بعد توقف لأكثر من شهرين، تعود الحياة إلى ملاعب كرة القدم الأوروبية غداً بإقامة مباراة الدرع الخيرية في انجلترا بين ليستر سيتي ومانشسر يونايتد، ثم مباراة كأس السوبر الأوروبي بين ريال مدريد بطل دوري الأبطال وأشبيليه بطل الدوري الأوروبي يوم الثلثاء، وستتبعها مباراتا السوبر الإسباني وأيضاً انطلاق الدوري الانجليزي الممتاز السبت المقبل.
بكل تأكيد المتابع للمناسبات الكروية الكبرى ينتظر هذه المواعيد، على رغم أن هذا الصيف كان ساخناً كرويّاً من خلال إقامة كأس كوبا أميركا «المئوية» وكأس أمم أوروبا، ولكن تبقى «طلة» الأندية لها طعم آخر، كون منافساتها تُقام بشكل أسبوعي وعلى مدى ما يقرب من عشرة أشهر من المتعة الكروية.
ما بين إسبانيا، وانجلترا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، والتي تُعتبر دورياتها هي «الخمس الكبرى»، تختلف الطموحات بين عمالقتها، صحيح أن دوري أبطال أوروبا يبقى الحدث الأكثر وكل الأعين ترمقه، إلا أننا لو وجهنا السؤال إلى مشجع لريال مدريد مثلاً عن تمنياته في الموسم الجديد فبالتأكيد سيضع الفوز بـ«الليغا» الإسبانية بالمقام الأول كون «الميرنغي» في السنوات الثماني الأخيرة لم يُحقق لقب الدوري الإسباني إلا مرة واحدة، وبعد أن كان الفارق قبل هذه السنوات الثماني بينه وبين أقرب ملاحقيه برشلونة 14 لقباً، أصبح الآن ثمانية ألقاب فقط!، ففي هذه السنوات حقق «البارشا» اللقب ست مرات ومرة وحيدة للريال ومثلها لأتلتيكو مدريد!.
بينما في انجلترا سيكون الوضع استثنائيّاً هذا العام، فمفاجأة العام الماضي المدوية ليستر سيتي سيكون على المحك وسيلعب وهو حامل للقب في أمر نادر الحدوث بالملاعب الأوروبية في الوقت الراهن، كون ليستر قبلها بعام فقط كان يُنافس فقط من أجل البقاء بين أندية الكبار وحقق المركز الرابع عشر بعد أن تحسنت نتائجه في الجولات الأخيرة، وكرة القدم لا يوجد فيها مستحيل ولكن صعب جدّاً جدّاً أن يحافظ أبناء رانييري على هذا اللقب التاريخي!، لكن الأهم لديهم هذا الموسم أنهم سيلعبون في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.
والأمر اللافت لدى الانجليز هذا الموسم هو التغييرات على صعيد المدربين، فانتقال مورينهو لتدريب مانشستر يونايتد هو علامة فارقة، فهل ينجح هذا «المُثير للجدل» في إعادة أكثر الفرق الانجليزية تحقيقاً للدوري إلى جادة الطريق الصحيح من جديد؟!، وأيضاً السؤال الآخر عن أغلى مدرب في العالم بيب غوارديولا، الذي سيقود مانشستر سيتي للمرة الأولى، هل سيثبت جدارته من جديد، وبالذات على الصعيد الأوروبي، بعد أن اعتبر البعض أن السنوات الثلاث التي قضاها في البايرن لم تكن ناجحة؛ لأنه على الأقل لم يتأهل حتى لنهائي دوري الأبطال!.
وفي ايطاليا وألمانيا وفرنسا، فإن الأمور تكاد تكون محسومة محليّاً ليوفنتوس والبايرن وباريس سان جيرمان وخصوصاً لهذا الأخير الذي لا يلقى أي مقاومة، لكن التعاقدات الأخيرة لليوفي هدفها الأول المنافسة بكل قوة في دوري الأبطال، وأيضاً ميونيخ بحث عن المدرب الذي يمتلك خبرة كبيرة وتمرساً واضحاً فيها وهو الإيطالي أنشيلوتي، والباريسيون اتجهوا للمدرب أوناي إيمري الذي تزعم الدوري الأوروبي مع أشبيليه في المواسم الثلاثة الأخيرة، لعله يقودهم لتجاوز دور الثمانية في دوري الأبطال على أقل تقدير!.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