من أكثر الأمور إمتاعاً في حياتي أني تخصصت في علم النفس وعملت به لمدة خمسة عشر عاماً تقريباً، وهذا ما يجعلني في كثير من الأحيان أنظر بصورة مختلفة لبعض الأمور التي تمر عليّ كثير من الأشخاص مرور الكرام، فمثلاً حين أذهب للسينما مع ابنتي استمتع بأفكار الأفلام والنظريات التي بنيت عليها، كفيلم «inside out» حيث أعتمد على نظرية المشاعر الأساسية عند الإنسان، وكامرأة من «جيل الطيبين» حينما استرجع بعض المسلسلات والمسرحيات العربية والخليجية القديمة، أنظر لها الآن بعين السيكولجست (الأخصائية النفسية». فالكلمة الشهيرة «الخبير يبي فوطة» التي قالها الفنان الرائع سعد الفرج في مسرحية «على هامان يا فرعون» منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مازالت تحمل الكثير من المعاني لوقتنا الحالي، فالدلع الذي أراده «ابن أبوالحصاني» للخبير مازال يمارس وبشكل أكبر مع احترامي الشديد للتصريحات النارية بأن الكفاءة والتشجيع للمواطن أو الشباب، فشخصياً ما أراه ويراه الأغلبية العظمي من الشباب أن الدلع الذي يحصل عليه الخبير (الامتيازات) أكثر من مجرد «فوطة».
يقال في علم النفس إن هناك عقدة نفسية لدى العرب تسمى «زينوفيليا» وهي «عقدة الخواجة» وهو مصطلح ظهر ليعبر عن حالة نفسية لكثير من الأفراد في المنطقة العربية. مصطلح مكون من كلمتين الأولى «عقدة» وتعني مشكلة نفسية ما - في الصياغ النفسي - و «الخواجة» تعني الشخص الأجنبي من خارج البلاد، وخصوصاً خارج المنطقة العربية ويقصد به غالباً الشخص الأوروبي أو الأميركي. وهي عكس زينوفوبيا التي تعني رهاب الأجانب.
تعبر هذه الحالة في نفوس أصحابها عن حبهم لكل ما هو غربي ورفضهم لكل ما عربي. كلمة حب هنا تعني الإعجاب والاعتقاد والقناعة وتصديق واعتماد كل ما هو غربي، واستبدال العربي بالغربي. في المقابل تقليل واستخفاف بكل ما هو عربي وعدم الاعتقاد فيه أو تصديقه أو اعتماده في حال وجود بديل غربي له.
أثرت هذه العقدة في الثقافة العامة للعرب وبعض شعوب الشرق، من حيث مأكولاتهم وملابسهم بل وحتّى أكثر الأشياء خصوصية بالفرد، كطريقة الكلام والمشي وطريقة ارتداء الملابس وطريقة الإيماءات كلها مقلدة قدر الإمكان من الإنسان الغربي.
تعبر هذه العقدة عن مشكلة نفسية في أصحابها تتمثل في إحساسهم بالنقص والدونية عن الإنسان الغربي فيلجأ لتعويض هذا النقص بتقمص شخصية الإنسان الغربي قدر المستطاع في كل شيء ليشعر أنه الآن في خانه أعلى (أرقى) عمّا كان عليه في تصرفاته وأسلوبه عندما كان ذا شخصية عربية.
مشكلتنا الآن في البحرين ليست فقط في «زينوفيليا» بل ظهرت عقد أخرى لا أدري ماذا أسميها كمتخصصة في علم النفس فعقدة سنوات الخبرة، أصبحت تلازمنا كثيراً في بيئات أعمالنا... قد يكون للحديث بقية... أو بقايا.
#فاطمة _ السيكولجست: هناك صنفان من الناس، هناك الفئة التي تمضي وتقوم بالعمل وهناك الآخرون الذين يجلسون ساكنين ويسألون لماذا لم تعمل الأشياء بطريقة أخرى!.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 5080 - الأربعاء 03 أغسطس 2016م الموافق 29 شوال 1437هـ
مقال رائع. بعض الناس وخصوصا الجيل الحديث يتكلم بلإنجلينزية أو كلام مطعم بالإنجلينزية مع أشخاص سواء لديهم معرفة باللغة أو لأ، كبار في السن أو صغار.
على لي اتعووود عليييه
بناتي صغار مثلا
تعودوا يتحجون انجليزي عشان يوصلون فكرتهم أوضح
اذا ما تقول لهم كلمه بالانج يتحجون عربي لكن من تتكلم كلمة وحده وعرفوا انك تعرف انج خلاص هذي لغتهم وياك
لو المقلدون يستخدمون براعتهم في تقليدهم في الأشياء الحسنة لكان الامر مفيدا و مشجعا ... مثل الانصاف و الأمانة و الصدق و المهنية و الانضباط و غيرها من الصفات الحسنة التي يتمتع بها الكثير من الخواجات كظاهرة عامة سائدة عندهم و هي أمور منبعثة من التربية و القانون لديهم...
عسل عسل
" إستبدال العربي بالغربي "
إحنا في البحرين نقوم بإستبدال المواطن بالهندي أعزكم الله !!! ؟؟
الأخت الفاضلة ( زبدة القول ) في ما ذكرتيه في نهاية المقال وهي عقدة سنوات الخبرة ( يجلس لك الشخص الى ان يتوفاه الله على ) مركزه في ادارته او مقر عمله او حتى في الأعمال التطوعية وكأن النساء عقمت ان تلد غيره بحجة الخبرة ولا يحصل ( الشباب الفرصة ) لأن الأخ تلازمه عقدة الخبرة والعمل بدونه سينهار .
سيدتي الاخصائية.. أجد صعوبة في فهم اسلوبك.. ويبدو أن سبب مشكلتي هذه هو استخدامك لمفردات واضح أنها ترجمات غير موفقة لبعض قراءاتك في كتب التخصص. جربي الكتابة من دونها. وتقبلي اعجابي.
عجبني المقال
تفكير العرب دائما عن النازل