سرَّحت تركيا 1389 فرداً آخر من قواتها المسلحة، وضمَّت وزراء بالحكومة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس الأحد (31 يوليو/ تموز 2016)، في إجراءات استحدثها الرئيس طيب أردوغان لبسط سيطرته الكاملة على الجيش بعد محاولة انقلاب فاشلة.
ووفقاً لما نقلته وكالة «الأناضول» التركية فإن من بين المفصولين المستشار العسكري لرئيس الجمهورية العقيد علي يازجي، ومساعد رئيس هيئة الأركان المقدم ليفينت تورك قان، ومدير مكتب وزير الدفاع العقيد توفيق غوك.
كما قررت الحكومة إلحاق قيادات القوات البرية والبحرية والجوية في تركيا بوزارة الدفاع.
وأعلنت إغلاق الأكاديميات الحربية والثانويات العسكرية ومدارس إعداد صف الضباط في تركيا، كما قررت ضم المستشفيات العسكرية في أنحاء البلاد إلى وزارة الصحة.
وسيتم تجريد العسكريين المشمولين بالقرار من رتبهم ووظائفهم، دون الحصول على قرار من المحكمة، ولن يُسمح بعودتهم إلى القوات المسلحة أو الدرك مرة أخرى.
كما سيتم إلغاء رخص حمل السلاح والطيران الخاصة بهم، وإخراجهم من المساكن الحكومية التي يقيمون فيها خلال 15 يوماً، ولن يحق لهم تأسيس شركات أمن خاصة أو المشاركة والعمل فيها.
وكانت الحكومة التركية أصدرت الأربعاء الماضي مرسوماً يقضي بفصل 1684 عسكرياً آخرين من القوات المسلحة.
ومنحت محكمة تركية مكتب الادعاء إذناً بمصادرة ممتلكات نحو ثلاثة آلاف قاضٍ وممثل نيابة كانوا قد تم توقيفهم بعد محاولة الانقلاب، بحسب الأناضول.
إلى ذلك، رأى رئيس بلدية أنقرة في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن على واشنطن أن تسلم الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب في 15 يوليو، لتزيل عن نفسها أي شبهة بالتواطؤ مع الانقلابيين.
وصرح مليح غوجك في انقرة «لكي تثبت أميركا أنها ليست وراء الانقلاب، هناك طريقة واحدة فقط وهي تسليمه إلى تركيا».
وقال غوجك، احد ابرز شخصيات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتولى منصبه منذ اكثر من 22 عاماً، إنه يخشى دخول تركيا مرحلة قد يتعرض فيها كبار المسئولين للاغتيال.
وفي سياقٍ ذي صلة، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار رجب طيب أردوغان أمس (الأحد) في مدينة كولونيا الألمانية تأييداً للرئيس التركي الذي يواجه انتقادات على خلفية حملة التطهير التي يقوم بها اثر محاولة الانقلاب عليه.
وعصراً قرابة الساعة 15,00 ت غ أحصت الشرطة المحلية أربعين ألف متظاهر. وكان المنظمون يأملون بحشد خمسين ألفاً.
ولوح هؤلاء بآلاف الأعلام التركية على الضفة اليمنى لنهر الراين. وحمل البعض لافتات تشيد بـ «أردوغان، المقاتل من أجل الحريات».
ووجه الدعوة إلى التظاهرة اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين-الأتراك، وهو مجموعة ضغط تؤيد الرئيس التركي.
مواجهات محدودة
وأنشد المشاركون في التحرك، النشيد التركي ثم الألماني، قبل أن يلتزموا دقيقة صمت حداداً على 270 شخصاً قتلوا في محاولة الانقلاب في 15 يوليو والتي باشر اردوغان بعدها عملية تطهير واسعة النطاق لتمتين سلطته.
منع بث خطاب لأردوغان
وقبيل التظاهرة المؤيدة لأردوغان، نددت الرئاسة التركية بقرار للمحكمة الدستورية الألمانية منع الرئيس التركي من إلقاء كلمة مباشرة أمام المتظاهرين عبر الفيديو.
وخشيت السلطات الألمانية أن يفاقم هذا الأمر التوتر في صفوف الجالية التركية في ألمانيا، علماً بأنها الأكبر في العالم.
وفي ألمانيا، أكد معارضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا انهم تعرضوا لتهديدات في غمرة حملة التطهير التي قامت بها السلطات.
ورفضت الشرطة الألمانية أمس أن يشارك مسئولون في الحكومة التركية في تظاهرة كولونيا.
ويأتي ذلك على خلفية تدهور العلاقات بين ألمانيا وتركيا اثر تصويت النواب الألمان في يونيو/ حزيران على قرار يعترف بإبادة الأرمن إبان السلطنة العثمانية في 1915.
هذا، وكشفت مصادر في رئاسة الوزراء التركية أمس أن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، سوف يلتقي اليوم (الإثنين)، رئيس هيئة الأركان الأميركية، جوزيف دانفورد، في العاصمة التركية أنقرة.
وأفادت المصادر أن اللقاء سيعقد في قصر «جانقايا» بأنقرة، دون ذكر أي تفاصيل متعلقة بالزيارة، بحسب وكالة أنباء الأناضول.
العدد 5077 - الأحد 31 يوليو 2016م الموافق 26 شوال 1437هـ