غزت شواطئ البحر الأبيض المتوسّط قادمة من البحر الأحمر منذ حوالي 4 سنوات. إنها "سمكة الأسد"، أغرب أنواع الأسماك وأكثرها جدليّة في الشكل والمواصفات والقدرات، صارت الشغل الشاغل لمرتادي المنتجعات السياحية الساحلية.
حصل ذلك بعد التحذيرات المتتالية التي نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي من خطورة هذا النوع من الأسماك السامة الذي قد يودي بحياة من يُقدم على لمسها في حال تعمّدت لدغه بإبرها السامة التي تغلّف اجزاء متفرّقة من جسمها. فهل في تلك الأقاويل من مبالغة؟ وكيف يمكن لسمكةٍ سامة كهذه ان تعتبر من اشهى أنواع الأسماك التي يمكن للانسان ان يتناولها وأطيبها مذاقاً على الإطلاق؟
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية أن حقائق عديدة على اللبنانيين معرفتها عن سمكة الأسد لتبديد الهواجس واتخاذ الاجراءات الوقائية الضرورية. أولاً انها سمكة سامة وخطيرة على الأطفال، او في حال كان الفرد الذي تعرّض للدغتها يعاني من مشاكل صحيّة. وهي في هذه الحالة قد تؤدي الى شلل اعضاء جسم المصاب وبالتالي الوفاة في حال أتت الاصابة محكمة ومباشرة في الجسم، ونتجت عن سمكة كبيرة الحجم. لكن تأثير التعرّض للدغتها يختلف باختلاف عمر المصاب الذي قد لا يعاني من مضاعفات خطيرة في حال كان راشداً ويتمتّع بصحّة جيّدة ولم تكن الاصابة محكمة ومباشرة. لكنه سيدخل حتماً الى المستشفى ويعاني من ارتفاعٍ في حرارة الجسم والتهابات. هذا ما تؤكّده الغطّاسة مها الحاج، أولى الغطاسات اللبنانيات اللواتي عاصرن البحر 5 عقود زمنيّة. لكنها تؤكّد انه لا داعي لخوف السباحين وهلعهم من المسألة، لأن السمكة المذكورة تعيش على عمق 50 متراً تحت المياه، وبالتالي يبقى الصيادون والغطاسون الأكثر عرضةً لمخاطرها.