العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ

مقترح أممي بالإشراف على ممرَّات حلب...والمعارضة تمنع المدنيين من المغادرة

قوات من الجيش السوري في أحد أحياء حلب - AFP
قوات من الجيش السوري في أحد أحياء حلب - AFP

عرضت الأمم المتحدة أمس الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) الإشراف على «الممرَّات الإنسانية» التي أقامها النظام السوري إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب للسماح لنحو 250 ألف مدني بالخروج منها.

وقال الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف «نرحب بأي مبادرة تهدف إلى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات... وخصوصاً في سورية... ونؤيد مبدئياً وعملياً الممرَّات الإنسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين».

وتمكن عدد ضئيل فقط من سكان مدينة حلب من الخروج من الأحياء الشرقية قبل أن تمنع الفصائل المعارضة المدنيين من الوصول إلى الممرَّات الإنسانية التي أقامها النظام، بحسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في سياق آخر، أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» 24 مدنياً على الأقل، على إثر اقتحامه أمس الأول قرية البوير التي كانت تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» قرب مدينة منبج في محافظة حلب في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.


فصائل المعارضة تمنع المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية

الأمم المتحدة تعرض الإشراف على «الممرات الإنسانية» في حلب

عواصم - أ ف ب، رويترز

عرضت الأمم المتحدة أمس الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) الإشراف على «الممرات الانسانية»، التي اقامها النظام السوري إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب (شمال)؛ للسماح لنحو 250 ألف مدني من الخروج منها.

وقال الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «نرحب بأي مبادرة تهدف إلى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات... وخصوصاً في سورية... ونؤيد مبدئياً وعملياً الممرات الانسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين».

وفتحت قوات النظام السوري أمس الأول (الخميس) 4 معابر انسانية؛ للسماح للمدنيين والمقاتلين بالخروج من الاحياء الشرقية من مدينة حلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات النظام. وقال دي ميسورا: «نقترح ان تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرتها. الامم المتحدة وشركاؤها الانسانيون يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة».

وكرر الموفد الخاص الدولي طلباً قدمه رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين أمس الأول في نيويورك، داعياً إلى «هدنات انسانية من 48 ساعة لإتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة» في حلب.

واكد اوبراين «يجب ألا يجبر أحد على الفرار، عبر طريق محددة أو إلى وجهة معينة».

وجاء فتح هذه المعابر بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في المدينة. وأوضح وزير الدفاع الروسي ان رابع هذه الممرات سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح «بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن»، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق سوى «بضمان أمن سكان حلب».

إلى ذلك رأت فرنسا أمس أن «الممرات الانسانية» لا تقدم «حلا مجديا» للوضع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال: إن «القانون الدولي الانساني يفرض ايصال المساعدة بصورة عاجلة» إلى السكان المحاصرين. وأضاف أنه «في هذا الوضع، لا تقدم فرضية اقامة (ممرات إنسانية) تتضمن الطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، حلا مجديا للوضع».

وتابع انه «يجب ان يكون بوسع سكان حلب البقاء في منازلهم بأمان والحصول على كل المساعدة التي يحتاجون اليها، هذه هي الاولوية».

من جانبه، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من «كارثة إنسانية مفزعة» في حلب. وقال أمس في برلين: «مئات الآلاف من المواطنين في حلب انقطعت عنهم كل أنواع الإمداد. الوضع الإنساني كارثي».

وأضاف شتاينماير: «من يتسبب مثل النظام السوري في الأزمة عبر القصف الشامل، ويقدم في الوقت نفسه طرق فرار غير آمنة، فإنه يلعب لعبة ساخرة، ويضع المواطنين أمام خيار عديم الرحمة، ويغلق الباب أمام أي فرصة لاستئناف مفاوضات جنيف».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جانبه إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

وقال كيري ردا على سؤال لأحد الصحافيين: «إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماما». وأضاف «من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر اليوم والوصول إلى تفهم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق بشأن سبل المضي قدماً، فإن ذلك يمكن أن يفتح فعليا بعض الاحتمالات».

