العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ

الغريفي: الكلمةُ الخيِّرةُ تخفِّف من عناءاتِ هذا الشَّعب

السيدعبدالله الغريفي
السيدعبدالله الغريفي

حذر عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، في خطبته بجامع الصادق بالقفول، مساء الخميس (28 يوليو/ تموز 2016)، من الانزلاق نحو المجهول، وقال: «إنَّ مجرَّد الخشية من هذا الانزلاقِ هو مُعطًى خطيرٌ، ينتجُ رُعباً، وقلقاً، وهواجسَ، يقتلُ الإحساسَ بالأمنِ والاستقرارِ، يُربكُ الأوضاعَ الاجتماعيَّةِ، والسِّياسيَّةِ، والاقتصاديَّةِ. فمَنْ المستفيد مِن هذا؟ إنَّه ليس في صالحِ الحاكم، ولا في صالحِ المحكوم... وليس في صالحِ أيِّ مكوِّنٍ من مكوِّناتِ هذا الشَّعب. وأمَّا إذا حَدَث الانزلاقُ نحو المجهولِ في أسوءِ محتملاتِهِ، فتلك الكارثةُ كلُّ الكارثةِ على هذا الوطن، وعلى هذا الشَّعب، وعلى كلِّ أوضاع هذا البلد».

وتساءل: «أَمَا يتَّسعُ الرُّشدُ، والحكمةُ، والمحبَّةُ، والتَّسامحُ، والإنصافُ؛ لاحتضانِ الأزماتِ، والاحتقاناتِ، والتَّوتُّراتِ، والاختلافات؟ أمَا تتَّسعُ الكلمةُ الخيِّرةُ؛ لكي تخفِّف من عناءاتِ هذا الشَّعب، بدلاً مِن الشَّحنِ في إنتاج الكراهيةِ، والطَّائفيَّةِ، والفتنةِ، والعَداواتِ، والانقساماتِ، والخلافاتِ، والصِّراعات؟ ليس انتصاراً للوطنِ أنْ ينكسرَ أيُّ مكوِّنٍ من مكوِّناتِه، أو مذهبٍ من مذاهبهِ، أو طائفةٍ من طوائفِه، وأنْ يعيش الشُّعورَ بالغُبن، بالحرمانِ، بالإقصاءِ، بالإلغاءِ. الانتصارُ أنْ يكون الوطنُ بكلِّ مكوِّناتِهِ قوياً، عزيزاً، راضياً، مطمئناً. الانتصارُ أنْ يعيش كلُّ إنسانٍ على أرضِ هذا الوطن الأمنَ، والأمانَ، والرَّاحةَ، والاستقرار».

وفيما يتعلق بالشيخ عيسى أحمد قاسم، تساءل الغريفي: «أليس صدمةً قاسيةً أنَّ هذا الرَّمزَ الوطنيَّ ... الذَّي تأصَّلَ كلَّ التَّأصُّل في هذه الأرض، وترسَّخ كلَّ التَّرسُّخ وإذا به بين عشيةٍ وضحاها لا يحمل هُويَّة الانتماء إلى هذا الوطن؟»، متمنياً أنْ «تكون المناصحةُ، والمصارحةُ بعيداً عن المجاهرةِ والمشاهرةِ لو توفَّر السَّبيلُ إلى ذلك، فهو أوقع، وأكثر تأثيراً، وهذا ما دعانا أنْ نلحَّ على لغةِ الحوار والتَّفاهم، ولكن حينما تعطَّلتْ هذه اللُّغة، فلا خيار إلَّا أنْ نتحدَّث بصوتٍ مسموع، مع الحرص كلِّ الحرص على نظافةِ الخطاب، وصدقِهِ، ورشدِهِ، وحكمتِهِ...».

وأضاف «إنَّه صدمة ثقيلة أنْ تُجرَّم فريضة دينيَّة، كما هي فريضة الخمس، أو أنْ يُجرَّم عالم دين يتصدَّى لتسلُّم هذه الأموال الدِّينيَّة، وصرفها في مواردها المحدَّدة شرعاً. لا نرفض أيَّ قانون يلاحق المالَ الملوَّث، والمال القَذِر، والمال المشبوه. وهل مآسي العصر، وجرائمُهُ، وموبقاتُهُ، وهل ما يتحرَّك من تطرُّفٍ، وعنفٍ، وإرهاب، وهل معتركاتُ الفتنِ، والخلافات، والصِّراعات إلَّا بفعل الأموالِ الملوَّثةِ، والقَذِرةِ، والمشبوهةِ؟! فلا يعتَرض عاقلٌ، وصاحبُ ضمير ودِين على أيِّ ملاحقةٍ ومراقبةٍ لحركة هذه الأموال التي أصبحت خطراً مُرعِباً يُهدِّدُ أمنَ الأوطانِ، وسلامةَ البلدانِ، وحياةَ الإنسانِ. أمَّا أنْ تجرَّم، وتأثم فريضةٌ دينيَّةٌ، كما هي فريضة الخمس، فهذا ما لا يقبلُهُ دينٌ، وعقلٌ، وضمير».

العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:16 ص

      ليس من المصلحة التنكيل بطائفة عريقة وأصيلة في هذا البلد

    • زائر 1 | 12:40 ص

      متى يكون العقل موجد عندما تعرف بان ليس لك بديل عن وطنك ولا مثل اهر لن تكون لك ام بديل .. ستعرف معنى الكلام .

اقرأ ايضاً