للعام الثاني على التوالي، وفي فصل الصيف وتحت لهيب حرارته القاسية، يحاول الشاب حسين علي وأصدقاؤه قلي البيض في وقت الظهيرة باستغلال حرارة الشمس في وقت اشتدادها، إلا أنه يفشل في كل مرة.

يأتي ذلك بحسب قوله لـ «الوسط» بغرض التجربة وليس الأكل، ومع مرور البحرين بموجة حرارة شديدة تزامنت مع انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل لأشخاص يقلون البيض مستعينين بحرارة الشمس.

حسين علي وأصدقاؤه يقومون أولا بوضع المقلاة مع البيضة على الأرض تحت أشعة الشمس في وقت الظهيرة لمدة ساعة كاملة كي يسخنان، وبعدها يكسرون البيضة في المقلاة وينتظرون النتيجة. وفي كل مرة كما يقول علي: «تفشل التجربة. على رغم ان المقلاة تكون حارة جدا ولا يمكن وضع اليد عليها».

ويضيف «هذه المرة وبعد كسر البيضة في المقلاة تركناها لمدة نصف ساعة وأكثر. مع هذا لم تنضج البيضة. فعلى ما يبدو أن حرارة صيف البحرين لا تقلي البيض كما في العراق، بحسب ما رأينا في مقاطع الفيديو».

نائب مدير شبكة «بحرين ويذر» بدر علي اسكينار يؤكد أن قلي البيض أو أي شيء آخر بالاستعانة بحرارة الشمس في البحرين صعب جدا. وذلك «لأن الجو لدينا متشبع بالرطوبة ما يقلل من مستوى الحرارة الكامنة في مقابل زيادة الحرارة المحسوسة على الجسم. فكلما زادت الرطوبة قلت الحرارة الكامنة والعكس صحيح».

وأوضح اسكينار انه «ربما يمكن استخدام حرارة الشمس في قلي البيض أو غيره في دول جافة كالعراق والكويت؛ لأن مستوى الرطوبة متدنٍّ فيها قياساً بالبحرين. ففي هناك الرياح جافة ولا يوجد تشبع بالرطوبة كما لدينا».

أما الشيف أحمد القاهري والمعروف بـ «طباخ بحريني» فهو الآخر لا يعتقد أن هذا ممكن في البحرين. ويفند ذلك بالقول «البيض مثلا يحتاج البياض فيه لحرارة من 62 الى 65 درجة؛ كي يصل لمرحلة الاستواء، أما الصفار فيحتاج من 65 الى 70 درجة. واذا ما مزجنا البياض بالصفار فإننا نحتاج إلى حرارة تصل الى 70 درجة. وهذا ما لا يوفره لنا طقس البحرين؛ كي نستغني عن الغاز».

وعلى ذلك فإن القاهري يؤكد علميًّا أن هذه العملية غير ممكنة في البحرين، مشيراً «طبعاً من يفعل ذلك ليس غرضه الأكل بل إظهار مدرى حرارة الطقس. وصحيا ليس من المناسب أكل بيض طبخ بحرارة أقل من 60؛ لأنها لا تستطيع قتل البكتيريا الموجودة في البيض. وفي النهاية أؤكد أن هذا غير ممكن في البحرين فنحن بالكاد تصل درجات الحرارة عندنا إلى 50 درجة».