العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ

د. شهاب الدين يعيدُ الفك المضطرب لموضعه

اضطرابُ الفك يبرحُ الجسد ألماً

يُحسن د. عمار العكري توجيه وسائط الإعلام، وخصوصا الإلكترونية لبث الوعي الصحي ونشر ثقافة العلاج الوقائي في مجتمعنا. ويطمح لتكاتف جهود المعنيين بالقطاع الصحي العام والخاص وأنواعه المختلفة في التأسيس لجعل الفحوص الدورية سلوك وممارسة عامة. وتمنى أن يدفع مشروع الضمان الصحي بذلك على غرار وثائق التأمين في بعض الدول الغربية التي تُحمّل من لا ينتظم في الفحوص الدورية تكلفة بعض العلاجات التي كان من الممكن الوقاية منها.

وفي ظل حسن إدارته وتعامله مع وسائل الإتصال جمع في لقائه مع الوسط الطبي نخبة من أطباء مركزه للحصول على الأجوبة الشافية والدقيقة التي أجاب عليها كل طبيب بحسب اختصاصه.

«التواصل الإجتماعي» مشجع

ورسمنا في اللقاء عنواناً عاماً يتعلق بمكانة السلوك الوقائي لدى المجتمع فيما يتعلق بصحة الفم والأسنان. ورأى د. عمار أن هناك إقبالاً، ولكنه بشكل فردي ولا يمكن أن نعده ظاهرة أو سلوك عام للأسف. وأرجع ذلك لقلة الثقافة فيما يتعلق بالفحوص ودورها الوقائي في دفع الكثير من الأمراض أو علاجها مبكراً مما يعني تخفيف المعاناة إن وقعت أو في أفضل التقادير صدها، وتوفير الكثير من الأموال التي قد تصرف لعلاجها أيضاً.

وتلفت مشرفة الكادر الطبي في مركز د. عمار العكري للأسنان د. نور العكري إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الحريصين على الخضوع للطب الوقائي للدفعة القوية التي أحدثتها التقنية في إيصال صوت الأطباء لأكبر عدد من الناس بصورة سهلة. واعتبرت ذلك خطوة البداية وهناك حاجة لجهود أكثر.

وأوضحت: «استفدنا كثيراً من حسابات المركز في تطبيقات التواصل الإجتماعي الإنستغرام والسناب شات والفيسبوك. فهناك اقبال كبير على الحسابين نتلقى من خلالهما الكثير من الإستفسارات، ونرد عليها، ونلحظ التعليقات وانتشارها أيضاً. وهذا مريحٌ جداً ويثبت أن ما نعمله في سبيل التثقيف الصحي - وهو جزء من مسؤولية المركز تجاه مرضاه والمجتمع - يحقق نتائج طيبة». وأضافت: «نعمل في الوقت الحالي على تطوير محتوى الموقع الإلكتروني للمركز ليتضمن رسائل تثقفية أكثر وفي قوالب متعددة».

وعاد د. عمار العكري ليشدد على ضرورة تكاتف المجتمع الطبي على الإسراع في إشاعة هذه الثقافة. مشيراً إلى أن مجتمعنا المحلي يهمل ذاته على الصعيد الشخصي ويعتني بأشياء أخرى فالكثير يحرص على صيانة سيارته وفحصها بشكل دوري وفي المقابل لا يكلف نفسه عناء زيارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات أو التحاليل.

اضطراب الفك يؤلم الرقبة

وتوقف د. عمار العكري عند اضطرابات المفصل الفكي الصدغي TMJ، وقال: «هذه الاضطرابات شائعة الحدوث ولكن للأسف هي غير معروفة لدى كثير من الناس، وكذلك قد لا يستطيع أطباء الرعاية الصحية الأولية تشخيصها بدقة لأن أعراضها كثيرة، وتظهر كآلام في الرأس والأذن والرقبة والكتفين». وأضاف: «لذا يسارع الكثير لأطباء الأذن أو العظام أو الأعصاب لعلاج أعراض المرض غافلين عن المرض ذاته. ولذا حرصنا في المركز على ضم د. عمر شهاب الدين استشاري جراحة الوجه والفكين وزراعة الأسنان لتقديم العلاج الوقائي والعلاجات الإجرائية لمفصل الفك الصدغي».

