شنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلثاء (2 أغسطس/ آب 2016) أعنف هجوم على الغرب منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، متهماً البلدان الغربية بدعم «الإرهاب» والانقلابيين الذين كادوا أن يطيحوا به.
وقال الرئيس التركي في خطاب ألقاه في أنقرة، رداً على انتقادات الولايات المتحدة وأوروبا بشأن حجم عمليات التطهير بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز الماضي، إن «الغرب يدعم ويا للأسف الإرهاب ومدبري الانقلاب». وأضاف في منتدى اقتصادي عقد في مقر الرئاسة، أن «هؤلاء الذين كنا نظن أنهم أصدقاء يقفون إلى جانب مدبري الانقلاب والإرهابيين».
وأكد أردوغان أن سيناريو الانقلاب الفاشل في تركيا «أعد في الخارج». وتتهم أنقرة الداعية فتح الله غولن المنفي في الولايات المتحدة بالتخطيط للانقلاب، إلا أن غولن نفى هذه التهمة نفياً قاطعاً. وانتقد الرئيس التركي من جهة أخرى قرار السلطات الألمانية منعه من التحدث عبر الفيديو إلى مناصريه خلال تظاهرة نظمت يوم الأحد الماضي في كولونيا (غرب ألمانيا) لدعم الديمقراطية.
وانتقد أيضاً برلين لأنها سمحت ببث كلمة في الآونة الأخيرة عبر الفيديو لقادة من «حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل الجيش التركي منذ انهيار وقف إطلاق النار في يوليو/ تموز 2015. ويعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «حزب العمال الكردستاني» منظمة إرهابية.
ورد أردوغان انتقادات الأوروبيين للتدابير المتخذة بعد الانقلاب، مؤكداً أن «حالة الطوارئ تحترم الإجراءات الأوروبية».
وقال «انظروا إلى ما فعلت فرنسا: ثلاثة زائد ثلاثة زائد ستة، أعلنت حالة الطوارئ فترة سنة»، في إشارة إلى تمديد فترة الطوارئ في فرنسا.
إلى ذلك، رفض المستشار النمساوي كريستيان كيرن أمس، أي محاولة ترهيب بعد أن لوَّح رئيس الوزراء التركي بتعليق الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين، في حال لم يتم إعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
كما رفض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس «تهديد» تركيا بوقف تطبيق الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي المتعلق بالهجرة. وقال شتاينماير في حديث لصحيفة «راينيشي بوست» الإقليمية الألمانية إن «توجيه إنذارات وإطلاق تهديدات لا يأتي بنتيجة».
ووصلت عملية التطهير المتعددة الاتجاهات التي بدأت في تركيا بعد الانقلاب الفاشل، أمس إلى أحد آخر القطاعات التي كانت تبدو مستثناة، أي القطاع الصحي، حيث صدرت مذكرات توقيف في حق 98 عضواً من موظفي أكبر مستشفى عسكري في أنقرة، حسبما أعلن مسئول تركي.
وتشتد حملة مطاردة الأنصار الحقيقيين والمفترضين للداعية غولن منذ أسبوعين ونصف أسبوع. وقد شملت حتى الآن الجيش الذي تم عزل نصف جنرالاته، وكذلك القضاء والتعليم والصحافة.
لكن بعد عملية دهم قامت بها الشرطة أمس، أوقف خمسون موظفاً في أكاديمية غولهان الطبية العسكرية على ذمة التحقيق، ومنهم أطباء عسكريون، كما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول».
وأوضح المسئول التركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنهم مشبوهون بتسهيل تسلل أنصار غولن إلى الجيش وتقدمهم السريع في التراتبية العسكرية.
وأفادت صحيفة «حرييت» التركية بأن أنقرة تنوي شق جهاز الاستخبارات القوي لديها إلى كيانين، أحدهما للتجسس الخارجي والآخر للمراقبة الداخلية، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وواجه جهاز الاستخبارات النافذ جدّاً، انتقادات شديدة بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو التي نفذتها مجموعة من العسكريين ضد الرئيس وحكومته.
العدد 5079 - الثلثاء 02 أغسطس 2016م الموافق 28 شوال 1437هـ