عزل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت خمسة وزراء مقربين من زعيم المتمردين السابقين رياك مشار، حسبما أفاد مرسوم رئاسي صدر مساء أمس الأول الثلثاء (2 أغسطس/ آب 2016)، فأضاف بذلك مزيداً من الغموض السائد بشأن تطبيق اتفاق السلام الموقع في أغسطس 2015.

واستبدل سلفاكير هؤلاء الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية بتعيين شخصيات قريبة من تابان دنق قاي. وخلف قاي الذي كان رئيس فصيل في التمرد السابق، رياك مشار في منصب نائب الرئيس، في أواخر يوليو/ تموز الماضي.

ومن الوزراء المعزولين، مابيور قرنق (الموارد المائية) نجل بطل الاستقلال جون قرنق، وبيتر ادووك (التربية) العضو المحترم والواسع النفوذ في التمرد السابق. وقرنق هو أحد أفراد اتنية الدينكا، مثل الرئيس سلفاكير، ويمثلها في التمرد السابق، الذي تشكل اتنية النوير الأكثرية فيه. ويتحدر ادووك من اتنية شيلوك التي تتخوف من أن يؤدي هذا القرار إلى تهميشها.

ومن الوزارات الأخرى التي تغير مسئولوها، وزارة النفط، المصدر الوحيد تقريباً للعملة الصعبة في البلاد، والتي أوليت إلى حزقيال لول. والحقائب الأخرى المعنية هي العمل والإسكان واستصلاح الأراضي.

وعين في حقيبة استصلاح الأراضي شخصية أخرى في التمرد السابق هو الفريد لادو غور. وهو كان وزيراً للداخلية في الحكومة السابقة، لكن سلفاكير قرر الاحتفاظ به في فريقه، لئلاً يثير على ما يبدو عداء المنطقة الاستوائية (جنوب) التي يأتي منها الوزير.

الفريد لادو غور هو نائب رئيس التمرد السابق وكان يعتبر حتى الآن مقرباً من مشار. وكان ذكر أنه لايزال «زعيم حركتنا» خلال تعيين تابان دنق في منصب نائب الرئيس أواخر يوليو. ويأتي هذا التعديل بعد استقالة وزير الزراعة والأمن الغذائي لام اكول يوم الإثنين الماضي. واعتبر اكول الذي كان خلال الانتخابات الرئاسية في 2010 المنافس الوحيد لسلفاكير، أن «اتفاق السلام قد مات».

وتزيد هذه التعديلات في الحكومة من الانشقاقات التي تعصف بالتمرد السابق، ومن رغبة سلفاكير في تهميش مشار وأنصاره.

ولا تعطي أيضاً صورة مشرقة عن مستقبل اتفاق السلام الموقع في 2015 والذي يفترض أن ينهي الحرب الأهلية المدمرة التي بدأت في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بين معسكري سلفاكير ومشار.