في العصر الحاضر هناك تهافت كبير وغير مسبوق من الأفراد من النوعين الرجال والنساء للحصول على جسم رشيق وممشوق من خلال اتباع أنظمة غذائية تعمل على زيادة أو نزول أو المحافظة على الوزن كل حسب جسمه. وتبعاً لذلك يقوم هؤلاء الأشخاص باتباع أنظمة غذائية بعضها صحيح وبعضها غير صحيح بتاتا، وهذه الأنظمة أما أن تكون عن طريق الإنترنت أو من الاخصائيين. وللأسف الشديد كلا الطريقتين نوعا ما يشوبهما الخطأ إذا اُستعمِلتا بشكل غير صحيح.

فعلى سبيل المثال الأنظمة الغذائية المتاحة في الإنترنت والتي تكون متوفرة من مصادر غير معتمدة غالبا تكون غير مناسبة للأشخاص لأنها لم تقم على أي أساس علمي وقد ابتدعها بعض الأشخاص فقط للحصول على الشهرة مثل نظام فصيلة الدم ونظام التخلص من السموم ونظام حرق الدهون ونظام العرائس ونظام عارضات الأزياء وغيرها الكثير. هذه الأنظمة أُثبِتَتْ علمياً بأنها غير صحيحة ويمكن أن تؤثر سلبا على الأشخاص مثل اختلال الهرمونات والفشل الكلوي وقصور عمل القلب والاصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم.

النقطة الأخرى وهي الاخصائيين. هناك بعض الاخصائيين المعتمدين والذين يحملون مؤهلات علمية تؤهلهم لأن يخططوا لبرنامج غذائية صحية على أسس علمية واضحة وسليمة. ولكن للأسف هناك موجة جديدة من الاخصائيين والذين أُسميهم (أخصائيو الانستغرام) والذي لا يحملون أي مؤهل علمي جامعي والذين فقط كانت لديهم تجارب في السمنة أو كانوا لاعبي كمال أجسام في السابق وقاموا بقراءة بعض المقالات ومتابعة بعض الاخصائيين و حصلوا أيضا على شهادات احترافية عن طريق المعاهد التي تكون موجودة على الانترنت الغير معتمدة ويقومون بإعداد برنامج غذائي للأفراد عن طريق مواقع تواصل الاجتماعي دون الرجوع للقواعد الأساسية في الفحص الطبي والاكلينيكي. وأايضا للاسف الشديد هناك بعض الاخصائيين والأطباء الذي لديهم قواعدهم الذهبية ونظامهم الذهبي الثابت الذي يطبقونه على كل الأفراد ظنا منهم إنه يناسب الجميع.

في الحقيقة إن هذه التصرفات تعتبر غير سليمة وغير أخلاقية فكل انسان على وجه الأرض يختلف نظامه الغذائي عن الآخر والدليل هي البصمة، فالله سبحانه وتعالى منذ خلق البشرية أوجد لكل انسان بصمته التي تجعله مختلفا عن الآخر وكذلك بالنسبة للأنظمة الغذائية فليس هناك نظام ثابت يناسب الجميع بكل حذافيره. نعم هناك أنظمة عامة ذات خطوط عريضة تناسب الجميع حسب ما تم الاتفاق عليها بين المنظمات العالمية ولكن كأنظمة خاصة لا يمكن لأي نظام أن يناسب شخصين في نفس الوقت. من المحتمل أن النظام يناسب الشخصين لمدة معينة ولكن لا يطول معهم إلا ما ندر.

النصيحة هي عندما تعاني من مشكلة نقصان أو زيادة أو للمحافظة على وزنك، يجب عليك زيارة الاخصائي المعتمد الحاصل على شهادة معتمدة في مجال الصحة والتغذية وأنماط الحياة الصحية والصحة العامة وليس أي شهادة طبية. فعلم التغذية وأنماط الحياة الصحية والصحة العامة يختلف تماما عن علم الطب والرياضة إلا في حالة حصوله على درجة علمية تخصصية أخرى في هذا المجال.

ختاماً فإن الزيادة أو النقصان أو المحافظة على الوزن عملية يجب أن لا تقوم لفترة معينة مؤقتة بل هي عملية تغيير لأنماط الحياة لطول العمر.