حققت قوات النظام السوري أمس الأربعاء (3 أغسطس/ آب 2016) بغطاء جوي روسي تقدماً جديداً على حساب الفصائل المقاتلة في جنوب غرب مدينة حلب، لتخسر الأخيرة مناطق كانت سيطرت عليها قبل أيام معدودة.
وعلى إثر هجوم شنته يوم الأحد الماضي وهدفه فك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على مواقع عدة جنوب غرب المدينة، إلا أنها سرعان ما خسرت عدداً منها نتيجة الرد العنيف من قوات النظام المدعومة بطائرات حربية روسية.
وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أمس عن سيطرة قوات النظام خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على «تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف».
وقال عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «شنت قوات النظام هجوماً مضاداً لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل»، مضيفاً «لم يحقق هجوم الفصائل المعارضة حتى الآن النتائج التي كانت متوقعة في هذه المرحلة».
ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية لحلب أن أصوات الاشتباكات والقصف كانت مسموعة طوال الليل في تلك المناطق التي تعرضت صباح أمس أيضاً لغارات جوية تضمنها براميل متفجرة.
وتدور منذ الأحد معارك عنيفة بين قوات النظام وحلفائها من جهة والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها تنظيم «فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة») من جهة أخرى جنوب غرب حلب، على إثر هجوم شنته الأخيرة بهدف فك الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في المدينة.
ويسعى مقاتلو الفصائل من خلال هجومهم الأخير إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
وكتب موقع المصدر الإلكتروني، المقرب من الحكومة السورية، «بعد معركة طويلة وقاسية» تراجعت الفصائل المقاتلة ليصبح «الجيش السوري مسيطراً بشكل كامل على منطقة الراموسة».
ونتيجة الغطاء الروسي الكثيف، لم تتمكن الفصائل المقاتلة من تثبيت مواقعها وفق عبدالرحمن الذي أشار إلى أنها لاتزال تسيطر على اربع تلال استراتيجية وقرية صغيرة ومدرسة.
ونددت نحو اربعين منظمة غير حكومية أمس «بالممرات الانسانية المزعومة» التي اقامها النظام السوري وحليفته روسيا في محيط الاحياء الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والمحاصرة في حلب (شمال)، في عرض اعتبرته «غير ملائم».
وقالت 39 منظمة سورية واقليمية ودولية في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة «فرانس برس» إن «الاقتراح المشترك من روسيا وسورية الهادف إلى إقامة ممرات إنسانية في شرق حلب، غير ملائم على الإطلاق على الصعيد الانساني».
ونفى القيادي في «جيش الفتح» (أكبر فصائل المعارضة السورية)، زاهر أبوحسان ما يروجه نظام بشار الأسد ووسائل إعلامه عن اقتراب التوصل إلى هدنة في مدينة حلب، مؤكداً رفض تطبيق إعلان هدنة «شاملة» في المدينة، خلال الأيام القليلة، وذلك على خلفية تسريبات اتفاق روسي أميركي بهذا الشأن.
على صعيد آخر، اتهم مسئول روسي الولايات المتحدة بقتل عشرات السوريين في الغارات التي يشنها الطيران الأميركي في سورية، طبقاً لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس. وعبر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، يفجيني زاجاينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عن قلقه من تدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية في بلدان تقع في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية.
وقال زاجاينوف «يبقى الوضع في عدد من بلدان الشرق الاوسط وإفريقيا الشمالية كئيباً. ففي الأيام والأسابيع القليلة الماضية وحدها، قتل عشرات المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال في غارات جوية شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية».
العدد 5080 - الأربعاء 03 أغسطس 2016م الموافق 29 شوال 1437هـ
مقاتل من المعارضة السورية هاي الجملة عجبتني الصراحة