ألقت قوات تركية خاصة القبض على مجموعة من أفراد الكوماندوس المنشقين الذين حاولوا القبض على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أو قتله خلال محاولة الانقلاب فيما قال وزير في الحكومة إن مدبري هذا الانقلاب "لن يروا نور الشمس طالما كان في صدورهم نفس."
وقال مسئول اليوم الإثنين (1 أغسطس/ آب 2016) إن طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر حددت أماكن 11 هارباً من أفراد الكوماندوس في تلال تغطيها الغابات حول منتجع مرمرة المطل على البحر المتوسط بعد ملاحقة استمرت أسبوعين. وكانوا ضمن مجموعة هاجمت فندقا حيث كان يقضي اردوغان عطلته ليلة محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو تموز.
ووقعت العملية خلال الليل بعد أن أحكمت الحكومة قبضتها على الجيش بعزل أكثر من ألف جندي آخر لتوسع نطاق عمليات التطهير التي أعقبت الانقلاب داخل مؤسسات الدولة التي استهدفت عشرات الآلاف من الأشخاص.
وسببت محاولة الانقلاب والتطهير الذي أعقبها صدمة في تركيا التي كان آخر انقلاب عسكري عنيف فيها لانتزاع الحكم عام 1980 وهزت الثقة في استقرار عضو مهم في حلف شمال الأطلسي في ظل المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والحد من الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا.
وقال وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي إن مدبري الانقلاب سيندمون بشدة على محاولة الإطاحة بالديمقراطية في تركيا في كلمات تعكس مدى الغضب بين آلاف من الأتراك الذين شاركوا في تجمعات للتنديد بالانقلاب يوما بعد يوم.
ونسبت وكالة دوجان الخاصة للأنباء إلى زيبكجي قوله "سنجعلهم يتوسلون. سنلقيهم في حفر.. سيعانون من عقاب شديد في هذه الحفر لدرجة أنهم لن يروا نور الشمس طالما كان في صدورهم نفس."
وتابع قوله "لن يسمعوا صوتا بشريا مرة أخرى . سيتوسلون لنا أن نقتلهم."
ويلقي إردوغان باللوم على أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن في محاولة الانقلاب وتعهد بتطهير مؤسسات الدولة من نفوذ كولن. لكن نطاق التطهير والتلميحات بإعادة العمل بعقوبة الإعدام أثارت القلق في عواصم غربية وبين جماعات حقوقية.
ونفى كولن أي دور له في محاولة الانقلاب.
وثار غضب إردوغان وحكومته بسبب رد فعل حلفاء غربيين على محاولة الانقلاب وتداعياتها متهمين إياهم بالانشغال بحقوق مدبري الانقلاب أكثر من خطورة التهديد الذي واجهته تركيا.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد برئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في أنقرة اليوم الاثنين بعد زيارة قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا التي تستخدمها طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن لتنفيذ ضربات جوية في سوريا.
تسريح جنود
قتل أكثر من 230 شخصا في محاولة الانقلاب منهم الكثير من المدنيين وأصيب أكثر من ألفي شخص. وقال مسؤولون مقربون من إردوغان إنه كاد أن يقتل أو يقبض عليه وهي نتيجة لو كانت تحققت لدفعت تركيا إلى صراع.
ومنذ محاولة الانقلاب اعتقل أو أوقف عن العمل أو استجوب أكثر من 60 ألف شخص من الجيش والقضاء والقطاع الحكومي والتعليم مما أثار القلق بين أعضاء حلف شمال الأطلسي من نطاق حملة التطهير التي شملت تسريح أكثر من 40 بالمئة من أميرالات وجنرالات الجيش التركي.
وتم كذلك تسريح نحو 1400 آخرين من أفراد القوات المسلحة وامتلأ المجلس العسكري الأعلى بوزراء من الحكومة أمس الأحد في خطوات يهدف إردوغان عن طريقها إلى تشديد القبضة المدنية على الجيش.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر في أنقرة شرح فيه الإصلاحات الأخيرة "هدفنا هو إقامة نظام لا يمكن أي شخص من داخل القوات المسلحة من التفكير في الانقلاب مرة أخرى." وقال إنه سيجري بعد ذلك إعادة هيكلة أجهزة المخابرات.