وشرح د. شهاب الدين اضطرابات مفصل الفك الصدغي، قائلاً: «المفصل يصل بين الفك السفلي والجمجمة بغضروف إضافة لسائل في كبسولة لإضافة مرونة تساعد حركة المفصل أثناء الأكل أو الكلام. وقد تتعرض هذه المنطقة لأعراض متعددة تفقده توازنه تحتاج لمراجعة الطبيب لإعادتها لوضعها الطبيعي». وأضاف: «تتسبب العديد من الأمور في إحداث الاضطراب وهناك أمور غير متوقعة كعض نواة لفاكهة أثناء الأكل بشكل غير متوقع، كما أن الضربات الجانبية وحتى الخفيفة منها تؤثر أيضاً في تموضع الفك. ويمكن إضافة فتح الفم بحركات غير متوقعة أو تحريكه ذات اليمين وذات الشمال». وأكمل : «التوتر أثناء الامتحانات، ضغوط الحياة والعمل يؤثران بشكل سلبي على الفك».

ولفت إلى أن اكتشافه والتعرف على المرض قد يبدو صعباً على الكثيرين لمصاحبة الكثير من الأعراض له في مناطق أخرى من الجسم كآلام في الرقبة والكتفين، والأذن، وآلام في أسفل الظهر في بعض الأحيان. وزاد على ذلك أنه قد يصاحب بصداع في الرأس وآلام تبدأ خفيفة أول النهار وتزداد حدة.

وقال: «هناك أعراض تكون في ذات المفصل من قبيل سماع صوت طقطقة «القرطعة» أثناء التحريك وهذا يدل على اختلال واضح، إضافة لألم عند تحريكه للأكل أو الكلام. كل الإشارات المتقدمة تدعو لعرض الحالة على طبيب أسنان لتشخيصها بدقة، وبدوره يحولها على متخصص في جراح الوجه والفكين لتقديم العلاج المناسب».

وأكد د. عمار العكري أن لتلك الأعراض ارتدادات سلبية على الصحة العامة تلاحظ في الأسنان المطحونة بالإضافة للآلام التي تصاحب المصاب طويلاً، خصوصاً مع غياب معرفة السبب الذي يجعل الفرد ينتقل من تخصص طبي لآخر.

نرجعه لموضعه

وشرح د.شهاب الدين المتخصص في علاج مثل هذه الحالات طيفاً واسعاً من البرامج العلاجية المتعددة مشيراً إلى أن تعددها يقابل تعدد أنواع الإصابة ودرجاتها. وأوضح: «العلاج يبدأ ببعض التمارين وينتهي بالحلول الجراحية إن لزم ذلك. الحالات البسيطة تعالج بتمارين للفك يمارسها المريض في المنزل مع وضع الواقي الليلي وهو عبارة عن أداة مطاطية يقي من الضغط على الأسنان أثناء النوم». وقال أنهم قد يستخدمون المهدئات للتخفيف من الآلام التي يحدثها تحرك المفصل من موضعه. وقد يلجأون لغسيل المفصل كَحل علاجي كل 7 أشهر إلى سنة كلما احتاج المريض إلى ذلك، وفي نهاية المطاف قد يضطرون للعمليات الجراحية إذا استدعى علاج الحالة ذلك.

أما عن الفئة العمرية المعرضة للاصابة باضطراب المفصل الفكي الصدغي، أجاب: «لا توجد فئات عمرية بعينها، ولكن النساء بعد سن الـ 45 معرضات لذلك بسبب ما يمررن به من متغيرات جسدية ونفسية، وكذلك المراهقين، أو الأطفال عند الولادة».

وكشف عن طرق علاجية حديثة باستخدام البوتكس والفلرز لإرجاع المفصل إلى موضعه والتخفيف من الآلام التي يسببها.

الصّبور يتشافى

د. عمار حرص على ختم اللقاء بدعوة المرضى للتمسك بالصبر الذي عده ضرورياً لإنجاح العلاج خصوصاً مع أن بعض البرامج تتطلب من فترات طويلة تصل إلى 3.5 سنوات كعلاجات التقويم المتقدمة على سبيل المثال لا الحصر.

وأرجع ذلك أيضاً للخوف لدى البعض من مواصلة العلاج، والتكلفة المادية لدى البعض الآخر.

وأكد أن التقويم الذي يعده الكثير علاج تجميلي هو في ذاته ضرورة لبعض الحالات التي تستلزم تدخلاً لمعالجة خلل وظيفي في الأسنان ولذلك حرصنا على ضم استشارية التقويم د. ليلى فتح الله لتقديم كافة أنواع التقويمات العلاجية من البسيطة للمركبة التي تستلزم تدخلاً جراحياً. كما مكنتنا الخطط التطويرية في المركز من تقديم كافة العلاجات للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تحت التخدير الكامل إن لزم ذلك. واصبحنا قادرين على رسم ابتسامة هوليوود لمن أراد على وجهه.

أما د. نور فتعيد الختام لما بدأنا به الحديث بقولها: «الوقاية خير من العلاج، هذه الحكمة التي حفظنها ورددناها كثيراً يبقى أن نترجمها لسلوك عملي مستمر».

العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً