أقرَّت تركيا، للمرة الأولى أمس الإثنين (1 أغسطس/ آب 2016)، باحتمال وقوع «أخطاء» خلال حملة التطهير التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة، معبرة في الوقت نفسه عن استيائها من السلطات الألمانية التي منعت الرئيس رجب طيب أردوغان من التحدث إلى مناصريه خلال تظاهرة في ألمانيا.
وفي موقف لافت في أنقرة، أقر مسئولان كبيران أن حملة التطهير التي أطلقت بعد محاولة الانقلاب في (15 يوليو/ تموز الماضي) ولاقت انتقادات شديدة في الخارج قد تكون تضمنت «أخطاء».
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش: «إذا وقعت أخطاء فسنصححها». وأضاف أن «المواطنين الذين لا علاقة لهم بهم (اتباع الداعية التركي فتح الله غولن) عليهم أن يطمئنوا... لن يصيبهم أي مكروه».
وأضاف أن الآخرين «سيدفعون الثمن» في إشارة إلى مناصري غولن الذي تطالب أنقرة السلطات الأميركية بتسليمه.
وأطلقت ملاحقات قضائية بحق نحو 10 آلاف منهم، وتم حبسهم احترازيّاً، بينهم صحافيون. كما طرد أكثر من 50 ألفاً من مناصبهم.
من جهته تطرق رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم يوم الجمعة الماضي إلى احتمال حصول تجاوزات خلال حملة التطهير هذه.
وقال رئيس الحكومة، كما نقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول»: «يجرى عمل دقيق حاليّاً بخصوص حالات هؤلاء الذين تمت إقالتهم» من مناصبهم. وأضاف «من المؤكد أن بعض هؤلاء تعرضوا لإجراءات ظالمة».
ونبرة المصالحة هذه جديدة لدى السلطات التركية منذ الانقلاب الفاشل في (15 يوليو) على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخصوصا في ما يتعلق بحملة التطهير الواسعة التي أطلقتها إثرها.
واستهدفت الحملة بحسب أنقرة أنصار الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة والذي تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، الأمر الذي نفاه رجل الدين تكراراً.
غير أن رئيس الوزراء تابع «نحن لا نؤكد» حصول اجراءات مجحفة، مؤكداً أنها «لم تحدث». وقال: «سنميز بين المذنبين وغير المذنبين».
وأثارت حملة التطهير في تركيا انتقادات واشنطن وعواصم أوروبية والعديد من منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والصحافة التي اعتبرت أنها غير متكافئة وعنيفة.
وللمرة الأولى منذ الانقلاب الفاشل أجرت تركيا أمس أول الاتصالات على مستوى رفيع مع الولايات المتحدة باستقبالها رئيس الأركان الأميركي جوزف دانفورد. واجتمع الجنرال الأميركي في انقرة مع رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي اكار ثم يلديريم.
وتراجعت العلاقات بين الشريكين الرئيسين في الحلف الاطلسي بعد ان طلبت انقرة من واشنطن تسليم غولن الذي يعيش في بنسيلفانيا. واعلن المتحدث باسم الجنرال دانفورد، غريغ هيكس أن رئيس الأركان الاميركي سيدين «بأشد العبارات الانقلاب الفاشل، وسيشدد على أهمية شراكتنا الدائمة لضمان أمن المنطقة».
وكان المسئول الأميركي زار في وقت سابق قاعدة انجرليك (جنوب) من حيث تنطلق عمليات التحالف بقيادة أميركية ضد المتشددين في سورية والعراق.
وفي وقت سابق استدعت تركيا القائم بالأعمال الالماني غداة تظاهرة لأنصار أردوغان في مدينة كولونيا، لم يسمح خلالها للرئيس التركي بمخاطبة الحشد عبر اتصال فيديو. ومنعت المحكمة الدستورية الالمانية أردوغان من إلقاء خطاب أمام مناصريه في المنفى خشية من وقوع اضطرابات في صفوف الجالية التركية، الأهم في العالم.
وأكد وزير الخارجية التركي استدعاء القائم بالأعمال: «لتعبر تركيا بقوة عن خيبتها» بعد منع إحدى الدول الحليفة لنا «رئيساً منتخباً من الشعب» من إلقاء خطاب. وقللت برلين من شأن استدعاء سفيرها، لكن هذا الحادث يضاف إلى القائمة الطويلة للخلافات بين ألمانيا وتركيا.
العدد 5078 - الإثنين 01 أغسطس 2016م الموافق 27 شوال 1437هـ
أهل مكة أدرى بشعابها
يجب على الجميع و بدون استثناء القبول والإحترام لإستقلالية ووحدة القرار التركي والعمل على لم الشمل للحؤل دون تحويل تركيا الي دولة فاشلة أو كأدنى حد تابعة فهذا ما سعت وتسعى له قوى التحالف (الحلفاء) جماعاتٍ وأفرادا.