في 1980، تم الاعتراف من قبل الجمعية الأميركية للطب النفسي والإحصائي للاضطرابات العقلية، باضطرابات ما بعد الصدمة التي يتم تشخيصها بشكل صحيح من خلال أطباء ومتخصصين نفسيين.
ومن المسلم به، فإن اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يؤثر على ناجين من كوارث، حروب، الهجمات الإرهابية، والكوارث الطبيعية والحوادث الخطيرة، والاعتداء أو سوء المعاملة، أو خسائر عاطفية أو حتى مفاجئة وكبيرة، وأزمات سياسية.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإنه يصاب باضطرابات الصدمة حوالي 6 من كل 10 (أو 60 في المئة) من الرجال، و5 من كل 10 (أو 50 في المئة) من النساء، يعانون من صدمة واحدة على الأقل في حياتهم. ومن أكثر الإصابات احتمالاً هو التعرض لاعتداء الجنسي أو الاعتداء الجنسي على الأطفال والنساء، بينما أكثر الأسباب التي يصاب بها الرجال أكثر عرضة هي الحروب، الاعتداء الجسدي، كوارث، أو مشاهدات موت أو الإصابة بأي حادث.
ويرتبط اضطراب ما بعد الصدمة مع تغييرات في وظيفة الدماغ وبنية وتوفر هذه التغييرات، من خلال أدلة إلى أصول والعلاج والوقاية من اضطرابات ما بعد الصدمة. قد تتأخر بعض الحالات، مع أعراض فقط خفية تظهر في البداية، وأعراض أكثر شدة أشهر ناشئة بعد الحدث الصادم.
يعتبر مفهوم «الإسعاف النفسي» اضطراب ما بعد الصدمة، ولابد أن يكون هناك مهارات تساعد المصابين بها من خلال دعم نفسي أو اجتماعي لتفادي تأثير هذه الأزمة على حالتهم النفسية والصحية.
فعندما تكون هناك اضطرابات نفسية نتجت عن صدمات أو حوادث أو أزمات، سواء كانت عن كوارث أو صراعات، فلابد أن يكون هناك إسعاف نفسي لهذه الصدمات قبل أن تصل لمرحلة الوفاة، بسبب فقدان المصابين للرعاية الصحية.
فهناك كثير من الحالات المصابة بصدمات نفسية تحتاج إلى رعاية نفسية عن طريق الإسعاف النفسي،
أخصائية علاج نفسي إكلينيكي فاطمة النزر قالت، إن هناك كثيراً من الناس يعانون من الصدمات النفسية بأسباب عدة، معرضون لاضطراب ما بعد الصدمة، ولأمراض قد تصل لتهديد حياة المصاب، وكان لنا هذا اللقاء:
متى يبدأ اضطراب ما بعد الصدمة؟
- قد يبدأ بعد أي حادثة مروعة، ويقصد بالحادث المروع: هو عندما يشعر الشخص بأنه في خطر أو حياته مهددة بالخطر، أو نشاهد آخرين يموتون، أو مصابين، فعلى سبيل المثال: حوادث الطرق، الحروب، الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو السرقة، أسرى الحروب، الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية.
ومن خلال التشخيص يتبين أنه قد تسبب الاضطرابات تهديد الحياة، عندما يتسبب في أحد أفراد الأسرة، أو من الأصدقاء المقربين.
وتشخيصاً، فإن أعراض الاضطراب يمكن أن تبدأ بعد أسابيع، أو حتى شهور من الحادثة، وعادة ما تظهر في غضون 6 أشهر من ذلك الحدث.
لماذا تسبب الأحداث المروعة الاضطراب؟
- لأن هذه الحوادث تجعل الشخص قريباً من الموت ونحن بشر أكثر ما يؤرقنا هي فكرة الموت أو الفقدان.
الإسعاف النفسي بعد الصدمة
ما هو الإسعاف النفسي بعد الصدمة؟
- لكي نتعرف على مفهوم الإسعاف النفسي يجب أن نعرف بداية ما هو مفهوم الصدمة، أو اضطراب ما بعد الصدمة Post Traumatic Stress Disorder «PTSD»، وهو حين يتعرض شخص ما لحدث مفاجئ أو لتجربة مخيفة، وخارجة عن سيطرتنا.
