على رغم النقد الذي يطارد وسائل التواصل الاجتماعي من الانتهاك للخصوصية والتجسس على بيانات المستخدمين، إلا أن شعبيتها تزداد يوماً بعد آخر، ويزداد تعلق المستخدمين فيها.
ووفقاً لآخر الإحصاءات التي نشرها موقع «غو قلف» أن 88 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط لديهم حساب واحد على الأقل في أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاوتت الآراء التي استطلعتها «الوسط»، لكن الغالبية أكدوا أن الخصوصية باتت غير متاحة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنهم باتوا بمثابة كتاب مفتوح أمام القائمين على الشركات المسئولة عن هذه الوسائل وجمهور المتابعين.
سبكار: «الفيسبوك» الأكثر تفاعلاً
أوضح رئيس نادي الإعلام الاجتماعي العالمي علي سبكار بأن نسبة الحسابات النشطة شهرياً على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» بلغت 760 ألف حساب ويعتبر الأكثر تفاعلاً، ويليه تطبيق «لينك» 329 ألف حساب، ثم «الانستغرام» 250 ألف حساب، أما نسبة مستخدمي «تويتر» فبلغت 230 ألفاً.
هذه البيانات تشير إلى أن الكثير من المستخدمين يقومون باستخدام هذه البرامج ويشاركونها معلوماتهم الشخصية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هم على دراية كاملة لما يتم جمع هذه المعلومات، وهل هناك أهداف تحاول أن تصل إليها هذه الشركات من أجل مصالح ما، أم إنها مجرد إحصاءات بريئة؟
معلومات خاصة «عادية»
أماني محمد (23 عاماً) إحدى المواطنات اللواتي يستخدمن برامج التواصل الاجتماعي، أكدت أن «هذه التطبيقات لا تخترق خصوصيتنا؛ لأنها لا تجبرنا في الواقع على استخدامها وإعطائها معلوماتنا الخاصة، حتى لو إنها ألزمتنا بمشاركة معلوماتنا الخاصة، فهي معلومات عادية من أجل أن تقوم بعمل إحصائية لأعمار المشتركين والبلد».
وأشارت إلى أنها تشارك يومياتها مع الآخرين، وفق حدود معينة لا تتجاوز الخصوصية.
وأيدتها فاطمة عبدالجليل (23 عاماً)، إذ تقول: «لا أقوم بمشاركة خصوصياتي مع الآخرين عادةً، ولكني أقوم بنشر مقتنياتي من الكتب والروايات الجديدة، وبعض اليوميات بين حينٍ وآخر».
وواصلت «إن هذه التطبيقات تطلب منا بعض المعلومات الخاصة؛ من أجل أن تكون لها قاعدة معلومات تمكنها من عرض المحتوى الذي يتناسب مع أذواقنا وخياراتنا، إذ من خلال هذه المعلومات تقوم بعرض المحتوى الذي ينطبق مع أذواقنا».
وتقول ولاء محسن (22 عاماً): «حين تطلب منا هذه التطبيقات بعض المعلومات، نستطيع أن نتشارك مع القائمين عليها معلومات غير حقيقية ومحدودة، إلا أن بعض التطبيقات تطلب منا بعض المعلومات كرقم الهاتف حمايةً للمستخدمين الآخرين».
وتعتبر محسن أن مشاركتها يومياتها مع الآخرين عبارة عن نوع من التحفيز، وخصوصا فيما يتعلق باقتنائها الكتب والتي تسهم في تحفيز الآخرين على القراءة.
انتهاك خصوصية
«الوسط» استطلعت رأي المبرمج التقني أحمد حاجي، الذي أكد أن «سوق الإعلانات تطور بشكل كبير منذ دخول الإنترنت، والإعلانات العامة التقليدية لا تقدم للمعلن المردود المناسب، لذلك كان على هذه الشركات استخدام المعلومات التي تملكها لتخصيص الإعلانات التي تقدمها للمستخدمين بشكل أكثر دقة، إذ يمكن للمعلنين استهداف الفئات التي يتوقع أنها ستكون مهتمة في منتجهم، سواء من ناحية العمر أو المنطقة وحتى العادات اليومية والاهتمامات».
