الصداقة من العلاقات الإنسانية الراقية التي تنشأ على المحبة والتعاون والحرص من قبل كل طرفة على راحة ومصلحة الطرف الآخر حتى لو كلف ذلك بذل المال والجهد وغيرها من التضحيات.
إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة بمملكة البحرين قدمت مفهوماً جديداً للصداقة فعقدت رابط بين صحة الفرد والمجمعات التجارية في عهد صداقة فريد من نوعه تطوع فيه المجمعات إمكاناتها في تقديم خدمات ومميزات تنعكس بالإيجاب على صحة الفرد.
مقدمات العلاقة بدأت في عام 2010 وبمد يد بيضاء من مجمع السيتي سنتر للصحة، ومن حرارة اللقاء تكونت في العام الماضي صداقات جديدة بين 8 مجمعات والخيارات الصحية.
ولعبت إدارة تعزيز الصحة دوراً بارزاً في التقريب بين الطرفين، وتشجيع التنافس بين المجمعات في التسابق نحو البذل في سبيل الصحة، وفي هذا المجال توجت الإدارة الـ “سيتي سنتر” بلقب المجمع الصديق للصحة. وتأمل اخصائي برامج تعزيز الصحة الأول زهراء صديف أن تحصل المجمعات الـ 8 على ذات اللقب في العام القادم.
وللتعرف أكثر على هذه العلاقة الفريدة من نوعها جرى اللقاء التالي مع الاخصائية صديف:
من أين تولدت فكرة استغلال المجمعات التجارية لتعزيز الصحة؟
جاءت الفكرة من رغبة أهالي العاصمة في توفير مكان ملاءم للممارسة الرياضة لتجنب الأجواء الحارة جداً كصالة مغلقة أو غيرها، وألتقت الرغبة مع برنامج يطبقه مجمع السيتي سنتر وهو برنامج مشي يشرف عليه مدرب محترف.
تواصلنا مع إدارة المجمع التي أبدت استعدادها لفتح المجال أمام الراغبين في ممارسة رياضة المشي داخل المجمع.
متى كان ذلك؟
في عام 2010، وعملنا على تطوير المشروع.
كم هي المدة التي استغرقتها تطبيق الفكرة إلى أرض الواقع؟
طبق المشروع في ذات العام، وبعد حوالي 4 سنوات طورت الإدارة المشروع ووضع 6 معايير ليصبح المجمع التجاري صديقاً للصحة، وأدرج المشروع ضمن برنامج عمل الحكومة 2015- 2018. وفي هذه الفترة خاطبنا حوالي 33 مجمعاً تجارياً، وافقت 8 مجمعات على الإنضمام في المشروع.
ما هي المعايير والأنشطة التي طبقتموها في المجمعات؟
كما أسلفت بدأ المشروع برياضة المشي، عبر فتح أبواب مجمع "سيتي سنتر" قبل ساعة من عمل المحلات فيه لممارسة الرياضة. بعد ذلك وضعنا 5 معايير أخرى وهي مراقبة قانون منع التدخين، توفير خيارات صحية في المطاعم. تعزيز الثقافة الصحية عبر إقامة الفعاليات الصحية، وعرض الملصقات التوعوية الصحية، وكذلك الاهتمام بالبيئة عبر توفير حاويات لإعادة التدوير.
هل التزمت المجمعات الثمانِ بالمعايير الستة؟
هناك تفاوت بالإلتزام بالمعايير ولكن أغلبها حقق نتائج جيدة في هذا السياق.
في السيتي سنتر وفرتم مدربا للمشاركين، فهل وفرتم مدرباً في بقية المجمعات؟
للتوضيح لم نوفر مدرباً بل المجمع هو الذي وفر المدرب. ودورنا الأساسي هو تشجيع المجمعات على ابتكار الفعاليات الصحية ومساعدتهم في ذلك إذا تطلب الأمر.
ونؤكد على ضرورة الابتكار في إطلاق الفعاليات الصحية التي تتناسب مع المجمع مكاناً وإدارة.
هل لديكم إحصائية بعدد المشاركين في الأنشطة الصحية في المجمعات؟
لدينا بعض الأحصاءات المتعلقة ببرنامج "سيتي ووكر" نشرنها سابقاً. ونعمل حالياً على توزيع استبانة على رواد المجمعات الثامنية لاستطلاع آراءهم حول المشروع.
إلى أين يقودكم الطموح في هذا المجال؟
طموحنا يقودنا أن تكون كل المجمعات التجارية في البحرين صديقة للصحة، وإعداد خطة جديدة ومختلفة لتطوير المشروع والتوسع فيه عن طريق زيادة المجمعات الراغبة في الانضمام للمشروع.
هل من كلمة أخيرة؟
نسعى جاهدين في توفير بيئة معززة لأنماط الحياة الصحة في شتى مرافق المملكة وهناك مشروع شبيه في تحويل المدن لصديقة للصحة، وتستعجلنا مدينة المنامة في إطلاق المشروع الذي تعمل وزارة الصحة على إعداده.
وجهدنا كوزارة في هذا المجال قديم إذ سعينا لتوفير مضامير مشي في شتى مناطق البحرين بالتعاون مع باقي الوزارات والمؤسسات الرسمية.
العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