وتعرف الإسعافات الأولية للصحة النفسية بأنها هي «المساعدة المقدمة للشخص المصاب بمشكلة في الصحة النفسية أو الذي يعاني من أزمة في الصحة النفسية. ويتم توفير الإسعافات الأولية حتى يتم تلقي العلاج المهني المناسب، أو حتى تحل الأزمة».
وقد توسع مجال التدريب على الإسعافات الأولية لتغطية مشاكل وأزمات الصحة النفسية.
وقد تم تنظيم أول دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية للصحة النفسية في أستراليا من خلال بيتي كيتشنر (Betty Kitchener) وأنتوني غورم (Anthony Jorm) في العام 2001.
وتلقى هذه الدورة التدريبية حتى الآن ما يزيد على 1 في المئة من السكان البالغين في أستراليا، وانتشر هذا النوع من التدريب الآن في عدد من البلدان الأخرى مثل، برمودا، وكمبوديا، وكندا، والصين، وإنجلترا، وفنلندا، وهونغ كونغ، واليابان، ونيبال، ونيوزيلندا، وأيرلندا الشمالية، والبرتغال، والمملكة العربية السعودية، وسريلانكا، وسنغافورة، واسكتلندا، وجنوب إفريقيا، والسويد، والولايات المتحدة، وويلز.
ما هي الأعراض؟
- الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والذنب وأحياناً بالغضب وهناك ثلاثة مؤشرات رئيسية، وهي الشعور بحصول التجربة من جديد والكوابيس «Flashbacks & Nightmares».
ويشعر المصاب بأنه يمر بالتجربة من جديد، وقد يحدث مثل تذكر الحدث خلال النهار أو كوابيس خلال الليل، وقد يحدث بصورة كأن الأحداث تحدث من جديد، كذلك تجنب مواقف وأماكن معينة.
تذكر الحادث من جديد قد يسبب الكثير من الإزعاج؛ فلذلك يحاول الأشخاص المصابون الابتعاد عن ذلك بالقيام بفعاليات كثيرة، أو هوايات، والعمل الكثير، وتجنب أماكن وأشخاص مرتبطين بالحدث، كذلك الشعور باليقظة دائماً. كما لا يستطيع الاسترخاء، مع صعوبة في النوم، والشعور بالقلق.
الأحداث المروعة
هل كل شخص يصاب بالاضطراب بعد تجربة قاسية؟
- بالتأكيد لا، اضطراب آخر يعتمد على طبيعة الشخصية ومناعتها النفسية، كذلك وجود دعم أو مساعدة قريبة منه تساعده على تجاوز هذا المشكلة أو الحدث.
لماذا لا يتم تشخيص هذه الحالة دائماً؟
- شخصياً أعتقد أنه لا يتم تشخيص هذه الحالة بسبب طبيعة مجتمعاتنا العربية، والتي لا تسمح للشخص بالحديث عن مشاعره المزعجة، وإرغامه في الكثير من الأحيان على الاحتفاظ بها داخلياً.
ولأننا في ثقافة تظهر الشخص الذي يتحدث عن مشاعره وأعراضه بأنه شخص ضعيف وغير مستقر، لهذا نجد كمتخصصين أن ذوي الاضطراب غالباً ما يجدون أن من السهل الحديث عن المشاكل الأخرى معه مثل الصداع، ومشاكل النوم، والتهيج، والاكتئاب، أو المشاكل العائلية، أو مشاكل تتعلق بالعمل، ولكنهم لا يتحدثون عن الحدث نفسه، وهذا ما نطلق عليه من جانب آخر أعراض سيكوسوماتية (أي أعراض جسمية أساسها نفسي).
العدد 5074 - الخميس 28 يوليو 2016م الموافق 23 شوال 1437هـ
والله خاطري اجرب واروح لاخصائي نفسي وافضفض همومي
احسن شي .. ادفع له فلوس مقابل يسمعني
الاخصائية فاطمة ماشاء الله عليها شاطره .. ،، . الى الامام