العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ

بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقه... أردوغان يتوعد بخنق الشركات المتصلة بغولن ويعتبرها «أوكاراً للإرهاب»

أردوغان لدى وصوله للاجتماع في القصر الرئاسي بأنقرة - reuters
أردوغان لدى وصوله للاجتماع في القصر الرئاسي بأنقرة - reuters

تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الخميس (4 أغسطس/ آب 2016) بقطع إيرادات الشركات المتصلة بفتح الله غولن، رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة، الذي يتهمه بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، ووصف المدارس والشركات والجمعيات الخيرية التابعة لغولن بأنها «أوكار للإرهاب»، وتعهد باجتثاثها دون رحمة.

وقال أردوغان في كلمة بالقصر الرئاسي أذاعها التلفزيون على الهواء إن مجال الأعمال لايزال أقوى مجال لشبكة غولن. وأضاف أن الذين «مولوا القتلة» سيعاملون مثل مدبري الانقلاب أنفسهم.

ويتهم اردوغان غولن بتسخير شبكته الواسعة من المدارس والمنظمات الخيرية والشركات التي بناها في تركيا وخارجها على مدى عقود؛ لإنشاء «دولة موازية» تستهدف السيطرة على البلاد.

وأصدرت محكمة في اسطنبول أمس (الخميس) مذكرة اعتقال بحق غولن بتهمة «إصدار التعليمات» بالقيام بمحاولة الانقلاب، في أحدث مذكرة ضمن عدة مذكرات اعتقال صدرت ضده في السنوات القليلة الماضية بتهم تتضمن إدارة شبكة إجرامية.

وينفي رجل الدين البالغ من العمر 75 عاماً هذه المزاعم.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام رؤساء غرف التجارة والبورصات: «ليس لهم أي علاقة بجماعة دينية. إنهم جماعة إرهابية بامتياز... هذا السرطان مختلف... هذا الفيروس تفشى في كل مكان».

وأضاف قائلاً «أقوى مجال لهم هو عالم الأعمال. سنقطع كل الصلات التجارية وكل الإيرادات عن الشركات المرتبطة بغولن. لن تأخذنا بهم شفقة أو رحمة». واصفا الاعتقالات بأنها مجرد قمة جبل الجليد.

ونفى غولن، الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999، تدبير أي مؤامرات ضد الدولة، وأدان محاولة الانقلاب التي قاد خلالها جنود طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات واستهدفوا مقر البرلمان وقطعوا الجسور في محاولة للاستيلاء على السلطة.

وأدى الانقلاب والحملات التي أعقبته إلى توتر علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، التي قالت إنها لن تسلم غولن إلا إذا قدمت تركيا دليلاً على ارتكابه أخطاء، ومع أوروبا التي أثار بعض ساستها مخاوف من أن أردوغان يستغل هذه الأحداث لاتخاذ إجراءات صارمة ضد كل أشكال المعارضة. وانتقد عمر جليك وزير شئون الاتحاد الأوروبي في تركيا أمس، تصريحات مستشار النمسا كريستيان كيرن التي اقترح فيها إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، قائلا إن القيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي لاتزال مرجعا لأنقرة.

وقال كيرن أمس الأول (الأربعاء) إنه سيبدأ نقاشاً بين رؤساء الحكومات الأوروبية؛ للتخلي عن محادثات الانضمام مع تركيا؛ بسبب ما لديها من أوجه قصور في المجالين الديمقراطي والاقتصادي.

وقال جليك للصحافيين في أنقرة: «إنه لأمر مزعج أن تتطابق التصريحات مع تلك التي تصدر عن اليمين المتطرف... الانتقاد بلا شك حق ديمقراطي، لكن هناك فرقا بين أن تنتقد تركيا وأن تكون ضد تركيا». وقال مسئول كبير بالاتحاد الأوروبي شارك في محادثات الانضمام مع تركيا إن تصريحات كيرن «سابقة لأوانها»، وجزء من «نقاش داخلي» في النمسا حيث يجذب حزب الحرية اليميني المتطرف ثلث الأصوات في استطلاعات الرأي. لكنه لم يرفضها بالكلية.

وأضاف المسئول «يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يتبع طريق إنهاء محادثات الانضمام مع تركيا، لكن سيتعين علينا فعل ذلك إذا واصلت تركيا الانزلاق إلى (الحكم) شبه السلطوي».

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في تصريحات نشرت أمس (الخميس) إن تجميد محادثات الانضمام سيكون أمراً غير مثمر، لكنه أضاف أن تركيا غير مؤهلة الآن لتصبح عضوا في الاتحاد.

العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً