في الذكرى الـ 221، لرحيل الفقيه والمرجع الشيخ حسين العصفور، اختارت «الوسط» الاحتفاء بعلامة البحرين، عبر استكشاف آثاره، فيما كانت إدارة الأوقاف الجعفرية تؤكد تشبثها بالمشروع المزدوج المكون من جامع ومجمع يحملان اسم الشيخ حسين، مؤكدة أن العمل عليهما سيبدأ قريباً.
ويوم أمس الأحد (31 يوليو/ تموز 2016)، كانت «الوسط» في الشاخورة، موطن الشيخ حسين (1734 - 1804)، بعد رحيله عن الدراز (مسقط رأسه)، لتقف عند مقامه ومأتمه ومدرسته وجامعه ومؤلفاته.
في مقام العلامة الشيخ حسين العصفور، مقصد الزوار والمصلين، كان الباحثان الشيخ حسن السعيد وسيدحسن الموسوي، يبحران في مصنفات الشيخ حسين، وفي ما عرف عنه من «أدب الخلاف».
تفصيلاً، أشار الباحثان في الندوة التي احتضنها المقام مساء أمس الأول (السبت)، إلى إنتاجه الغزير في التأليف، وإلى تعاطيه المرن والمتسامح مع المختلفين.
يقول الباحث الموسوي، وهو يتحدث عن ورقته التي تحمل عنوان «مصنفات العلامة الشيخ حسين)»، ليشير بداية لمكانته العلمية مستشهداً على ذلك بعدة أقوال من بينها قول العلامة السيدمحسن الأمين في كتابه «أعيان الشيعة»: «كان شيخ الإخبارية في عصره وعلامتهم، متبحراً في الفقه والحديث، طويل الباع كثير الاطلاع، انتهت إليه الرئاسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد وبلاد القطيف والأحساء وغيرها».
وفي حديثه عن مصنفات الشيخ حسين، قال «ممن كتب عن ذلك، كانت البحوث التي قدمت في مؤتمر العلامة الشيخ حسين الذي أقيم في البحرين قبل 6 سنوات، بحث «ببلوغرافيا ومصنفات الشيخ حسين العصفور»، للكاتب الشيخ محمد عيسى المكباس، ليتطرق فيه لـ57 عنواناً، وذكر بعض أماكن تواجد مخطوطاتها، أما البحث الثاني فللشيخ علي أكبر نجاد وعنونه بـ «مخطوطات العلامة الشيخ حسين العصفور في أنحاء العالم الإسلامي، وقد ذكر فيه 100 مؤلف للشيخ حسين، وقد تبين بعد البحث أن بعضها لكتاب آخرين جاءت كتوضيح لكتب الشيخ حسين، أو جمع لعدد من مسائل الفقهاء من بينهم الشيخ حسين، كما هو الحال مع كتاب (الجامع لمسائل العمرة والحج) للسيدأحمد الماجد».
وأضاف «رغم ذلك، من المهم الإشادة بما كتبه نجاد، حيث تتبع في بحثه، جميع مخطوطات الشيخ حسين في مختلف دول العالم».
وتابع «أما البحث الثالث فكان «فهرس مؤلفات العلامة الشيخ حسين العصفور البحراني» للعلامة المحقق السيدأحمد الحسيني الاشكوري، وقد رتب بحثه بحسب أسماء الكتب بالترتيب الهجائي وعنون أسماء الكتب إلى 13 قسماً وهي كالآتي: في الفقه والاجازة وأجوبة المسائل والنحو والحديث والتاريخ والسيرة والعقائد والشعر وسيرة المعصومين والأدب ومقتل الحسين (ع) والتفسير، فيما بلغت أعداد اسماء الكتب التي احصاها 72 عنواناً»، مسجلاً ملاحظاته على تبويبه لأسماء الكتب، وقال «خلط بين السيرة وسيرة المعصومين وبين المقتل».
بعد ذلك، تطرق الموسوي لطريقة الشيخ حسين في التأليف، فقال «للأسف لا توجد لدينا مصادر (كما اعلم)، ذكرت الحياة الشخصية ونمط الحياة التي كان يعيشها الشيخ حسين وكيف كان ينظم وقته ومتى كان يؤلف كتبه، وكيف كان يحضر لدرسه، ومتى كان وقت درسه وأين كانت مدرسته بالضبط»، واستدرك «لكن حول كيفية تأليفه لكتبه يمكن أن نستظهر السيرة من كلمة صاحب أنوار البدرين فيما حكي له أن الشيخ حسين املى كتاب «النفحة القدسية في فقه الصلاة اليومية» على أحد تلامذته في 3 أيام، ومن ذلك نقول: ربما تكون طريقة الشيخ حسين في التأليف هي الإملاء وهي طريقة من أصعب الطرق لحاجاتها للذاكرة وقوة الحافظة، ولكن جل الإجازات التي كتبها الشيخ حسين قد كتبها بخط يده، من بين ذلك كتابه (السوانح النظرية)».
واستعراضاً لكتب الشيخ حسين، قال «في الفقه كانت أكثر مؤلفاته، واضخمها كتاب «الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع»، وأما كتبه الفتوائية فأشهرها كتاب (سداد العباد)، وفي علم الحديث كتب كتاب «الحدائق النواظر في تتمة كتاب النوادر)، كما كتب في مختلف المجالات وشملت أجوبة المسائل، واللغة، والعقيدة، وعلم التفسير، وفي الشعر له ديوان أغلبه في رثاء الحسين
(ع)، كما كتب اراجيز في الفقه والعقائد وغيرها من الفروع، وله كتاب في شرح دعاء كميل، وكتب في السيرة، وفي مواليد المعصومين».
بدوره، قدم الباحث السعيد، في ورقته المعنونة بـ «أدب الخلاف عند الشيخ حسين العصفور»، مشيراً الى مشروعية الاختلاف بين اهل الدين والحق ما دام في حدود الشريعة، مستشهدا بقول للشيخ حسين العصفور «وأما جواز الاختلاف في الفروع عندنا فمما لا كلام فيه ولا يقدح فيه ما ثبت عنهم عليهم السلام من أن لكل مسألة حكم معيناً وأنهم جعلوا لكل شيء حدّاً وجعلوا على من تعدى ذلك الحد حدّاً، وأن حكم الله في كل مسألة واحد لا اختلاف فيه كما يؤذن به كثير من تلك الأدلة لأنهم عليهم السلام صرحوا في كثير من احاديثهم أن الكلمة من كلامهم لتنصرف على وجوه، فلو شاء انسان لصرف كلامه كيف شاء وان الله يحاسب الناس على ما اتاهم من قدر من العقول في دار الدنيا».
وبعد أن تطرق الباحث السعيد لأسباب الاختلاف بين الفقهاء والعلماء، قال «الشيخ حسين العصفور يرى الاختلاف بين الفقهاء لأمرين فقط، هما اختلاف الأخبار لأسباب وقال «أعظم تلك الأسباب التقية والتأويلات المعصومية»، أما السبب الثاني فيعود لاختلاف الأفهام».
وأضاف «لنأتي لعنوان كيف تعامل الشيح حسين مع الفقهاء ممن كان يختلف معهم في الفتاوى، وكيف كان يرى أدب الخلاف بين الفقهاء»، وتابع «نجد هذه الآداب بارزة في أسلوب الشيخ العصفور، منها إحسان الظن بالعلماء الذين يخالفهم في الفتوى أو المنهج، وعدم الطعن على الفقهاء والتجريح في شخوصهم بل كان يكتفي بمناقشة فتاواهم وادلتهم فقط، وكان يقول في ذلك (ولا يجوز التعرض لأكثر من بيان خطأهم وفساد ما تعلقوا به، لئلاً يقتفي أثرهم من كان بعدهم)».
كما نوه إلى ما اتصف به الشيخ العصفور من الرحمة والرأفة، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، مضيفاً «ذكر تلميذه الشيخ مرزوق الشويكي: لم نره قطب في وجه أحد قط إلا غضباً لله».
يكتسب الحديث عن مرحلة الشيخ حسين العصفور، أهميته المضاعفة، بفضل ما ارتبط بتلك المرحلة من ازدهار في التعليم الديني، امتازت به البحرين قبل 200 عام، فكانت الحوزات والمدارس منتشرة في كثير من مناطقها.
الشاخورة كانت إحداها، وفيها مدرسة العلامة الشيخ حسين العصفور، والتي اختفت كل معالمها بسبب «الرغبة في تجديد البناء بالكامل»، كما يوضح ذلك ابن الشاخورة محمد عبدعلي العصفور.
وبشأن المدرسة، تشير إدارة الأوقاف الجعفرية إلى تولي إدارة الآثار والتراث الوطني بوزارة الثقافة العام 2006، عملية البحث والتنقيب في موقع المدرسة باعتباره أحد المواقع الأثرية الواقعة في قرية الشاخورة.
