تحتفل منظمة الصحة العالمية اليوم 28 يوليو/تموز من كل عام، باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الكبدي الفيروسي. وفي هذا العام، أعلنت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط يشهد نحو 400 ألف إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد C "سي" سنويًّا، الذي يُعَد أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الكبد.
وإدراكاً من منظمة الصحة العالمية للعبء الهائل الناجم عن التهاب الكبد الفيروسي، اعتمدت جمعية الصحة العالمية في عام 2010 إلى اتباع نهج شامل للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ومكافحته.
وكشفت عن أن إجمالي عدد المتعايشين مع التهاب الكبد C في الشرق الأوسط حوالي 16 مليون شخص، وأن أشد المناطق تضررًا من المرض هي أفريقيا ووسط آسيا وشرقها، وفقًا لبيانات المنظمة.
وبمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "اعرفوا التهاب الكبد- افعلوا شيئًا الآن"، دعت المنظمة إلى التوعية بالتهاب الكبد الوبائي، الذي يصيب نحو 400 مليون شخص على مستوى العالم، 95 في المئة من هؤلاء لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى، وفق ما صرح به رئيس فريق برنامج التهاب الكبد الوبائي العالمي ستيفان ويكتور.
يقول ويكتور: "إن التهاب الكبد الوبائي هو أحد الأسباب التي لا تلفت انتباه الأشخاص بحق. إنه مرض صامت، وقد لا يكون لدى المصاب أي أعراض لعقود. فربما يكون الشخص قد أصيب بالتهاب الكبد الوبائي B وهو طفل رضيع، أو ربما عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن عندما كان في سن السادسة عشرة من عمره على سبيل المثال، ولكن المرض لا يتطور ليصبح تليفًا في الكبد إلا عندما يكون المرء في الأربعين أو الخمسين أو الستين من العمر، وخلال هذا الوقت لا تكون لديه أي فكرة عن إصابته".
تجاهل دولي
وفي مقال له نشره الموقع الرسمي للمنظمة، أفاد ويكتور أنه رغم انتشار فيروسات التهاب الكبد الوبائي بمعدلات مرتفعة عالميًّا، إلا أن المنظمات الدولية المعنية بالصحة لا تضخ المزيد من التمويل لحملات توعية بالمرض مماثلة لحملات أمراض أخرى كالإيدز، مثلًا، وتساءل: لماذا لا يوجد اهتمام دولي من قِبل هذه المؤسسات بالمرض، الذي وصفه بأنه أحد الأمراض التي تمثل كلفة عالية للدولة المنتشر بها.
بدورها، قالت مسئول فني قسم الإيدز والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيًّا بالمنظمة جمانة هرمز، قالت: "إنه على الرغم من أن المرض يشكل عبئًا كبيرًا على المجتمعات في شتى المناطق في العالم، لكنه ومع الأسف قوبل بالتجاهل إلى حد كبير حتى وقت قريب".
وأوضحت أن وسائل تشخيص وعلاج المرض ما زالت مكلفة، وقد تتخطى إمكانيات الدول النامية، خاصة تلك التي تعاني عبئًا كبيرًا فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي B وC. وأضافت: لكن مع الالتزام الدولي بأهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، والتي تدعو إلى مكافحة المرض، نأمل أن تتحرك الموارد الوطنية والدولية لمكافحته".
استراتيجية عالمية
من جانبها، كشفت جمانة هرمز عن أن منظمة الصحة العالمية - بالتشاور مع دولها الأعضاء وشركائها- طوّرت أول استراتيجية عالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي (2016– 2021) تتناول فيه فيروسات التهاب الكبد الخمسة، وهي A وB وC وD وE، مع التركيز على B وC نظرًا للعبء الذي يشكلانه على الصحة العامة.
تشرح هرمز ماهية الاستراتيجية، حيث تقول: "تحدد الاستراتيجية طرق الاستجابة لالتهاب الكبد الفيروسي حتى العام 2030، ضمن رؤية لعالم يتوقف فيه انتقال الفيروس، ويتمتع فيه جميع الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد الفيروسي برعاية وعلاج مأمونين وفعالين ومنخفضي التكلفة".
وشددت على أن ذلك يأتي بالإضافة إلى الدعم المقدم للدول في اتباع استراتيجيات من شأنها تخفيض تكلفة العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر، لا سيما تلك المتعلقة بمعالجة التهاب الكبد C، والذي يمثل محور الحملة الإقليمية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي لعام 2016.
ويشير مصطلح "الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر"، إلى الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي تتمتع بآثار جانبية أقل، وبوسعها أن تشفي أكثر من 95 في المئة من الحالات باستكمال مقرَّر علاجي لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 أسبوعًا فقط.
وسائل الوقاية
وعن وسائل الوقاية من المرض، قالت هرمز "في جميع دول إقليم شرق المتوسط كما في سائر العالم هناك تدابير لتأمين سلامة الدم، تتضمن خلوه من فيروسات التهاب الكبد B و C، والتعقيم والاستخدام الآمن للمعدات الطبية، وتلقيح الأطفال ضد التهاب الكبد الفيروسي B عند الولادة".
وأضافت: لكن هذه التدابير تبقى غير كافية؛ إذ إن الخدمات الصحية مستمرة في نقل العدوى بفيروس التهاب الكبد C، على سبيل المثال، وهي تشكل وحدها 75– 80 في المئة من معدلات العدوى الجديدة في إقليم شرق المتوسط. وشددت على أن هذه النسبة تدعو إلى المزيد من الجهود لتأمين سلامة الخدمات الصحية.
لقاح فعال
وأكدت هرمز "أنه يتوفر الآن لقاح فعال ضد التهاب الكبد B، ويتم حاليًّا استخدامه بشكل شبه معمم لدى الأطفال عند الولادة في معظم دول الإقليم، إلا أنه يقل استخدام اللقاح لإعطاء الجرعتين الملحقتين لتأمين الحماية الكاملة لهؤلاء الأطفال، كما يقل أكثر استخدامه للكبار من الأشخاص الأكثر عرضة، كالعاملين في مجال الصحة، والمساجين، وعاملات الجنس، والرجال ذوي العلاقات الجنسية مع الرجال، وغيرهم".