وطرح حاجي مثالاً على ذلك، إذ قال: «يوفر تطبيق (تويتر) الإمكانية لتخصيص الإعلانات بحسب اهتمام المستخدم في التقنية، منها السياسية والرياضية والفنية وغيرها، لكن ذلك تعارض مع التطبيق الآخر (سناب شات) الذي تقدم مبرمجيه قبل عدة أيام بطلب براءة اختراع لتقديم الإعلانات بحسب الأشياء التي يصورها المستخدم».
وفي تعليقه على انتهاك هذه التطبيقات الخصوصية، فيؤكد حاجي «الشبكات الاجتماعية كـ(الفيسبوك) و(تويتر) و(الانستغرام) و(سناب شات) وغيرها، تمتلك الكثير من المعلومات التي نقوم بنشرها هناك من حياتنا اليومية مثل أفكارنا وآرائنا والأشياء التي نفضلها وغير ذلك، ولكن بالإضافة إلى ما ننشره نحن، فهذه الشبكات تقوم كذلك بسحب معلومات أكثر من هواتفنا وتضيفها مع المعلومات التي بحوزتها مثل المكان الذي قمنا بتصويره، أو الأوقات المفضلة لنا لنشر مشاركاتنا».
ويضيف «كما يمكنهم عبر هذه المعلومات بناء ملف شخصي كامل بشأن المستخدمين، أماكنهم المفضلة، اهتماماتهم، أوقات نومهم وخروجهم، وحتى معرفة الأصدقاء المقربين لهم عبر التفاعل الذي يحصلون عليه خلال هذه الشبكات».
ويواصل حديثه «حتى عند ابتعاد الشخص عن شبكات التواصل الاجتماعي، فالهواتف الذكية الآن سواء كانت بنظام (الآيفون) أو (الأندرويد)، هي تجمع المعلومات المتعلقة بالشخص المستخدم مثل موقعه وما إلى ذلك، بل حتى المواقع التي تزورها عبر الحاسوب ستقوم بتعقبك وبناء المعلومات عنك في حال زيارتك لها، بالإضافة إلى مكان تصفحك لها وغير ذلك من المعلومات التي يمكنهم الحصول عليها».
ومن جانبه، علق المبرمج التقني إبراهيم بالقول: «تقوم هذه الشركات بالتعاون مع الحكومات، إذ تقدم الأخيرة الدعم لها، وفي حال عدم تعاون هذه الشركات مع الحكومات، تلغي الجهات المعنية على الفور عقود هذه الشركات، ومن ثم إغلاقها».
إذاً لا خصوصية
في ظل انتشار برامج التواصل الاجتماعي، وكثرة الإقبال عليها، باتت معلومات المستخدم متاحة لشركات التواصل الاجتماعي، بل ومن قبل مستخدمي هذه البرامج، نتيجة أن الكثير منا يشارك يومياته دون الالتفات إلى خصوصيتها.
ويعلق رئيس جمعية البحرين لمرضى السكلر زكريا الكاظم -وهو أحد الناشطين في هذه البرامج- قائلا: «للأسف أقوم بمشاركة هذه المواقع معلوماتي الخاصة، كما أنني أشاركها حياتي اليومية».
وبرر الكاظم ذلك، بالقول: «أمثل شريحة كبيرة من المجتمع البحريني، كما أني أحد قادة حراك دولي إنساني، وبالتالي أجد أنه من المهم وليس بالجبر أن نتشارك لنلهم الآخرين كيف نعيش ونصنع الأمل».
وتطرق الكاظم للحديث عن دوره في وسائل الإعلام الاجتماعي، إذ قال: «أنا مكشوف بالكامل لجمهوري ومتابعيّ من خلال هذه البرامج، ففي تطبيق (تويتر) تكون أفكاري حرة، أما في (الفيسبوك) يكون ارتباطي انساني، وفي (الانستغرام) أشارك الآخرين تفاصيل حياتي».
العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ
تقرير ممتاز أصاب الواقع
تسلم أيدش زينب
اجمل طلة ابو ابراهيم، يعطيك العافية ويسعدك فأنت كريم بعطاءاتك المستمرة في المجتمع وجهودك لتخفيف آلام الأعزاء الذين يعانون مرض السكلر تُشكر عليها الى يوم الدين.
صارت وسائل التواصل جزء من حياتنا و يومنا
سلاح ذو حدين
والساتر الله