وأضافت «خلال فترة التنقيب عثر الفريق المنقب على العديد من اللقى الأثرية ومنها القطع الفخارية وبعض النقود كما تم الكشف عن المخطط الهندسي للمدرسة بمرافقها حيث حددت من خلال الجدران والغرف والمرافق المبنية بالحجارة والآجر القديم، كما قام الفريق بتوثيق عملية التنقيب في الموقع والذي يعتبر من المواقع المهمة لما يحويه من آثار ثمينة لكونه مدرسة علمية رائدة حيث سبقت التعليم النظامي والأكاديمي لأكثر من قرن من الزمان».
ميدانياً، كانت الجولة تستطلع ما تبقى من آثار لاتزال شاهدة على الدور العلمي والديني البارز للشيخ حسين العصفور.
ومع الحاج السبعيني، عبدالحسين سلمان العصفور، كانت البداية تتطرق إلى ذاكرة الأهالي وما تناقلته الأجيال عن سيرة وبصمات.
يقول وهو يتنقل بنا من أثر إلى آخر، من آثار جده العصفور «بنى جدنا العصفور، المأتم والمدرسة في موقع واحد، واختار له مسمى «دار علم ومأتم للشهيد»، في تسمية من حروفها يمكن التوصل لسنة البناء وذلك عن طريق استبدال كل حرف بالرقم الذي يرادفه».
بذلك، يشير الحاج عبدالحسين لمعلومة مختلفة عن ما هو منتشر بشأن الموقع الصحيح للمدرسة، مؤكداً أن موقعها هو ذاته موقع المأتم، أما الأرض التي تم هدم ما تبقى من آثارها فتعرف ببيت الشيخ محمد العصفور.
وتعليقاً على الدور التعليمي الذي مارسه العلامة الشيخ حسين العصفور، قال «كان له دور «الماستر»، بمعنى أنه شكل مرجعية عامة في فترتها ازدهر التعليم، حتى يروى أن أمام جامعه كان يتحلق 40 عالماً، يحتار المرء في أعلمية أحدهم على الآخر».
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، لـ «الوسط»، أن العمل مستمر لكي يرى المشروع المزدوج، المكون من مجمع ثقافي وجامع يحملان اسم العلامة الشيخ حسين العصفور، النور في الفترة المقبلة.
وأضاف «المنطقة التي تضم آثار الشيخ حسين العصفور، مقبلة على تطوير شامل، والمشروع في تحضيراته النهائية من حيث الإجازات والخرائط التنفيذية التي شارفت على الانتهاء»، منوهاً في الوقت ذاته الى استمرار الاتصالات مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي سيتحمل كلفة إنشاء الجامع، أما المجمع فستتكفل به جهات متبرعة.
وتابع «تقرر أن ينشأ جامع العلامة الشيخ حسين على مرحلتين، حيث سيشمل في مرحلته الثانية المأتم وعدداً من المرافق، وهو في طور الإجراءات النهائية للبدء فيه في أقرب وقت ممكن ان شاء الله تعالى».
وفيما يتعلق بمشروع إصدار الكتاب الخاص بالعلامة الشيخ حسين العصفور، قال «نعمل في الأوقاف على مشروع موسوعة تحمل عنوان «سلسلة تراجم علماء البحرين»، وتضم تراجم كل علماء البحرين من صدر الاسلام، وبالنسبة لكتاب الشيخ حسين، فسيتضمن اول عرض مسهب عن حياته».
وأضاف «من المهم الإشارة هنا إلى عالمية شخصية الشيخ حسين، والذي يعتبر إحدى الشخصيات العلمية التي تفخر بها البحرين على مستوى العالم الإسلامي، حيث امتدت مرجعيته من العراق للكويت والمنطقة الشرقية والحجاز واليمن وسلطنة عمان والإمارات إلى قطر إلى بومباي وكابول وإلى خراسان وخوزستان وبوشهر، ليشكل بذلك حالة استثنائية في مرحلة كانت تخلو من أية تقنيات للتواصل الإعلامي الذي نحن عليه اليوم، إلا أن مرجعيته امتدت للحدود المذكورة ولم تقتصر على البحرين».
