قال مسئول أميركي بارز إن الولايات المتحدة واسرائيل حققتا تقدما في مفاوضات بشأن حزمة مساعدات عسكرية جديدة قيمتها عدة مليارات من الدولارات لحليف واشنطن الرئيسي في الشرق الاوسط وإن الجانبين يأملان بالتوصل لاتفاق نهائي قريبا.
وإختتم القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي جاكوب ناجل ثلاثة أيام من مناقشات مغلقة في واشنطن حول اتفاق دفاعي جديد مدته عشر سنوات باجتماع مع سوزان رايس مستشارة البيت الابيض للأمن القومي.
وأبرزت المفاوضات المطولة بشان الاتفاق الجديد استمرار الاحتكاك بين الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الاتفاق النووي الذي قادته الولايات المتحدة العام الماضي مع إيران خصم اسرائيل اللدود. واسرائيل والولايات المتحدة على خلاف أيضا بشأن القضية الفلسطينية.
لكن بينما يستعد أوباما لمغادرة المكتب البيضاوي في يناير كانون الثاني يبدو أن الجانبين مصممان بشكل متزايد على التوصل لاتفاق لتكريس المساعدات الامريكية لاسرائيل على مدى السنوات العشر القادمة.
وأبلغ المسؤول البارز رويترز بعد اختتام المحادثات "حققنا تقدما وقمنا بإغلاق الكثير من الفجوات الباقية. نأمل بأن يكون بمقدورنا قريبا التوصل لاتفاق نهائي". لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل أو اعطاء جدول زمني محدد لإتمام المفاوضات.
وتعهد البيت الابيض بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة "ستشكل أكبر تعهد منفرد للمساعدات العسكرية إلى أي دولة في تاريخ الولايات المتحدة."
وتعطي الاتفاقية الحالية الموقعة في 2007 والتي من المقرر أن تنقضي في 2018 إسرائيل حوالي 30 مليار دولار من التمويل العسكري الخارجي.
وإحدى نقاط الخلاف الرئيسية كانت إصرار واشنطن على انهاء ترتيب خاص يسمح لاسرائيل بانفاق 26.3 بالمئة من مساعدات الدفاع الامريكية على صناعاتها العسكرية بدلا من شراء منتجات امريكية.
ويجادل مسئولون اسرائيليون بأن هذا البند -الذي لا تحصل عليه أي دولة اخرى تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية- ضروري للحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لاسرائيل في مواجهة جيران معادين لها مثل إيران وأن حذفه سيعني فقدان آلاف الوظائف في صناعة الدفاع الاسرائيلية.
وإحدى النقاط الشائكة الاخرى هى رغبة واشنطن في إنهاء بند يسمح لاسرائيل بانفاق حوالي 400 مليون دولار سنويا من حزمة المساعدات على الوقود العسكري. واختلف الجانبان ايضا بشان التمويل الامريكي لبرنامج الدفاع الصاروخي الاسرائيلي.
ويريد معاونو أوباما التوصل لاتفاق جديد قبل أن تتنهي فترة رئاسته معتبرين ذلك جزءا مهما من إرثه. ويتهم منتقدون جمهوريون أوباما بأنه غير مهتم بدرجة كافية بأمن اسرائيل وهو ما ينفيه البيت الابيض بشدة.
وأثار نتنياهو غضب البيت الابيض في فبراير شباط عندما أشار إلى ان الاتفاق قد ينتظر الرئيس الامريكي القادم.
لكن مسئولين من الجانبين كليهما يقولون إن نتنياهو يسعى إلى اتفاق الان لتفادي الشكوك المحيطة بالرئيس القادم سواء كانت الديمقراطية هيلاري كلينتون أو منافسها الجمهوري دونالد ترامب وايضا لاعطاء مؤسسة الدفاع الاسرائيلية القدرة على وضع خطط مستقبلية.