباك التذاكر.
الأمر ذاته ينطبق على فيلم محمد خان لكن بشكل مختلف قليلاً، ففي الفيلم قدمت الكاتبة غادة شهبندر رؤيتها حول جانب من العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة، وترجم خان هذه الرؤية إلى فيلم يحقق أرباحاً تجارية. وبالطبع فإن الفيلم الذي يحقق أرباحاً تجارية اليوم هو ما يُرضى أصحاب المال، قد يضحكك دون مضمون أو بمضمون قد لا يرقى لمستوى تطلعاتك، وقد يتضمن مشاهد ربما لا يكون لها أي داع لترجمة رؤية الكاتب الجميلة كما هو فيلم خان.
تختلف مواقفنا من أي عمل فني، لكننا إن نظرنا إلى الموضوع من كل زواياه وجدنا أن صنّاع الأفلام، وأصحاب رؤوس الأموال يتحركون ضمن معادلة تجارية محسوبة «بالمليم» وأن أفلام النخبة الجميلة الراقية ذات الرؤى الفلسفية العميقة لا تجتذب رؤوس الأموال ولا تغري الجمهور العادي. نحتاج إلى أن نكون أكثر واقعية عند النظر إلى فيلم ما. على شاشة منزلي، أستطيع أن أشاهد أرقى الرؤى لكن على شباك التذاكر، أصحاب الأموال هم من يقررون.
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ
اري الكاتبة الجميلة المبدعة تبرر لما كتبته
ياسيدتى السينما مؤثرة مثل التلفزيون ولا اقبل ان اشاهد فيلا يعبر عن المشاعر الانسانية وفي نفس الوقت ملئ بالمشاهد المبتذلةوالغير مناسبة للعائلة او الاطفال
الفيلم الراقي هو ما يحقق المعادلة الصعبة
قصة وهدف انساني وهدف يخدم الثضايا وليس الابتذال والمشاهد السيئة
عموما نشكرك على مقالاتك واسلوبك
(خليل شعوذة)
١- هل يُعقل أن يقتحم المشاهد قاعات السينما من دون علمه بمحتوى فيلم "طفاش"..!!
"طفاش" قبل أن يكون فيلماً، هو برنامج درامي كوميدي يُبث على التلفاز، والكلمات البذيئة ليست جديدة على المشاهدين الأعزاء..
حيثُ يتسابق الكبير قبل الصغير لمشاهدته..
من نخدع؟؟
وهنا يأتي دور القائمين على أختيار نوع البرامج المُعدّة مُسبقاً التي تتناسب مع ثقافة وعمر المشاهد، ومع تزايد عدد قنوات البث الفضائي، أصبح من الصعب على بعض المشاهدين السيطرة على نوعية البرامج أو السيطرة على رغبات الطرف الأخر في مشاهدة البرامج التلفزيونية.
بينما السينما تتصف بالشاشة الكبيرة والمؤثرات البصرية والسمعية والضوئية ولا يملك المشاهد أيضا التحكم في محتوى الأحداث وتسلسلها.مع وجود العِلم المسبق بنوعية الحدث "الفيلم" والفئة العمرية المناسبة له..يتبع..
أنا أتفق تماماً على محتوى المقال..
يبدو أن المشاهد أو "المُتلقي" لا يعلم بوجود بعض الفروقات بين التلفزيون والسينما،التلفزيون يتصف بـ "الأنية" و البرامج المُعدّة سابقاً، والمقصود بالأنية أو اللحظية هو نقل الأحداث المباشرة إلى منازلنا من دون التدخل في نوعية الحدث.
الشئ الوحيد الذي يمتلكه مشاهد التلفزيون هو جهاز التحكم لتغيير الحدث والأنتقال الى موضوع أخر، من دون تغيير المحتوى.
حيثُ أنّ المشاهد هو رقيب نفسه، وهو من يحدد نوع البرامج التي يُريد أن يشاهدها بعد أن يتم تنقيحها قبل البث، يتبع..
