الحوادث التي يمر بها الأطفال كثيرة. بعضها حوادث مميتة، وأخرى تتسبب في عاهات دائمة، فيما تمر بعضها مخلفةً جروحاً أو إصابات يتكفل بإصلاحها الزمن والطب.
أي كائن بشريّ على هذه الأرض عرضة للحوادث المختلفة، ولكن ما يحدث للأطفال هو في كثير من الأحيان ناتج عن عدم اهتمام وإهمال ذويهم. إهمال يتمثل في عدم تثقيفهم بشأن هذه الأخطار وكيفية تفاديها، أو في عدم الالتفات إليهم في الأماكن التي قد تكون مصدر خطورة عليهم، أو إهمال في مراقبتهم ومراقبة سلوكهم خصوصاً من هم في أولى مراحل المراهقة.
كم من طفلٍ تعرّض للغرق في برك السباحة أو البحر؟ يذهب مع أصدقائه أو حتى مع أهله، من غير الاهتمام بضرورة وجود من هو قادر على السباحة بمهارة في هذا التجمع أو ذاك، بحيث يستطيع إنقاذ من يوشك على الغرق، وهي حوادث قد تحصل لأي شخص، ومن غير الاهتمام بوجود من هو على معرفة بأساسيات الإسعاف الأولي، فيكون قادراً على إسعاف الغريق في الوقت المناسب قبل أن تقع الكارثة.
كم طفلاً تعرّض للإغتصاب وهتك العرض؟ بعضهم استطاعوا أن يفلتوا بأقل الأضرار، فيما راح بعضهم الآخر ضحية القتل بعد أن يخاف الجاني فضح أمره أو بعد أن يحاول الطفل المقاومة قدر المستطاع؟ وفي حين نجا الطفل من الموت، فإنه لا ينجو من نتائج الاغتصاب الجسدية والنفسية والتي قد تلازمه مدى الحياة. في حين كان يمكن تفادي هذا لو أننا اهتممنا بهم وبمرافقتهم بشكل أكبر، ووفّرنا لهم المعلومات الكافية بشأن طرق تجنب هذا التحرش، وما يجب عليهم فعله في مثل هذه الظروف.
كم طفلاً نُسِيَ في السيارة أو في حافلة المدرسة، وبكى إلى أن انكتم نفسه وتوفي خوفاً أو بكاءً أو إجهاداً عضلياً أو نفسياً أو حرارياً؟ في حين كان من الممكن أن نتفادى الأمر لو تعلمنا تفقد الحافلة بعد كل توصيلة من وإلى المدارس ورياض الأطفال، أو أننا علمنا الطفل كيف يمكنه فتح النافذة أو الباب، أو حتى استخدام بوق السيارة وعوّدناه على التصرف بهدوء خصوصاً حين يكون في سنٍّ تسمح له بذلك.
كم طفلاً تعرّض للضرب والتعنيف من قبل ساكني المنزل، وما عاد يجد فيه الأمن والأمان، بل وقد يلقى حتفه نتيجة هذه المعاملة الوحشية التي يتعرض لها؟ في حين كان بالإمكان احتواؤه ورؤيته وهو يكبر بحب وأمل وسعادة .
الأطفال هم أمانةٌ من الله لدينا. هم جمال هذه الحياة ومصدر سعادة لا ينضب. لهم الحق في الحياة بكل أمان وفرح. وعلينا واجب حمايتهم وتوفير كل سبل الراحة والأمن لهم مهما كانت ظروفنا ومشاغلنا.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5080 - الأربعاء 03 أغسطس 2016م الموافق 29 شوال 1437هـ
أنا أعمل في إحدى مدارس البحرين ...ويا هول الحوادث التي تحدث للأطفال من ذويهم...لا يوجد من يحميهم وينقذهم من مآسيهم. ..إذا كان ممن يفترض به حمايته .. هو من يؤذيه. ..فماذا يفعل هذا الطفل الصغير؟؟نحتاج لقوانين رادعة لكل من يؤذي طفلا وتوفير الرعاية النفسية لهذا الطفل
أحسنتي أختي العزيزة سوسن على هذا المقال الصادق الرائع الذي يكشف عن نقاء نيتك وصفائها! هذا المقال هي دعوة صادقة للناس كي يحموا الضعاف في المجتمع ويعفوا عنهم ولا يكونوا أسودا على الضعاف بينما يكونوا أرانبا أمام الأقوياء!فعلا لقد أصبحنا في زمن لا يرحم! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!