وتنظم مظاهرات مؤيدة للديمقراطية مثل التي شارك فيها زيبيكجي ودعا لها إردوغان في الميادين ليلة بعد ليلة منذ محاولة الانقلاب بمختلف أنحاء البلاد.
وقال مسؤول كبير في أنقرة إن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال بالسفارة الألمانية اليوم الاثنين بعد أن منعت السلطات الألمانية إردوغان من إلقاء كلمة وسط حشد من الأتراك في كولونيا أمس السبت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وقضت المحكمة العليا التركية بمنع البث المباشر للخطاب وسط مخاوف من أن تمتد التوترات السياسية من تركيا إلى ألمانيا التي توجد بها اكبر جالية تركية في أوروبا.
وكتب وزير العدل التركي بكير بوزداج ردا غاضبا على تويتر جاء فيه "سيكون من غير المقبول على الإطلاق أن تورد ألمانيا ذكر الديمقراطية أو سيادة القانون أو حقوق الإنسان أو الحريات أمام تركيا بعد هذه المرحلة."
وزادت الحملة الأمنية التي شنتها تركيا بعد محاولة الانقلاب من شعور الزعماء الأوروبيين بعدم الارتياح لاعتمادهم على أنقرة في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين مقابل وعد بالسماح للأتراك بدخول دول الاتحاد بدون تأشيرات.
ونقل عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج إن تركيا ستنسحب من الاتفاق إذا لم ينفذ الاتحاد الأوروبي وعده بإلغاء تأشيرات الدخول.
* القبض على الكوماندوس وبعد أن أبلغ بأنه في خطر ليلة الانقلاب الفاشل فر إردوغان من الفندق في مرمرة قبل وصول قوات الكوماندوس المنشقة للقبض عليه.
وذكرت وكالة دوجان للأنباء أنه بعد عملية مطاردة شملت نحو ألف من أفراد قوات الأمن ألقي القبض على أفراد الكوماندوس الأحد عشر -وهم يحاولون عبور مجرى مائي ويرتدون ملابس مموهة - بعد بلاغ من رجل رصدهم وهو يصطاد خنزيرا بريا.
وأظهرت لقطات فيديو أكثر من عشرة من المتظاهرين المناهضين للانقلاب وهم يطلقون صيحات الاستهجان عند رؤية الجنود الأحد عشر الذين اعتقلوا وكانت وجوه بعضهم متورمة وتحمل كدمات. ولوح المتظاهرون بعلم تركيا ورددوا هتافات تطالب بإعدام "الخونة".
وتم تسريح أكثر من 1700 من أفراد القوات المسلحة الأسبوع الماضي لدورهم في محاولة الانقلاب التي حاولت خلالها مجموعة من الجيش الإطاحة بالحكومة مستخدمة الدبابات والطائرات الهليكوبتر والمقاتلات.
وجاءت الموجة الجديدة من تسريح أفراد الجيش وإعادة هيكلة المجلس العسكري الأعلى التي أعلنت في الجريدة الرسمية أمس الأحد بعد ساعات من قول إردوغان إنه يعتزم كذلك إغلاق الأكاديميات العسكرية القائمة ووضع القوات المسلحة تحت إمرة وزارة الدفاع.
وذكرت الجريدة الرسمية أن 1389 من أفراد الجيش استهدفوا أمس الأحد تم تسريحهم للاشتباه بصلاتهم برجل الدين كولن.
وقال إردوغان إن كولن أقام شبكة من المدارس والجمعيات الخيرية والشركات في تركيا وخارجها على مدى عقود ليصنع "دولة موازية" بهدف السيطرة على البلاد.
لكن كولن أدان محاولة الانقلاب.
وقال في حديث لشبكة سي.ان.ان الإخبارية أمس الأحد "إذا كان هناك أي شيء قلته لأي شخص بخصوص هذا الأمر. إذا كان هناك أي اتصال هاتفي أجريته إذا كان عشر هذه الاتهامات صحيحا... لأحنيت رقبتي وقلت إنهم يقولون الحقيقة فليأخذوني... فليشنقوني."