العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ

«القلاليف» يتنفسون الصعداء... أرض من «البلديات» ومركز لصناعة السفن

عامل يباشر الأعمال الإنشائية لهيكل إحدى السفن قيد الإنشاء
عامل يباشر الأعمال الإنشائية لهيكل إحدى السفن قيد الإنشاء

بعد نداءات مستمرة، تنفس قلاليف المحرق والنعيم، الصعداء، بعد ظفرهم بوعود بلدية تقضي بتخصيص أرض دائمة لهم لمزاولة حرفتهم المهددة بالاندثار.

بدوره، كشف عضو بلدي المحرق غازي المرباطي، لـ «الوسط»، عن مقترح لوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، مؤداه تخصيص أرض بحرية مساحتها 4 آلاف متر مربع، تمهيدا لدفنها وتحويلها لمركز لصناعة السفن التراثية.

«الوسط» تواجدت في فرضة القلاليف في المحرق، لتعاين ما تبقى من قلاليف وهم يزاولون حرفتهم وسط طقس لاهب، بانتظار دفن الأرض الموعودة والتي تقع خلف موقعهم الحالي مباشرة، مصحوبا ذلك بإشادة القلاليف بالخطوة وتشديدهم على الحاجة لخطوات أخرى قادمة، تتحول بموجبها الوعود لأفعال.

ويقول المرباطي إن المجالس البلدية المتعاقبة في محافظة المحرق، كانت تواصل حمل راية المطالبة بتخصيص موقع للقلافة، وصولا للمجلس الحالي الذي استمر في المتابعة حتى جاء مقترح من وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني الخاص بتحديد الموقع الملاصق للموقع الحالي.

وأضاف «على الموقع الجديد سيتم إنشاء المركز الأول من نوعه على مستوى مملكة البحرين، ليتم تشغيله تحت إشراف الحكومة، وهو الأمر الذي سيمثل حلا جذريا لمسألة الافتقاد للموقع لصناعة السفن». وتابع «مؤخرا، رفعنا في المجلس البلدي طلبا للمضي قدما في ردم الموقع البحري المخصص لإنشاء المركز، فجاء الرد من الوزارة قبل أسبوع، بالعزم على مواصلة العمل على المشروع وما يستلزم من إجراءات، وهم حاليا بصدد طلب الميزانية الخاصة به للبدء في مرحلة التنفيذ، وهو ما نتوقع له أن يتم في العام 2017».

من جانبه، تحدث القلاف محمود أحمد، وهو يشير بيده ناحية البحر، ليقول: «هذه هي حدود الأرض الموعودة، وهي ترتسم على شكل مربع»، مؤكدا استبشار القلاليف بالوعد الذي قدم لهم من قبل مجلس بلدي المحرق، قبيل شهر رمضان الفائت.

ومنذ الوعد الشفهي، ظل ملف تخصيص أرض لحرفة القلافة، بانتظار الخطوة الثانية، في ظل مطالبة القلاليف باجتماع مباشر مع الجهات البلدية لاستيضاح الموضوع، وللدفع باتجاه التنفيذ.

وبجانب تخصيص الأرض، يؤكد القلاليف البحرينيون، على الحاجة لتسهيلات الحصول على تأشيرات استقدام العمال، بالإضافة للدعم المالي واللوجستي ممثلا في فتح المجال لتدريب الأجيال الشابة؛ منعا لانقراض الحرفة.

وتحت ظلال السفن الخشبية العملاقة (البوانيش)، كان الحديث مع القلاف عبدالله المحرقي، والذي تطرق للجهود الإيجابية لكل من رئيس مجلس بلدي المحرق محمد آل سنان والعضو البلدي غازي المرباطي، واستدرك «كانت الوعود شفهية، ونحن نؤكد على ضرورة اللقاء المباشر مع القلاليف، لتحديد الموعد الزمني للبدء في تأهيل الموقع بما يؤدي لمنح القلاليف الفرصة لمزاولة حرفتهم والتوسع فيها واستعادة فترة الازدهار».

ووجه نداءه للجهات المعنية بالتراث، تتصدرها هيئة البحرين للثقافة والآثار، مشددا على الحاجة للاهتمام بالحرف التراثية القديمة، تماما كما تفعل بقية دول مجلس التعاون، منتقدا استمرار عملهم في موقع مؤقت ومحدود المساحة، وأضاف «بتنا لا نجد مكانا للخشب، إلا بتكديسه على بعضه بعضا».

وفي وقت سابق، أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، على سعي الهيئة لإدراج حرفة القلافة ضمن مشروع طريق اللؤلؤ، وهي الحرفة التي يعتبرها القلاليف «جزءا لا يتجزأ من حكاية اللؤلؤ في البحرين».

«الوسط» تعاين فرضة القلاليف في المحرق - تصوير عقيل الفردان
«الوسط» تعاين فرضة القلاليف في المحرق - تصوير عقيل الفردان

العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً