احتفل العالم هذا الشهر بـ «اليوم العالمي لنلسون مانديلا»، الذي كرّس 67 عاماً من حياته لخدمة البشر، كمحامٍ مدافعٍ عن حقوق الإنسان، وكمعتقلٍ سياسي وسجين ضمير، وصانع سلام دولي.
مانديلا من الشخصيات السياسية النادرة جدّاً، التي تحظى باحترامٍ من قبل الشعوب والحكومات. ومن كلماته الخالدة، أن «الحرية لا يمكن أن تُعطى في جرعات، فأنت إما أن تكون حرّاً أو لا تكون». وهي كلمةٌ توجز مسيرة الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
الشعوب التي اجتازت هذه الإشكالية، باتت تتنعم بثمار الحياة الحرة، من تطور ونمو واستقرار وأمان على المستقبل. أما الدول التي تعيد إنتاج تجارب الهيمنة والقمع والاستبداد، فتدفع شعوبها الثمن من حياتها واستقرارها وتنميتها وحاضرها ومستقبل أجيالها، كما يحصل في غالبية دول منطقة الشرق الأوسط.
مانديلا لم يكن فيلسوفاً، لكنه كان إنساناً حرّاً نظيفاً، عاش في مجتمعٍ يخضع لنظام عنصري، يميّز بين البشر بسبب ألوانهم وأعراقهم، والتحق بحركة النضال الوطني مطلع الستينات. وحين وقعت مذبحة شاربفيل (مارس/ آذار 1960)، وقتل العشرات وجرح المئات، بينهم الكثير من النساء والأطفال، أعلنت حالة الطوارئ وألقي القبض على 18 ألف محتج، فلجأ حزب المؤتمر للعمل السري، ولم يكن ذلك حلاًّ، وإنما زاد من تعقيد الأوضاع.
كان ذلك في منتصف الستينات، وكان مانديلا يشخّص الأزمة العميقة بقوله: «الأفارقة يشتكون... ليس لأنهم فقراء والبيض أغنياء فحسب، بل لأن القوانين التي يسنّها البيض تهدف إلى استمرار هذا الوضع». وكان يستعجل الانتقال إلى دولة ديمقراطية، ويقول: «لقد انتظرنا طويلاً من أجل حريتنا»، لكن تم القبض عليه، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وقضى فيه 27 عاماً بتهمة «الخيانة».
بعد عشرين عاماً، بدأت جنوب إفريقيا تشهد احتجاجات شعبية ضد نظام الفصل العنصري، مع زيادة اهتمام الإعلام والرأي العام الغربي بالأوضاع هناك، إلا أن السياسيين اليمينيين في بريطانيا وأميركا، ظلوا متشبثين بمواقفهم القديمة في دعم نظام بريتوريا العنصري.
في 1990، تم الإفراج عن مانديلا، بعد الشروع في محادثات مع المعارضة، لتحقيق نقلة نوعية تنقذ البلاد من مأزقها التاريخي، وتفتحها على تجربة ديمقراطية حقيقية تشارك فيها كل الأعراق. وفي 1993 حصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام بالشراكة مع آخر رئيس أبيض، دي كليرك. وفي 1994 أجريت انتخابات فاز فيها حزب المؤتمر الإفريقي، ونُصّب مانديلا رئيساً. وكان منهجه واضحاً من البداية: «قبل كل شيء، نريد المساواة في الحقوق السياسية؛ لأنه بدونها ستكون إعاقتنا - أكثرية الشعب الجنوب إفريقي - دائمة». ويضيف: «التقسيم السياسي على أساس اللون مفتعلٌ تماماً، وعندما يختفي ستختفي معه هيمنة فئةٍ من لون معين على فئة أخرى».
كان مانديلا يعبّر عن رؤيته للمستقبل: «ما فتئت أتوق إلى المثل الأعلى المتجسد في مجتمع ديمقراطي وحُرٍّ يعيش فيه جميع الأشخاص معاً في وئام وعلى أساس تكافؤ الفرص، فنحن مقتنعون بأن حرمان أحدنا من حقوقه، ينال من حرية الآخرين... وإن مجرد كون العنصرية تفسد المذنب والضحية على السواء يقتضي منا، الالتزام بصون الكرامة البشرية... فليس حرّاً من يُهان أمامه إنسانٌ ولا يشعر بالإهانة». ويضيف «الضحية لا تنسى الظلم الذي وقع عليها، لكنها يمكن أن تغفر وتسامح».
اليوم، أصبح نظام الفصل العنصري ذكرى سيئة ومقيتة في التاريخ، ونموذجاً بشعاً لظلم الإنسان للإنسان، غطّى القرن العشرين حتى آخر سنواته، وكان مانديلا يقول: «إن مجرد حصول جريمة الفصل العنصري سيظل آفةً لا تُمحى في تاريخ البشرية. وستتساءل الأجيال القادمة قطعاً: ما الذي حصل حتى نشأ هذا النظام في أعقاب اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟».
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ
٢٠ سنة في السجن. ! كيف تحمل !!!
وكان مانديلا يقول: "إن مجرد حصول جريمة الفصل العنصري سيظل آفةً لا تُمحى في تاريخ البشرية".
العبرة المختصرة : الاحساس من نعم الله على عبده , سيبقى العمل الصالح لذكر الشخصيات ويموت الشر بكل جوانبه , وسيرث الارض العباد الصالحون . حي على الفلاح , حي على خير العمل أي النجاح والفوز بالأعمال الصالحة , عملك يا صاحب العمل . اللهم صل على محمد وآل محمد .
احسنت سيدنا .. مقال رائع
ليت
يا ليت لنا حياتين
حياة نتعلم منها
وحياة نحياها
الحس المفقود
على فكره أستاذنا الكريم الإتجاه المعاكس ضد المناضل الراحل الكبير نيلسون مانديلا فقط لأن المعارضه تمدحه وتمجده ، هذا هو الحس الإنساني المنزوع لديهم وليس يفتقدوه فقط .
نلسون مانديلا كان وطني من الدرجة الاولي ولم يخرب في وطنة ولم يحرض على الارهاب
مانجيلا كان حرا شريفاً وليس طبالاً فارغ العقل مثل بعض التنابلة. ولذلك لا تشتهون ذكره ويمثل لكم عقدة.
وكل من على رأسه بطحة يتحسسها.
مانديلا معروف إنه بدأ العمل ضد نظام العنصري بقيادة تنظيم عسكري مسلح قبل القبض عليه. فهمت ؟ وإذا ما تفهم خلك ساكت واستر على روحك وجهلك. روح اقرا بدل التفلسف والكلام الهرار . وكانوا على فكرة العنصريين يتهمونه بنفس التهم ...: التخريب والارهاب. فهمت؟
الله يرحمه كان وطني من الدرجة الاولي ومستحيل يساوم على وطنه