العدد 5079 - الثلثاء 02 أغسطس 2016م الموافق 28 شوال 1437هـ

من يقود بوكو حرام النيجيرية؟ "داعش" يثير الجدل مجدداً

الزعيم السابق لحركة بوكو حرام  ابو بكر الشكوي
الزعيم السابق لحركة بوكو حرام ابو بكر الشكوي

اوردت نشرة النبأ الصادرة عن تنظيم "داعش" ان جماعة بوكو حرام المتطرفة النيجيرية التي اعلنت ولاءها لهذا التنظيم في مارس/ أذار 2015 بايعت والياً جديداً عليها ما يثير مجدداً التكهنات بشأن اختفاء زعيمها ابوبكر الشكوي.

وكان زعيم بوكو حرام المتواري والذي اعلنت وفاته مرات عدة ابو بكر الشكوي، تولى قيادة الجماعة في العام 2009 بعد مقتل مؤسسها وزعيمها التاريخي محمد يوسف على يد قوات الامن.

وتمكن الشكوي الرجل الذي يشتهر ببطشه وعنفه والذي اعتاد على اطلاق التصريحات الاعلامية النارية من جعل جماعة بوكو حرام واحدة من اعنف حركات التمرد واكثرها ترهيباً.

واسفر تمرد هذه الجماعة وقمعها من قبل قوات الامن عن سقوط عشرين ألف قتيل على الاقل اضافة الى نزوح 2,6 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا والمناطق الحدودية للبلدان المجاورة حول بحيرة تشاد.

وذكرت النبأ في عددها 41 المؤرخ الثلثاء "في حواره الاول مع صحيفة النبأ بعد تكليفه والياً على غرب افريقيا يتحدث الشيخ ابو مصعب البرناوي عن تاريخ الجهاد في هذه المنطقة".

وحتى الان حتى وان بدت الجماعة المتطرفة النيجيرية متشرذمة فان ابوبكر الشكوي لم يتخل مطلقاً بصورة رسمية عن مهامه القيادية.

لكن في حديثه الى النبأ لم يصدر البرناوي اي اشارة واضحة الى مصير الزعيم المعروف للجماعة، الا انه اتى على ذكر تاريخ الجماعة التي اعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية في مارس 2015 وسميت منذ ذلك الحين "جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد" (ولاية غرب افريقيا لتنظيم الدولة الاسلامية).

ومنذ العام 2015 ظهر البرناوي مرات عدة في اشرطة فيديو تتحدث عن هجمات الجماعة واعتبر لذلك بمثابة ناطق باسم بوكو حرام بحسب بعض الخبراء. لكن الشكوي دحض بنفسه هذا الامر مؤكدا انه "لا يوجد سوى متحدث واحد" هو ابو زنيرا.

وقال كيل شايدلر من مركز السياسة الامنية، مقره في واشنطن، ان البرناوي "معبر وواضح جدا حول التنظيم واهدافه". وقال "ان كان الشكوي لا يزال حيا، فذلك يدل على ان تنظيم الدولة الاسلامية يريد ابداله" بالبرناوي.

 

حركة منقسمة ومنهكة

كثرت التكهنات حول اختفاء الشكوي. واعلن الجيش النيجيري مقتله مرات عدة. واخر ظهور له يعود الى مارس الماضي حيث ظهر منهكاً في شريط فيديو نشر على يوتيوب واعلن آنذاك "بالنسبة الي، النهاية اقتربت".

وافادت مصادر محلية مقربة من التيار المتطرف ان الشكوي اصيب آنذاك في المعدة. ومنذ ذلك الحين لم يبرز اي دليل اخر يشير الى انه لا يزال على قيد الحياة، ما يبعث على الاعتقاد ان زعيم الجماعة اما انه عاجز عن القيادة واما انه ميت.

لكن خبيرا نيجيريا في الشؤون الامنية اتصلت به وكالة فرانس برس وطلب عدم كشف هويته ما زال مقتنعا بان الشكوي "لا يزال حياً".

ويذهب رومان كاييه الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الاوسط والاختصاصي في مواضيع الجهاد في هذا المنحى على حسابه على تويتر. ويؤكد "ما من عنصر في هذه المقابلة يبعث على الاعتقاد بان ابو (بكر) الشكوي قتل، ما يرجح عزله".

واعتبر يان سانت بيار الاختصاصي في الحركات "الجهادية" في مجموعة استشارية امنية "مودرن سيكيوريتي كونسالتينغ غروب" (موسيكون) انه "من الممكن" ان يكون البرناوي قد خلف الشكوي على رأس جماعة بوكو حرام. واضاف ان بوكو حرام في ظل زعامة الشكوي "فقدت هيبتها واصبح من الصعب السيطرة عليها. اليوم باتت بوكو حرام منقسمة الى مجموعات صغيرة عدة".

وكان بعنا بلعشيرة ممثل الجماعة في شمال الكاميرون اعتبر ايضا زعيما محتملا لخلافة الشكوي. وقال سانت بيار "الجميع يستخدمون الاسم نفسه، لكن بوكو حرام اصبحت مجموعة متنافرة جدا".

ومع هذه المقابلة ومن خلال تلميحه بنفسه الى زعيم جديد، يقوم تنظيم داعش بخطوة جديدة في اتجاه بوكو حرام الاكثر انقساما والتي انهكتها هجمات الجيش في معاقلها في شمال شرق نيجيريا.

وكانت الجماعة التي تنادي بقيام دولة اسلامية في شمال نيجيريا، بلغت ذروة قوتها في العام 2014، بإعلانها "خلافة" في شمال شرق البلاد، وبتنفيذها عملية الخطف الجماعية لاكثر من مئتي تلميذة، ما اثار موجة استياء عارمة في العالم.

والاسبوع الماضي، استعادت القوة المسلحة الاقليمية المناهضة لبوكو حرام السيطرة على مدينة دماساك الاستراتيجية على حدود النيجر حيث قتل المتطرفون اكثر من مئتي شخص وخطفوا مئات الاطفال قبل سنتين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً