قال مسئولون أميركيون إن على الرئيس باراك أوباما أن يزن بكل دقة كيفية الرد على ما يعتقد خبراء أمنيون أنه تورط موسكو في اختراق مؤسسات الحزب الديمقراطي إلكترونيا خشية إطلاق شرارة مواجهة عالمية مع روسيا.
وقال مسئولون بأجهزة الاستخبارات الأميركية إن توجيه إصبع الاتهام علانية لأجهزة المخابرات الروسية سيفرض ضغوطا فورية على واشنطن للكشف عما لديها من أدلة وهو ما تعتمد فيه على مصادر ووسائل غاية في السرية.
وأحد الخيارات المتاحة أمام واشنطن هو الرد بالمثل على روسيا عبر الشبكات الالكترونية. غير أن المسؤولين في الاستخبارات قالوا إنهم يخشون أن يحدث تصعيد سريع من الممكن أن تستخدم فيه موسكو إمكانيات متطورة لمهاجمة شبكات الكهرباء والنظم المالية وغيرها من وسائل البنية التحتية الحيوية.
كذلك فإن واشنطن تعمل مع روسيا من خلال الوسائل الدبلوماسية في المحاولة التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري لضمان مساعدة موسكو في إنهاء الحرب الأهلية السورية والحفاظ على استمرار الاتفاق النووي مع ايران وكذلك فيما يتعلق بالتوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بشأن أوكرانيا وشرق أوروبا.
وقال مسؤول استخبارات اشترط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع "رغم شناعة التدخل في انتخابات ديمقراطية فإن ثمن الخروج على الملأ وإعلان أن الروس فعلوا ذلك سيتجاوز الفوائد بكثير هذا إذا كانت هناك أي فوائد."
وقد نفت روسيا مسؤوليتها عن اختراق البريد الالكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. كما تم اختراق شبكة كمبيوتر تستخدمها الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون ولجنة جمع التبرعات في الحزب الديمقراطي لصالح مرشحيه لعضوية مجلس النواب في الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
ومع ذلك يطالب مسؤولون آخرون حاليون وسابقون برد صارم ويقولون إن ما حدث من اختراق إلكتروني هو أحدث حلقة في سلسلة من الخطوات العدائية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والتدخل العسكري لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد وتمويل جماعات يمينية ومناهضة للاتحاد الأوروبي في أوروبا.
وقال جيسون هيلي خبير الأمن الالكتروني بجامعة كولومبيا في منتدى سنوي عن الأمن عقد في أسبن بولاية كولورادو يوم السبت إن الروس سلكوا مسلكا عدوانيا في الفضاء الالكتروني.
وأضاف أن الرئيس بحاجة لرد يوجه من خلاله تحذيرا للجانب الروسي.
وقال مسؤولو الاستخبارات وخبراء الشبكات إن الاختراقات في حد ذاتها ليست غريبة. فأجهزة التجسس الأمريكية تباشر عمليات تجسس إلكتروني مماثلة خارج حدود الولايات المتحدة.
وقالوا إن ما يجعل الاختراق الأخير تغييرا لقواعد اللعبة هو نشر الرسائل الالكترونية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي على الملأ عن طريق ويكيليكس في محاولة واضحة للتأثير على الانتخابات.
وقال مسؤولون حكوميون وحزبيون إنهم ليس لديهم أي أدلة على أن موقع ويكيليكس تسلم الرسائل المخترقة من الروس مباشرة أو أن الروس تدخلوا في توجيه نشر الرسائل على ويكيليكس.
ووجهت شعبة الأمن الوطني بوزارة العدل التي تتولى الإشراف على التحقيق الاتهام علانية لخصوم الولايات المتحدة.
وكانت الحكومة الأمريكية اتهمت كوريا الشمالية بتنفيذ هجوم مخرب على شركة سوني بيكتشرز وفي عام 2014 وجهت اتهامات رسمية لخمسة أفراد من الجيش الصيني تتعلق بعمليات اختراق الكتروني وتجسس اقتصادي.
ومن بين خصوم الولايات المتحدة الذين يملكون قدرات كبيرة في المجال الالكتروني لم توجه وزارة العدل الاتهام للحكومة الروسية. وتعد إيران إحدى هذه الدول.
وقالت ليزا موناكو مستشارة أوباما للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إن الحكومة طورت قائمة "لأفضل الممارسات" للتحقيق في الهجمات الالكترونية والبت في إعلان النتائج على الملأ.
وقالت في منتدى أسبن أيضا إن محققي مكتب التحقيقات الاتحادي في حالة شركة سوني كان لديهم ثقة كبيرة أن كوريا الشمالية هي المسؤولة عن الاختراق. واعتبر ذلك الاختراق تخريبيا لأنه كان ردا على فيلم يهزأ بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.