السينما والتلفزيون كلاهما يصبان في هدف واحد الترويج للفن السنماعي ولانتاج المسرحي
اليوم الكميديا هو العناون:
كوميديا زائد توجيه ماتريده،هو السوق ماليا وتمتعا،الناس كافنها ضغط الحزن والمآبة والدراسه،وخاصة بدولة كالبحرين ،لاتضاريس ترفيهية طبيعية والناس تختفي عن الحر بالبيت.
وشكرن.
كلام الكاتبة صحيح
عادة افلام السينما تفتقر للقيود
لهذا نتحفظ في اصطحاب ابنائنا لهناك
تعودنا على ان السينما والتلفزيون هم سلبيات وهم ايجابيات سواء خليجيه او اجنبيه لان هم ايضا يرمون لنا بسمومهم ليفسدوا اخلاق المسلمين
لا طفّاش ولا عفّاس، لا علاقة لنا بما يعرض على هذه الشاشات وكفى
السينما مطالبه كما التلفزيون
ليس صحيحا ما ذهبت اليه الاستاذه ان السينما ليست مطالبه كما التلفزيون و لسبب واضح و بسيط و هو ان الزمن هو زمن السينما و ليس زمن التلفزيون و لأن الناس تتوجه و تتأثر بالسينما اكثر من التلفزيون و فئة الصغار و المراهقين تستهويهم السينما اكثر ..
و اذا كنا لا يسعنا انتقاد الافلام الاجنبيه على تجاوزاتها لان ذلك من طبيعتها و بيئتها فإن ذلك لا ينسحب على فيلم طفاش الذي هو محسوب علينا و يتأثر و يتفاعل معه الصغار و يندمجون معه ..
فلا ينبغي ان يستغل هذا الحب و الشغف به في الهدم بدل البناء و التربيه
لا يجب ان نسمح بتخريب اخلاق صغارنا
الاضحاك و الكوميديا و السخريه على حساب اخلاق اطفالنا و سلوكياتهم هذا امر في غاية الخطوره…
في البيت و في الشارع و في المدرسه نطلب من صغارنا ان لا يرددوا الكلمات الساقطه و بعد ذلك نصطحبهم لسينما ليشاهدوا و يسمعوا كل ما نحذرهم منه .. أي ازدواجيه في التربية هذه !!!!
النجاح التجاري لطفاش ليس هدف المشاهد
عندما ذهبت و بناتي الصغيرات الثلاث لمشاهدة فيلم طفاش لم يكن هدفنا انجاح الفيلم تجاريا بالدرجه الاولى فهذا ليس من مهمتنا بل مهمة المخرج و الممثلين و الممولين .
هل الغايه تبرر الوسيله في الاعمال التجاريه و في السينما ..
تفاجئت بكمية من التجاوزات الاخلاقيه و الالفاظ البذيئة و الكوميديه المفتعله في هذا الفيلم مما هز صورة المفاهيم الصحيحه لدى صغيراتي ..
اذا لم يتوافر أي عمل على هدف سامي و اساليب حضاريه لتعبير عن هذا الهدف خصوصا اذا كان العمل موجه للصغار فان المناظر الخلابه فيه لا تشفع لنجاحه .
((التلفزيون هو المطالب بذلك لأنه يدخل بيوتنا من دون استئذان أما السينما التي نذهب إليها بأنفسنا فهي غير مطالبة بأن تراعي ما يراعيه التلفزيون))
مع الأسف تبرير غير مقنع لتجاوزات أخلاقية ودينية في السينما علما بأن السينمات حاليا هي وجهة للعديد من الشباب والمراهقين سريعي التأثر
احسنت
اتفق معك
اتفق معك ... الفن بشكل عام رسالة مجتمعبة وليس صندوق تجاري يستل اموالنا ويعبث بقيمنا ... استغرب كيف تتناسى الكاتبة قيما هل جزء من مكوننا لن نتساهل في الاعتراض على من يتعداه نتيجه لتفاهته وانخفاض مستوى ابداعه .. فلا يستطيع الارتقاء بافكاره والفاظه .. ثم نجد من يبرر له ويصفق له .