أصدر المكتب الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان بياناً ينفي فيه مشاركته في منتدى «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي - لا حقوق بلا أمن»، والمزمع عقده بتاريخ 6 أغسطس/ آب الجاري، في قاعة المؤتمرات الكبرى بفندق الخليج.

وجاء في البيان: «صدر بيان من الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، ورد فيه مشاركة المكتب الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان في (منتدى التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي) وبهذا البيان ينفي المكتب الإقليمي مشاركته في هذا المنتدى، إذ إننا في المقام الأول لم نتلقَّ دعوة لحضور المنتدى، وإن تلقيناها سنعتذر عن الحضور».

المكتب الإقليمي للمفوض السامي يستنكر إدراج اسمه بمنتدى «التهديدات الإيرانية للأمن»... وانتقادات حقوقية لعنوانه

الوسط - أماني المسقطي

أصدر المكتب الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان بياناً يستنكر فيه إدراج اسمه ضمن الجهات المشاركة في منتدى «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي - لا حقوق بلا أمن»، والمزمع عقده بتاريخ (6 أغسطس/ آب الجاري)، في قاعة المؤتمرات الكبرى بفندق الخليج.

وجاء في البيان: «صدر بيان بتاريخ (29 يوليو/ تموز الماضي) من الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، ورد فيه مشاركة المكتب الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان في (منتدى التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي) والمزمع عقده في 6 أغسطس، وبهذا البيان ينفي المكتب الإقليمي مشاركته في هذا المنتدى، إذ إننا في المقام الأول لم نتلق دعوة لحضور المنتدى، وإن تلقيناها سنعتذر عن الحضور».

واستنكر المكتب الإقليمي، في بيانه، إدراج اسم المفوضية ضمن الجهات المشاركة في منتدى سياسي بحت، وتابع البيان: «لم يتم التشاور معنا بالمشاركة أو التأكيد من قبلنا الأمر الذي من شأنه أن يشيع معلومات مغلوطة ويعكس صورة خاطئة عن عمل منظمتنا وتوجهاتها».

وأكد المكتب، في بيانه، إن عمله لايزال مع كافة الشركاء من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان للدفاع عن حق وحرية المواقف والأفكار السياسية، مع احتفاظه بموقف حيادي يحتّم عليه عدم الانخراط في المواقف السياسية والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

وختم البيان «إن المهمة الرئيسية لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان هي الدفاع عن القضايا التي تخدم حماية حقوق الإنسان والإعلاء من شأن ثقافة حقوق الإنسان، وعليه اقتضى إصدار هذا البيان التوضيحي».

وعلى صعيد متصل، علق الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري على شعار المنتدى الذي يحمل عنوان «لا حقوق بلا أمن»، بالقول: «الحقوق لا تتناقض مع أمن المواطن، ولكن يعتمد ذلك على المقصود بالأمن، والسؤال هو: هل الأمن هو مصادرة حريات الآخرين وأن تحدّد الدولة كل شيء؟».

وأضاف «إن شعوب العالم كلها توصلت إلى قناعة بأنه لا يمكن تحقيق الأمن للجميع من دون حقوق، ولا يمكن مكافحة الإرهاب إلا بتوفير الحقوق، ولذلك هناك مقرر خاص في الأمم المتحدة معني بهذا الشأن، وهو الحفاظ على الحقوق في ظل مواجهة الإرهاب، والإيحاء بأن هناك تناقضاً هو أمر غير صحيح، ليس هناك تناقض ولكن يجب أن يفهم موضوع الأمن، وهل يقصد منه إكراه المواطن على متطلبات الأمن ليفسر كل تعبير عن الرأي أو تجمع أو غيره بمثابة جريمة جنائية؟».

