قطع المسبار الأوروبي "روزيتا" الاتصال نهائيا اليوم الاربعاء (27 يوليو / تموز 2016) بالروبوت الصغير "فيلاي" المتواجد على مذنب تشوري، للاقتصاد في قوته والتركيز على مهماته العلمية خلال الشهرين المتبقيين له.
وقال أندرياس شويتز الناطق باسم وكالة الفضاء الألمانية (دي ال آر) لوكالة فرانس برس "قطع الاتصال بفيلاي اليوم"، مضيفا "إنها نهاية مهمة مذهلة كللت بالنجاح".
وكتب على حساب "فيلاي" عبر خدمة "تويتر" مساء الثلثاء "حان الوقت لنقول وداعا".
وأوضح فيليب غودون من وكالة الفضاء الفرنسية في تولوز لوكالة فرانس برس "لقد أوقفنا الاربعاء الهوائي في روزيتا القادر على تلقي رسائل فيلاي. كنا نحافظ على الاتصال بشكل رمزي".
ويبتعد مسبار "روزيتا" الذي يرافق المذنب تشوري، شيئا فشيئا عن الشمس. وهو بات على مسافة 520 مليون كيلومتر منها وعلى بعد 590 مليون كيلومتر من الارض. ولم تعد الواحة الشمسية تتلقى ضوءاً كافياً.
وتخسر المركبة يوميا حوالي 4 وات على ما اوضحت الوكالة على مدونتها.
لذا لا بد من ادخار الطاقة ليستمر المسبار في تشغيل أدواته العلمية العشر حتى نهاية مهمته المقررة في 30 ايلول/سبتمبر، على ما شرح غودون.
والهدف من مهمة "روزيتا" التي أطلقت قبل أكثر من عشرين عاما هو فهم تطور النظام الشمسي منذ بداياته اذ تعتبر المذنبات بقايا لهذه المادة البدائية.
وبعد عشر سنوات من السفر على متن "روزيتا"، حقق "فيلاي" في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2014، إنجازا تاريخيا مع هبوطه على نواة المذنب تشوري. الا انه استقر في الظل.
وعمل الروبوت المزود بعشر أدوات طوال 60 ساعة قبل أن تنفد طاقته. وهو أصدر بضع إشارات في حزيران/يونيو 2015 لكن الاتصال مقطوع معه فعليا منذ التاسع من تموز/يوليو من السنة نفسها.
وفي شباط/فبراير، قرر الطاقم المشرف على هذا المشروع التوقف عن إرسال توجيهات له لكنه بقي متنبها لكل ما يمكن أن يصدر عنه.
بطاقات بريدية
وقد اتخذ باتريك مارتن المسؤول عن مهمة "روزيتا" في وكالة الفضاء الاوروبية قرار وقف عملية المراقبة هذه على ما اوضحت الوكالة على مدونتها.
وقال غودون "نتخلى بذلك عن اي امل بالحصول على اي شيء من فيلاي".
واوضح مارك ماكوفران المسؤول العلمي في الوكالة الاوروبية "لم يكن لدينا اي خيار اخر".
لكن يبدو ان الروبوت يواجه صعوبة في قطع العلاقة مع الارض حيث يتابعه 447 ألف حساب عبر خدمة "تويتر". فقد وجه نداء جاء فيه "انا بعيد عن الارض والشمس! اود ان احتفظ بتذكارات لكم معي. من فضلكم أرسلوا بطاقات بريدية".
وامام محبي "فيلاي" حتى الثامن من آب/اغسطس لإرسال صورة لهم يودعون فيها الروبوت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة او عبر البريد الالكتروني.
وأيام "روزيتا" ايضا باتت معدودة.
ففي 30 ايلول/سبتمبر، ستباشر المركبة التي ستكون يومها على بعد حوالي عشرين كيلومترا من تشوري هبوطها البطيء بسرعة 50 سنتمترا في الثانية لتتحطم "بشكل مسيطر عليه" على سطح تشوري. وما ان تلمس سطح المذنب ستنقطع الاتصالات وتتوقف العمليات التي كانت تقوم بها "روزيتا".
الا ان "روزيتا" لن تتوقف عن العمل في اللحظات الاخيرة من عمرها. فهي ستلتقط بالوقت الحقيقي صورا بوضوحية عالية وستقوم بقياسات علمية غير مسبوقة.