بنية اللون مبرقشة .. حوافها المعشوشبة تمتد في دون تشذيب وانتظام .. تفترش مساحات من الجلد تفترسه وقد تتعداه لتصل فروة الرأس والأظافر نزولاً حتى القدمين .. تنتعش صيفاً، تزدهر تنمو فتتكاثر، حتى باتت شبحاً يؤرق ضحاياها الذين لا يملكون من أمرهم سوى الخضوع والتسليم ومسحة مرهم قديم!

فطريات الجلد، كائنات حية طفيلية تقتات بروتين “الكيراتين” في طبقات الجلد الخارجية مُطلقة انزيماتها الهاضمة والتي تتسبب في حدوث الالتهابات كإستجابة مناعية طبيعية يقوم بها الجسم حينما تغزوه أجسام غريبة مثلها.

مؤذية؟! ربما...

مزعجة؟! نعم ..

فهي تثير الحكة إلى جانب احمرار الجلد، جفافه وتشققه، ومع استمرارها قد تُحدث جروح طفيفة دامية لا تستدعي الخوف أو الهلع فهي نادراً ما تصل أنسجة الجلد الحية العميقة.

هل تشكل هذه الطفيليات مصدراً لإنزعاجك؟ هل تعاني تكرارها مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة؟ وهل فشلت محاولاتك في التخلص النهائي منها حين استخدامك لكريمات وقائية تبتاعها من أقرب دار دواء لمنزلك؟

إليك إذن البُشرى السارة التي حملتها نتائج دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة أسيوط المصرية – كلية العلوم وتحديداً قسم علوم النبات، حيث تم اختبار التأثير المثبط لعدد من الزيوت الطيارة المستخلصة من بعض التوابل والبهارات والأعشاب المعروفة ضد 8 سلالات مختلفة من الفطريات الجلدية. اختبر الفريق البحثي زيوت كل من: الزعتر، الدراسين (القرفة)، النعناع الفلفلي، الهيل، القرنفل (المسمار)، الكمون، أوراق الكافور، المرقدوش وإكليل الجبل.

هذا وأظهرت النتائج إن زيوت كلا من الزعتر والدارسين (القرفة) ذات كفاءة عالية جدا حيث إن تركيز مقداره 200 جزء في المليون من هذه الزيوت كان كافياً وفعالاً للقضاء على جميع أنواع الفطريات الجلدية المختبرة، يليهما زيت النعناع ذو الكفاءة الجيدة أيضا والفعال بتركيز مقداره 500 جزء في المليون. وأظهر زيت الهيل كفاءة متوسطة ضد 3 أنواع فقط من أصل 8 أنواع مختبرة من فطريات الجلد. أما زيوت التوابل الأخرى (الكمون، أوراق الكافور، القرنفل (المسمار)، المرقدوش وإكليل الجبل) كانت ذات كفاءة محدودة جدا في مقاومة نمو السلالات الفطرية المختبرة.

عزيزي،،

دواءك في مطبخك .. متاح، طبيعي، بكلفة مادية مناسبة، وكميات وفيرة. فقط امنح نفسك متعة التفنن في البحث عن مكونات الطبيعة وفتش في سلالها عن ثمرات الصحة والنقاهة والشفاء.