أما الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي فعلق على عنوان المنتدى بالقول: «المنتدى المزمع انعقاده ويتعلق بالشأن الإيراني اعتمد على تخريجة بربطه بالأمن العربي، وهذا يقودنا إلى الحديث عن دعوات أحد النواب لعقد مؤتمر للمعارضة الإيرانية في البحرين، ألا يعتبر ذلك تدخلاً في الشئون الداخلية لإيران؟، وهو ذات المبرر الذي تلقت على إثره جمعية «وعد» بتاريخ (20 يوليو/ تموز) خطابا رسميا من وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف تطلب فيه إلغاء ندوة كان مقرراً عقدها في الجمعية بعنوان (إيران من الداخل)».

وأكد الموسوي في هذا الإطار أن الجمعية بصدد إرسال خطاب إلى شئون الجمعيات السياسية في وزارة العدل تستفسر فيه عن مبررات إلغاء الندوة المذكورة، وقال: «نعتقد أنه من حقنا أن نتحدث وفق ما ترتئيه المصلحة الوطنية التي نراها محصنة دستوريا ووفق ميثاق العمل الوطني، وعلى هذه الأرضية نسير وفق هذه المعادلات».

أما في يتعلق بشعار المنتدى المزمع انعقاده «لا حقوق بلا أمن»، فعلق الموسوي بالإشارة إلى أن الأمن وحقوق الإنسان أمران مرتبطان ببعضهما بعضاً، وأية دولة مواطنة يجب أن تتوازى فيها الحقوق والواجبات، وأن يكون القانون واضحاً ومطبقاً على الجميع لا انتقائيّاً».

وواصل: «إذا كانت بعض الجهات الرسمية تستطيع فرض معادلة على جمعية «وعد» في إلغاء ندوتها، ولا تستطيع جهة أخرى أن تفرض هذه المعادلة على جهة أخرى، فلا يمكن القول إن دولة القانون تطبق على الجميع في الحقوق والواجبات».

وكان مجلس النواب بعث للصحف المحلية بيانا للنشر أشار فيه إلى أن العاصمة البحرينية (المنامة) ستشهد في السادس من أغسطس الجاري، بدء أعمال المنتدى العربي الأول «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي، تحت شعار: «لا حقوق بلا أمن»، والذي تنظمه «الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان» تحت رعاية رئيس مجلس النواب أحمد الملا.

وبحسب البيان المذكور، فإن المنتدى يسعى إلى الإسهام بفاعلية في خلق وتعزيز الجهد الوطني والقومي لنبذ ووقف مختلف الصراعات والنزاعات القائمة على أسس مذهبية أو طائفية، ونشر برامج التسامح والمصالحة الوطنية وقبول الآخر بالوطن العربي، والعمل على تعزيز الهوية الوطنية، وتأصيل القومية العربية كمرجعية قومية أصيلة لدى جميع الشعوب العربية تقوم على أسس ثقافية وفكرية مستمدة من تاريخنا وحضارتنا الراسخة في القدم.

كما جاء في البيان: «تشكل التدخلات الإيرانية في الشئون العربية خطرا كبيرا على الأمن الإنساني العربي، وزعزعةً لسيادته وحقوقه، وذلك لمحاولاتها الدائمة التمدد وفرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، وسعيها المستمر لخلق وتعزيز الصراعات الطائفية بالعراق ولبنان وسورية واليمن، وسعيها لتقويض الأمن والاستقرار بالعديد من الدول العربية ولاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، وإضافة إلى دعمها واحتضانها التنظيمات الإرهابية المتطرفة، مما أثر سلبا على الأمن القومي والإنساني العربي وخاصة بعد نجاحها في استغلال ظروف عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة».

وأكد البيان أن المنتدى سيشهد مشاركة واسعة من أعضاء المجالس الوطنية ومجالس الشورى، والأجهزة المعنية بالدول العربية، والهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان والتنمية، والمؤسسات والمجالس واللجان والهيئات الوطنية العربية لحقوق الإنسان، والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمنظمات العربية والدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان، ومراكز البحوث والدراسات والأكاديميين والطلبة والباحثين في مجال حقوق الإنسان.