فيما وصل عدد الحالات التي راجعت المستشفيات النفسية بسبب أمراض متعلقة بالاضطرابات الوجدانية المزاجية والكرب في السعودية عام 1435 إلى 265351 حالة، أوضحت دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي أن 350 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب، وأن التكلفة العالمية المتوقع صرفها على علاجه خلال العشرين عاما المقبلة 5.4 تريليونات دولار (أي ما يعادل 20 تريليون ريال تقريبا) ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الجمعة (29 يوليو / تموز 2016).
العلاج السلوكي المعرفي
ذكر تقرير نشر في مجلة Time الأميركية، أن "التعامل مع الاكتئاب يتم بالعلاج السلوكي المعرفي، ويتم من خلاله تعليم المرضى كيف يعيدون صياغة تفكيرهم، ويتحدون التوقعات السلبية في حياتهم، وهو ما يساعد في تقليل الأعراض"، مشيرا إلى أن تقليل الأعراض يعتمد بشكل كبير على مهارات الأخصائي النفسي بالدرجة الأولى، وقد تكون تكلفته باهظة.
علاج بديل
أوضح التقرير أن "دراسة بريطانية أكدت أن هناك خيارا علاجيا آخر لمرض الاكتئاب يعرف بـ"التنشيط السلوكي"، ويتم من خلاله تحديد المواقف والأفكار المحفزة للحوادث الاكتئابية، مع تعلم كيفية تجنبها، كونها هي عادة ما تكون السبب في زيادة أعراض الاكتئاب".
ممارسة الأنشطة
أجرى إدواردز وفريق من الباحثين من كلية كينجز لندن وأماكن أخرى دراسة على 330 فردا تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق، يعانون من الاضطراب الاكتئابي الحاد، حيث تم تخصيص "العلاج السلوكي المعرفي" لـ221 شخصا في 20 جلسة، يقوم بالإشراف عليها معالجون نفسيون لفترة 16 أسبوعا. أما 219 المُتبقون، فتم تخصيص نفس عدد الجلسات باستخدام "علاج التنشيط السلوكي" خلال نفس الفترة.
واشتملت الأنشطة الخارجية التي قام بها المرضى الذين تلقوا علاج التنشيط السلوكي، على أنواع كثيرة بناء على طبيعة المرضى أنفسهم، ففي بعض الحالات كانت ممارسة الرياضة، أو القيام بعمل تطوعي، أو الخروج مع الأصدقاء.
آثار التغيير
خضع الأفراد الذين تم تشخيصهم للعلاج، في الشهر السادس والثاني عشر والثامن عشر لتقييم أولي بعد انتهاء العلاج، وكشفت الدراسة عن نتائج إيجابية، حيث ذكر ثلثا المرضى أنهم لاحظوا انخفاضا في نسبة الأعراض الاكتئابية بنسبة 50% فأعلى.
وخلص التقرير، إلى أن "مثل هذه النتائج، تؤكد أن علاج "التنشيط السلوكي" كان فعّالاً بنفس درجة العلاج "المعرفي السلوكي"، مشيرا إلى أن الطريقتين نجحتا، كونهما تعتمدان على حضور الجلسات، واتباع تعليمات العلاج، والتعاون مع الأخصائيين النفسيين.