وتمكن عدد ضئيل فقط من سكان مدينة حلب من الخروج من الاحياء الشرقية، قبل ان تمنع الفصائل المعارضة المدنيين من الوصول الى الممرات الانسانية التي اقامها النظام، بحسب ما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»، انه منذ إعلان روسيا حليفة نظام الرئيس السوري بشار الاسد اقامة هذه الممرات «تمكن نحو 12 شخصاً من الخروج عبر معبر بستان القصر، قبل ان تشدد الفصائل المقاتلة إجراءاتها الامنية وتمنع الاهالي من الاقتراب من المعابر».

واوضح المرصد ان «المعابر عمليا مقفلة من ناحية الفصائل، لكنها مفتوحة من الجانب الآخر؛ اي في مناطق سيطرة قوات النظام». وعلى رغم من هذه البادرة التي أعلن عنها على انها انسانية، واصلت القوات الروسية والسورية فجر أمس قصفها الأحياء الشرقية في حلب. وقال المرصد: «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الانسانية الايحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الاخر في قصفهم في الاحياء الشرقية».

في سياق آخر، أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» 24 مدنياً على الأقل، على إثر اقتحامه أمس الأول قرية البوير التي كانت تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» قرب مدينة منبج في محافظة حلب في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد أمس إن التنظيم أعدم «24 مدنياً على الاقل... على إثر اقتحامه قرية البوير الخميس، وخوضه اشتباكات ضد قوات سورية الديمقراطية التي انسحبت من البلدة» الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب مدينة منبج.

العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:48 ص

      أمريكا وفرنسا (ومن معهم) \"كناقل التمر إلى هجر\" يتهمون غيرهم بقتل المدنيين وبالأمس فقط سقط ٤٥ شهيد في منبج قتلتهم الطائرات الأمريكية و ٢٤ شهيد بسكاكين داعش، إذن هم لا يحاربون داعش بال يقتلون الأبرياء ودميتهم داعش تنسحب والدمية الأخرى مليشيات \"سوريا الديمقراطية\" تسيطر، المسرحية مكشوفة ومن لا يرى فهو أعمى البصر والبصيرة.وكما وعد صاحب الوعد الصادق السيد حسن نصر الله بانتصار محور المقاومة على محور التآمر والعمالة

    • زائر 3 | 2:09 ص

      ههههه حلوة

      من قال لك أن الثورة الحقيقية هي السورية برأيي هي ثورة إرهابيين على دولة العدل والحرية هي ثورة دماء حتما مصيرها النار وبأس القرار. كان كل شي عدهم ليش الثورة مدارس سيارات جديدة وظائف مساجد واوقاف وبيوت إسكان ليش الثورة أصلا

    • زائر 2 | 1:21 ص

      هناك من لا زال يصدق أن نصف مليون سوري قتلوا من أجل أمركيا أو إسرائيل أو دول عربية ... ملايين تشردت و يقولون مؤامرة كونية .... أنا أقول لكم كل ثورات الربيع العربي السلمية التي طبلتم لها لا أشتريها بفلس واحد ... أما الثورة السورية هي الثورة الحقيقية التي تعمدت بالدم ... ثورة حقيقية إن كتب لها الإنتصار فستكون علامة فارقة في تاريخ الأمة.
      هزمت أمريكا، و الآن باقي روسيا ... و من سيهزم روسيا سيهزم اسرائيل.

    • زائر 5 زائر 2 | 6:42 ص

      ثورة حقيفية

      ماظل أفغاني ولا نيبالي ولا مجرم من أقصى الشرق والغرب إلا طب رؤوس اطفال تقطعت قلوب استخرجت وانأكلت وووو قل ما شئت من إجرام وإرهاب. .... و في النهاية تقول ثورة

    • زائر 1 | 12:45 ص

      من قال أن المعارضة تمنعهم؟ 300 ألف مدني أين سيذهبون؟ و من يضمن لهم أن يعودوا ألى منازلهم؟
      يعني بس هذي شغلتكم تشردون في هذا الشعب؟
      الحوثي لما يحتل صنعاء بقوة السلاح .. بارد عسل ... المجتمع الدولي يتفهم و يعطيه الفرصة تلو الفرصة للحل السياسي ... غيره تنزل عليه كل أنواع القنابل الفراغية و الفسورية و العنقودية.

اقرأ ايضاً