ترقبت يوم ولادتها لتنهي مرحلة 9 أشهر باحتضان طفلتها التي كانت تحملها بالقرب من قلبها طوال الأشهر، إلا أن القدر شاء أن يخطف رضيعتها وهي تفارق الحياة بعد 4 ساعات تقريباً، في الوقت الذي مازالت فيه قضيتها في أروقة المحاكم، لتكون ضمن القضايا التي لم يتم الفصل فيها حتى الآن.

الشابة هند أكبر (31 عاماً) قصتها بدأت منذ العام 2012 ومازالت مستمرة مع استمرار المحاكمة، عائلتها أعادت تفاصيل قصتها في حديث لـ»الوسط» قائلة: «هند كانت شابة متفوقة في دراستها عاشت حياتها بشكل طبيعي على رغم من مرض السكلر، فلم تكن تدخل المستشفى إلا نادراً، كمثل باقي الشابات ممن هم في نفس عمرها، تزوجت وحملت بابنتها التي لم تبصر النور».

وأضافت «مرت مرحلة الحمل بسلام، كانت فرحتها لا توصف، فموعد الولادة اقترب وسترى ابنتها التي كانت تتحرك في أحشائها، إلا إنها لم تعلم بأن القدر خبأ لها ولطفلتها الكثير، فقبل الولادة راجعت السلمانية وأكدوا أنها بحاجة إلى عملية قيصرية لأن وضعية الطفلة غير مهيأة للولادة، لذا راجعت إحدى المستشفيات الخاصة، وأكدوا ما ذكره الأطباء في السلمانية، لذا عادت إلى هناك من جديد لإجراء العملية بحسب ما جاء في التقارير».

وتابعت العائلة «دخلت ابنتنا إلى المستشفى، وأكدوا أنه لابد من إجراء عملية قيصرية؛ لأن وضعية الطفلة غير مهيأة للولادة الطبيعية، إلا أنه لم تجر العملية، وأصيبت هند بالتهاب في الصدر وتعرضت إلى انتكاسة صحية على إثر ذلك».

تقول العائلة: «الطبيبات المشرفات على حالتها حاولن توليدها بشكل طبيعي، على رغم أن التقارير أكدت عدم قدرتها على ذلك، وقد أسفرت محاولة الأطباء عن وفاة الطفلة نتيجة الاختناق بعظم حوض والدتها، إذ إن وزنها كان أكثر من 3 كيلو ونصف؛ وذلك بسبب رفض الطبيبات إجراء العملية، وفضلن الولادة الطبيعية على رغم من خطرها على الأم والجنين، ما أدى إلى تعب الطفلة ووفاتها، أدخلت هند بعد معاناة إلى غرفة العمليات وأعطيت إبر السيولة بعد تعرضها إلى النزيف، وقد تمت إزالة الرحم، وإخراج الطفلة من بطن والدتها، والتي توفيت بعد مرور ساعات من المعاناة».

وأضافت «نقلت هند إلى العناية المركزة، وما هي إلا ساعات حتى فارقت الحياة هي الأخرى، في الوقت الذي ذكر في تقريرها الطبي بأنها توفيت بسبب السكلر، إلا أن ما حدث أن تقرير اللجنة الطبية أكد وجود خطأ طبي تسبب بوفاة الأم، إذ إنه كان لزاماً إجراء العملية القيصرية مباشرة دون إعطائها فرصة للولادة بشكل طبيعي؛ وذلك بسبب وضعها الصحي».

وأشارت العائلة إلى أنهم تقدموا بشكوى ومازالت القضية في أروقة المحاكم، لافتين إلى أن تقرير وزارة الصحة ذكر بأنه لم يكن هناك خطأ، إلا أن المحكمة الصغرى الجنائية الثانية حكمت بحبس 5 طبيبات بالسلمانية (بحرينيتين و3 آسيويات) لمدة سنة، بتهمة الخطأ الطبي والتسبب بوفاة هند وجنينها أثناء الولادة، وأمرت المحكمة بوقف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات.