الحاج صباح طاهر الغانمي منذ نعومة أظافره عشق البحر وأحبه، تعلم على يد والده المرحوم الحاج طاهر حبيب الغانمي، الذي ورث المهنة وتعلمها من أجداده أباً عن جد.
لاقى ما لاقى من صعابٍ ومشاقٍ، وحرارة شمس عالية في الصيف، وبردٍ قارس في شتاءٍ قاسٍ، منذ سن مبكرة، حينما كان في الخامسة من عمره أو أقل، أخذ الحاج طاهر ولده صباح معه إلى البحر ليتعلم معه مهارة الصيد، وشاب الحاج صباح وشاخ عليها فهي مهنته التي لم يفارقها.
يحكي الحاج صباح عن أيامه الصعبة حين تلاطمت أمواج البحر مراراً و تكراراً بقاربه الصغير وسط البحر إلا أنه مازال يحبها على رغم المواقف التي تعرض لها.
[ ما هي أنواع الصيد التي مارستها؟
- قراقير، حظور، غزل، حداك، شبج، دفار، الغوص.
[ ما هو الفرق بين صيد الماضي والحاضر؟
- كان الصيد في الماضي يعتبر شاقّاً جدّاً من حيث بساطة المعدات، لكنه وفير جدّاً، أما الآن فقد سهلت مهمة الصيد لتوافر المعدات لكن الصيد شح.
[ ما هي أسباب قلة الصيد؟
- من أبرز الأسباب الدفان و الجسر، دفان البحر قضى على "الحوف"، وهي بيوت الأسماك، فأصبحت بيوت الأسماك مليئة بـ "الخمق" وهو الطين الممزوج بالماء.
[ ما هي الأدوات التي تستخدمونها قديماً في الصيد؟
- "عسق"، جريد النخلة لعمل الحظرة، أما الحبل فكان بليف النخيل.
[ ما هو الطُعم الذي تصطادون به السمك؟
- نعتمد على الحشيش والتمر والطحين والفغلول الذي نقوم بتقطيعه و استخدامه كطُعم.
[ متى قمت باستخدام أول محرك قارب؟
- كنت الأول في المنطقة الشمالية بين البحارة الذي يستخدم محرك القارب قبل ما يقارب 35 سنة، و كانت قوته آنذاك ثمانية أحصنة وهي ليست بقوة المتوافرين حاليّاً إلا أنها كانت فوق الممتاز في تلك الفترة، ففي أيام ندرة الرياح كنت (أقّلُص) أسحب بها مجموعة من قوارب الصيادين الذين معي، أربط القوارب مع بعضها بعضاً ليسحب قاربي بقية القوارب؛ لأن بقية قوارب الصيادين سابقاً كانت تعتمد على المجداف والشراع، وهي وسيلة بدائية بسيطة جدّاً، كنت أرجع المحرك إلى البيت يوميّاً معي بعد الانتهاء من رحلة الصيد، خوفاً من سرقته، لأنه لم يكن متوافراً وهو غالي الثمن.
لم تكن هناك وسيلة لنقله إلى المنزل إلا على الكتف، ومشياً على الأقدام، فكان "المحظوظ " من يحصل على وسيلة نقل تنقله إلى منزله، وكانت المسافة من منزلي في بني جمرة وساحل البديع تصل إلى ما بين 1500 و2000 متر.
[ ما هي أنواع الأسماك التي قمت بصيدها؟
- ما شاء الله تزيد على 150 نوعاً، و من أشهرها الصافي، الهامور، الشعري، فسكر، كعند، ميد، قرقفان، جنم، منجوس، حمام، بدح، دويلمي، سبيطي، بياح، شعوم، وحر، مجوَّه، نيسر، بزيمي، ربيب، قيوم، لحلاح، سلو، حواقيل، جفدار.
[ ما هي الجهات الرسمية التي تعاملت معك؟
- الثروة السمكية كانت تسألني عن بعض الأمور.
[ أكبر سمكة قمت باصطيادها، وكم كان طولها؟
- كانت من نوع السيافي وهو نوع من أنواع الجرجور، كان ذلك قبل أكثر من ثلاثين عاماً وكان طولها 60 قدماً "20 متراً".
[ كيف قمت بصيدها، وهي بهذا الحجم؟
- كانت "المايه سقي" أدخلت رأسه داخل الحبال وحينما ركبت للقارب ربطته بشكل أقوى، وأدرت المحرك "قلصته" إلى الشاطئ وسبقني العمال الذين كانوا يعملون بالقرب من الشاطئ في تقطيعه أجزاء؛ لأنه كان يصعب نقله بهذا الطول.
وفي إحدى المرات اصطدت آخر مشابهاً له و ما إن وصلت للشاطئ حتى زَعم أحدهم أنه هو من قام باصطياده فقاموا بتصويره وأعطوه مكافأة.
في الحقيقة الحاج صباح من أصدق الناس ومن أهل الله والكل يعرفه ومافي داعي للتكذيب
مو داخله براسي كيف الماية سقي وادخلت الحبل براس جرجور سيافي طوله 60 قدم دون ان يحرك ساكنا يمكن ميت يعني نبي بالتفصيل
الحاج صباح رجل معروف بسيرته الحسنة واستقامته وأكيد السمكة قاومت بس اذا كان رأسها خارج الماء ومربوطة باحكام ستقاوم ثم تستسلم وتموت
شهادة للتاريخ بصفتي من نفس القرية, الحاج صباح كان معتبرا من البحارة الرسميين مستقلا و يقوم حتى نيابة عن والده بكل المهام للصيد كما اتذكر انا منذ الستينات حين كنا طلابا بالابتدائيه و الكل بالمنطقه يشهد له بذلك.
أطال الله بعمرك يا حجي صباح و اولادك ذوي الاخلاق الجميله ما يدلل حسن تربيتك لهم و اهتمامك بهم.
الله يعطيك العافيه حجي صباح