تحت شمس إيبانيما وعلى الرمال التي سادت شهرتها العالم كله بعد أغنية توب جوبيم في الستينيات من القرن الماضي، استعدت لاعبات المنتخب البرازيلي للكرة الطائرة الشاطئية في ظروف مثالية لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره واستعادة الميدالية الذهبية الأولمبية للمسابقة والمفقودة منذ 20 عاما.
ولا تجتذب التدريبات اليومية للاعبتين تاليتا دا روكا ولاريسا فرانكا أي حضور جماهيري. واعتاد مواطنو ريو دي جانيرو على تواجد اللاعبتين ضمن العديد من الحسناوات اللاتي ترتدين المايوه البكيني لممارسة الرياضة.
وإضافة لذلك، يذكر ميثاق السلوكيات لمواطني ريو دي جانيرو "المشاهير لا يجب أن ينزعجوا".
وتستعد اللاعبتان البارزتان للعب أمام عدد هائل من الجماهير لدى مشاركتهما في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وعادة ما تكون مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية أكبر مهرجان رياضي وواحدة من أكثر المسابقات التي تشهد إقبالا هائلا على تذاكرها في الدورات الأولمبية.
ولكنها تجتذب هذه المرة أهمية أكبر كثيرا وينتظر أن تترجم هذه الأهمية إلى إقبال جماهيري حاشد نظرا لإقامتها على رمال شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو والذي يعتبر المعقل الرئيسي لممارسة هذه الرياضة التي يعتبرونها "ملكا لهم".
ومن بين كل الرياضات الموجودة في ريو دي جانيرو قد تكون الكرة الطائرة الشاطئية هي الأكثر حضورا.
وعلى رمال شاطئ كوباكابانا وشواطئ إيبانيما، ومع جبال شوجر لوف وكوركوفادو في خلفية هذه الشواطئ، تقام دائما المباريات المثيرة في هذه المسابقة التي أقيمت أولى بطولاتها العالمية في ريو دي جانيرو العام 1987.
إنهم يحبون هذه الرياضة ولا يشك أحد تقريبا في أن ملعب الكرة الطائرة الشاطئية على شاطئ كوباكابانا سيمتلئ عن آخره بالمشجعين على مدار 11 يوما تقام خلالها فعاليات هذه المسابقة بالأولمبياد المرتقب.
وخلال أولمبياد لندن 2012، تبدد الحلم البرازيلي في استعادة ذهبية هذه المسابقة إذ خرجت تاليتا برفقة زميلتها ماريا أنتونيللي من دور الستة عشر للمسابقة فيما حصدت لاريسا برفقة زميلتها جوليانا فيليسبيرتا الميدالية البرونزية.
والآن، ستخوض تاليتا أولمبياد ريو إلى جوار زميلتها لاريسا فيما تشارك البرازيل في المسابقة بثنائي آخر يتكون من أجاثا بيدنارزوك باربارا سيشاس. وتبدو الآمال معلقة بشكل كبير على خبرة الثنائي المؤلف من تاليتا ولاريسا إضافة للمساندة الجماهيرية الهائلة المتوقعة في مباريات الفريق.
وسبق لماريا أنتونيللي أن صرحت، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قائلة "العديد ممن يحضرون مسابقات الكرة الطائرة الشاطئية على مستوى السيدات لا يحضرون لعشقهم هذه اللعبة الرائعة للغاية ولكنهم يحضرون لمشاهدة الأجسام الجيدة للاعبات وهن يرتدين البكيني. هذا يجذب الكثير من الناس، ولا يمكننا إنكار ذلك".
وأوضحت أن عبارات الإعجاب والمجاملة التي توجه إليها من المدرجات لا تزعجها على الإطلاق.
وقالت "لا أبالي بما يقولونه، طالما كان ذلك بشكل مهذب ومحترم. على الناس أن يحترموا اللاعبات لأننا لا نتواجد للاستعراض وإنما للمنافسة".
وخلال أولمبياد لندن 2012، لم يكن البكيني للمرة الأولى زيا إجباريا للاعبات الكرة الطائرة الشاطئية.
وقرر الاتحاد الدولي للكرة الطائرة السماح للاعبات، اللاتي يرغبن لأسباب تتعلق بثقافة دولهن أو أسباب دينية أو شخصية، بارتداء سراويل قصيرة على أن تكون نهايتها فوق الركبة بمسافة ثلاثة سنتيمترات كما يسمح لهن بارتداء صدريات بلا أكمام.
وأعربت أنتونيللي سابقا عن تأييدها لهذا القرار وأوضحت أنه لا يحترم "الفروق الثقافية والدينية" فحسب ولكنه "يفتح أسواق جديدة للكرة الطائرة الشاطئية في بلدان لا يسمح فيها باللعب بالبكيني".
وعلى رغم ذلك، ارتدت أنتونيللي البكيني في أولمبياد لندن وقالت: "خلال المباراة، يتصبب منا عرق كثير، وننبطح ونرتمي على الرمال وتصبح الملابس مزعجة خاصة عندما يكون الجو حارا".
وقالت أنتونيللي "تلعب الكرة الطائرة الشاطئية بالبكيني. الرجال يلعبون بالسراويل القصيرة وقمصان اللعب بدون أكمام، لأن عليهم أن يظهروا أسماء الرعاة. ولكن إذا طلب منهم أحد ما، فإنني أثق أنهم يفضلون اللعب بدون هذه القمصان".
وتتفق مع هذا اللاعبة المخضرمة دا روكا (33 عاما) التي أحرزت الميدالية البرونزية للمسابقة في أولمبياد بكين 2008 عندما كانت زميلتها هي اللاعبة ريناتا.
وقالت دا روكا "هذا القرار جيد لنشر اللعبة في أماكن لم يكن بالإمكان أن تنتشر فيها بسبب الزي فحسب. على رغم كونه ليس إجباريا الآن، أعتقد أن معظم اللاعبات سيواصلن اللعب بالبكيني".
وترى دا روكا أيضا أن أجسام اللاعبات من الأسباب التي تدفع إلى الزحام الجماهيري الشديد في مباريات الكرة الطائرة الشاطئية بالدورات الأولمبية.
ولكنها ترى أن هناك أسباب أخرى ستدفع إلى هذا التزاحم في مباريات اللعبة بأولمبياد ريو وأبرزها أن أولمبياد ريو سيشهد المنافسة الأقوى في هذه اللعبة منذ إدراج الكرة الطائرة الشاطئية كرياضة أولمبية بداية من أولمبياد أتلانتا 1996.