وتابع «على الرغم من وجود علماء دين عظام، الا ان الشيخ حسين مثل حالة متفردة واستثنائية، بما كان يتسم به من قوة حافظة والتبحر في العلوم الشرعية والعقلية والنقلية وبما امتاز به من سعة دائرة التصنيف وتدوين الموسوعات الفقهية التي ألفها، فقد كان يحفظ كل ما يقرأ من كتب العلماء، أما مصنفاته فقد كانت تبوب وتدون بالبديهة والاملاء على تلامذته الذين اختصهم لذلك في حالة فريدة لم يشهدها تاريخ علماء الشيعة بل الإسلام».
وأردف «لم يحمل الشيخ حسين لقب العلامة اعتباطاً، ولذا يأتي مشروع المجمع والجامع في سياق استثمار المخزون العلمي والتاريخي لهذه الشخصية وما تتصف به من الصفات الاستثنائية لاظهار الوجه والثقل العلمي والحضاري للبحرين، الذي نحن اليوم أحوج ما نكون إليه، فلدينا تاريخ حافل وعلماء على أرقى مستوى عالمي منهم العلامة البحراني الشيخ حسين وعمه المحقق البحراني الشيخ يوسف والحكيم المتأله الشيخ ميثم البحراني والمحدث الموسوعي الكبير السيدهاشم التوبلاني، والأوقاف جادة وتعمل على إنشاء مراكز ثقافية تضم مخطوطات هؤلاء العلماء والترويج للمطبوع منها عن طريق الاتفاق مع دار نشرمحلية لتوفير كافة مطبوعات مؤلفاتهم المطبوعة في لبنان وغيرها وتوفيرها في متناول زوار مزاراتهم»، وعقب «اذا أبرزنا قيمة ومكانة وتراث علماء البحرين انعكس ذلك إيجاباً على مكانة البحرين الإقليمية والدولية».
العدد 5077 - الأحد 31 يوليو 2016م الموافق 26 شوال 1437هـ
رضوان الله عليك أيها العلامة الفقيه لقد كنت جامعة متطورة سابقة لزمانها ومفخرة للعالم الإسلامي والعربي والخليجي وعلى وجه الخصوص المجتمع البحريني.
فخورة بك يا جدي
السلام عليكم جميعا
منذ فترة ونحن نبحث عن كتاب (مفاتيح الغيب و التبيان في تفسير القرآن) للعلامة الشيخ حسين آل عصفور (رح)
من منكم يتكرم ويرشدنا على مكان يمكننا الذهاب إليه للحصول على هذا التفسير ... شاكرين حسن تعاونكم
رحم الله الشيخ العفصور لا زال لديه مقلدين في قرى ومدن القطيف ك الخوبلدية والحلة والجارودية والبحاري والديبية وسيهات والعوامية والاوجام رغم مرور أكثر من 200 سنة على رحيله
قبل 221 سنه
ماشاء الله جذور ممتده لاهل البحرين واهل القرى ونتمنى البحث عن المزيد من الشخصيات والوثاىق التي تدلل على عروبة وبحرانية الشعب وانتماءه للارض من قديييم الزمن
يبنون مجمع تجاري لإحياء ذكر عالم دين
المجمع في اللغة العربية صرح من صروح العلم وبناء مجمع لتخلييد ذكرى عالم ليس له علاقة بالمجمعات التجارية
يعني جدي العلامة الشيخ حسين العصفور في رتبة الدكتور البروفيسور في زمانا
السلام عليكم
أين الأوقاف الجعفرية عن مقام الصحابي صعصعة ابن صوحان ؟
رحمة الله و بركاته على علماء البحرين الابرار.
بحراني و بأصل أفتخر.
جيد وصعصعة متى متى بتتحركون عليه الإرهابيين كسروه ووزارة ... نائمة وأنتوا ناشبعتوا من النوم
في ذكراك يا شيخ حسين نذكرك بالرحمه ..وهاهي بلدتك التي ولدت فيها تترحم عليك وتستذكر مواقفك النبيله و تتمنى فرجا بعد ضيق العيش
ماشاء الله منطقة الدراز أنجبت ففقهاء ورعين زهادحافظوا على دين في فرائضه وضحوا بأنفسهم من اجل عزته ومازالت هذه المنطقة الاصيله تمد البحرين بالعلماء والفقهاء المخلصين لله ...
ويش قصة المجمعات اللي تنوي ادارة الاوقاف بنيانها؟ مجمع في مسجد الشيخ عزيز و مجمع الشيخ حسين و ما يندرى بعد ويش يصير في المستقبل